استاء المواطنون يوم أمس بمدينة الجلفة من غياب مادة الخبز وندرته في عز أيام الصيف، مما جعلهم يحومون في حلقة مفرغة بحثا عن المادة الأساسية الأولى التي لا يليق أن تطالها الندرة في كامل الأوقات خصوصا في المناسبات والأعياد الدينية. ويبدو أن هذه الأيام ستشهد استمرار الندرة الحادة لمادة الخبز إلى حد كبير، بحيث يشتكي أغلب المواطنين من عدم توفر المادة داخل المدينة وخارجها. كما أصطدم بها المواطنون وجعلهم يتفاجؤون لستائر المخابز الموصدة ودخولها في راحة من دون سابق إنذار للزبائن. أزمة الخبز تسببت أيضا الطوابير الطويلة للمواطنين التي تظهر بمحاذاة المخابز التي تقدم خدمات محتشمة وتظهر تحت أشعة الشمس المحرقة لأجل الظفر برغيف خبز، الأمر الذي أدى إلى تذمر المواطنين وأثار استياءهم. لكن العائلات الجلفاوية لم تبدو في أغلبها متأثرة بإضراب الخبازين حيث استنجدت النسوة بالخبز المجمد، فيما راحت أخريات إلى تحضير الخبز التقليدي وهبت أخريات إلى تحضير المعجنات بعد فوات الأوان وانعدام الوقت الكافي لتحضير الخبز التقليدي. ومن جانب آخر فإنّ الأزمة التي لاحت من إضراب الخبازين، لاقت استحسان الأزواج الذين تذهب نساءهن مرغمات ومخيرات على تجهيز خبز الدار، الذي يؤكل سواء كان لذيذا أو سيء. النقمة التي ولّدت نعمة لم تتأكد إلا في اليوم الذي أغلقت فيه المخابز أبوابها، فعجز غالبية المواطنين عن شراء الخبز، خاصة في منتصف النهار، حيث يعود العمال إلى بيوتهم لتناول الغذاء، مما أرغم النسوة على تدبر أحوالهن لإنقاذ الموقف باللجوء إلى تحضير الخبز التقليدي كآخر الحلول، حيث فضلن الاكتواء بحرارة الأفران بدل عيش أجواء تلك الندرة والانطلاق في رحلة البحث عن الخبز. لكن العائلات الجلفاوية، ووفق الحقيقة الملموسة، باتوا يفضلون خبز الدّار "المطلوع" عن خبز المخبزة حيث وجدوا فيه الذوق المفقود والخبز البديل حيث انتشرت مؤخرا بعدد من الأحياء بعض المحلات التي افتتحت من طرف بعض الحرفيين التقليديين ومثل هذه التجارة تنتشر هذه الأيام بل أصبحت المادة التي يحبّذ تقديمها للضيوف والمدعويين في العزائم ومختلف الدعوات، وتستعملها محلات "الفاست فود" ومن المحتمل جدا أن تعتمد قاعات الحفلات مستقبلا على المطلوع كظاهرة أصبحت تفرض وجودها في وقتنا الحالي بجميع ولايات الوطن.