ككل سنة يصطدم المواطنون بمدينة بني صاف بتكرار سيناريو غياب المادة الأساسية الأولى عن موائدهم في عزأيام الصيف، ويبدو أن هذه السنة شهدت استمرار الندرة الحادة لمادة الخبز إلى حد كبير، بحيث يشتكي أغلب المواطنين من عدم توفر المادة داخل المدينة وخارجها، وقفزت الأزمة إلى العديد من البلديات المجاورة الأخرى على غرار سيدي الصافي ، الأمير عبدالقادر وغيرها حيث صارت تقليدا سنويا يجمع بين العديد من النواحي، مما أرغم النسوة على تدبر أحوالهن بتجميد الخبز بكميات مضاعفة أيام الصيف لإنقاذ الموقف ، فيما تختار أخريات اللجوء إلى تحضير الخبز التقليدي كآخر الحلول، ويفضلن الاكتواء بحرارة الأفران بدل عيش أجواء تلك الندرة والانطلاق في رحلة البحث عن الخبز· استاء المواطنون من استمرار أزمة الخبز وندرته في عز أيام الصيف مما جعلهم يحومون في حلقة مفرغة بحثا عن المادة الأساسية الأولى التي لا يليق أن تطالها الندرة في كامل الأوقات خصوصا في المناسبات والأعياد الدينية، لكن هذا هو السيناريو المتكرر في كل سنة تزامنا مع موسم الإصطياف الذي تكثر فيه الحركة في مدينة بني صاف بسبب الإقبال المتزايد للسياح والمصطافين على المدينة المعروفة بهدوئها وجمالها بل وتستمر تلك المأساة إلى ما بعد موسم الإصطياف ، بحيث تخلو رفوف المخابز مبكرا من تلك المادة ويرجع أصحاب المخابز دوما السبب في لجوء الكثير من العمال إلى الذهاب إلى أهاليهم بمناطق بعيدة من أجل اجتياز عطلة الصيف كحق مخول لهم وينقلب الأمر على نقص الكمية واستعصاء تغطية طلبات الزبائن· ويقل العرض عن الطلب المتزايد لتلك المادة لاسيما في المناسبات المقترنة بالأجواء العائلية وتبادل الزيارات، وتقفز أزمة الخبز إلى ما بعد موسم الإصطياف واصطدم بها المواطنون ويتفاجأون لستائر المخابز الموصدة ودخولها في راحة من دون سابق إنذار للزبائن· ومن العائلات من غابت تلك المادة عن موائدها واستنجدت النسوة بالخبز المجمد، فيما راحت أخريات إلى تحضير الخبز التقليدي وهبت أخريات إلى تحضير المعجنات بعد فوات الأوان وانعدام الوقت الكافي لتحضير الخبز التقليدي· وأزمة الخبز فسرتها الطوابير الطويلة للمواطنين التي تظهر بمحاذاة المخابز التي تقدم خدماتها بصورة محتشمة وتظهر تحت أشعة الشمس المحرقة لأجل الظفر برغيف خبز، الأمر الذي أدى إلى تذمر المواطنين وأثار استياءهم عل حسب ما عبر به أحد المواطنين الذي قال إنه ليس من الطبيعي اصطدام المواطن بهذه الأزمات في عز أيام الصيف وحتى بعده على الرغم من تطمينات الوزارة بتوفير كل الضروريات على رأسها المواد الأساسية، إلا أنه لاشيء تجسد على أرض الواقع، واصطدم المواطن بأزمات متعددة منها ندرة الحليب والخبز إلى جانب السلع من خضر وفواكه مما عكر نوعا ما أجواء الصيف وأجبر جل المواطنين على الانطلاق في رحلة ومشقة البحث عن بعض الضروريات·