ككل سنة يصطدم المواطنون بتكرر سيناريو غياب المادة الأساسية الأولى عن موائدهم في أيام العيد، ويبدو أن هذه السنة شهدت استمرار الندرة الحادة لمادة الخبز إلى بعد العيد، بحيث يشتكي أغلب المواطنين من عدم توفر المادة داخل العاصمة وخارجها، وقفزت الأزمة إلى العديد من الولايات الأخرى على غرار البليدة، بومرداس، تيبازة..، وغيرها حيث صارت تقليدا سنويا يجمع بين العديد من النواحي، مما أرغم النسوة على تدبر أحوالهن بتجميد الخبز بكميات مضاعفة قبل حلول العيد لإنقاذ الموقف حتى ما بعد العيد، فيما تختار أخريات اللجوء إلى تحضير الخبز التقليدي كآخر الحلول، ويفضلن الاكتواء بحرارة الأفران بدل عيش أجواء تلك الندرة والانطلاق في رحلة البحث عن الخبز. استاء المواطنون من استمرار أزمة الخبز وندرته إلى ما بعد العيد مما جعلهم يحومون في حلقة مفرغة بحثا عن المادة الأساسية الأولى التي لا يليق أن تطالها الندرة في كامل الأوقات خصوصا في المناسبات والأعياد الدينية، لكن هذا هو السيناريو المتكرر في كل سنة تزامنا مع العيدين بل وتستمر تلك المأساة إلى ما بعد العيد، بحيث تخلو رفوف المخابز مبكرا من تلك المادة ويرجع أصحاب المخابز دوما السبب في لجوء الكثير من العمال إلى الذهاب إلى أهاليهم بمناطق بعيدة من أجل اجتياز العيد كحق مخول لهم وينقلب الأمر على نقص الكمية واستعصاء تغطية طلبات الزبائن. ويقل العرض عن الطلب المتزايد لتلك المادة لاسيما في المناسبات المقترنة بالأجواء العائلية وتبادل الزيارات، وقفزت أزمة الخبز إلى ما بعد العيد واصطدم بها المواطنون وتفاجأوا لستائر المخابز الموصدة ودخولها في راحة من دون سابق إنذار للزبائن. ومن العائلات من غابت تلك المادة عن موائدها واستنجدت النسوة بالخبز المجمد، فيما راحت أخريات إلى تحضير الخبز التقليدي وهبت أخريات إلى تحضير المعجنات بعد فوات الأوان وانعدام الوقت الكافي لتحضير الخبز التقليدي. وتفاوتت الأزمة ففيما عرفت مقاطعات نقصا متفاوتا عرفت نواحي أخرى ندرة حادة في المادة جهل المواطنون أسبابها لاسيما وأنها استمرت بعد العيد لأيام، الأمر الذي لم يحتمله المواطنون وكذلك الحال بالنسبة لمادة الحليب التي عرفت هي الأخرى نقصا في توزيعها وعاش المواطنون على الأعصاب بسبب الأزمة الحاصلة في المادتين معا، وفيما يخص تعويض الحليب وجد بعضهم الحل في اقتناء مسحوق الحليب على الرغم من ارتفاع سعره وعدم تلاؤمه مع القدرة الشرائية للكثيرين، لكن الأزمة عرفت انفراجا خلال اليوم الثالث الذي تلا يومي العيد، أين تم توزيع الحليب بصورة عادية عبر الشاحنات وشملت العملية العديد من النواحي العاصمية. وأزمة الخبز فسرتها الطوابير الطويلة للمواطنين التي ظهرت بمحاذاة المخابز التي قدمت خدماتها بصورة محتشمة وظهروا تحت أشعة الشمس المحرقة لأجل الظفر برغيف خبز، الأمر الذي أدى إلى تذمر المواطنين وأثار استياءهم عل حسب ما عبر به السيد فريد الذي قال إنه ليس من الطبيعي اصطدام المواطن بتلك الأزمات في أيام العيد وحتى بعده على الرغم من تطمينات الوزارة بتوفير كل الضروريات على رأسها المواد الأساسية، إلا أنه لاشيء تجسد على أرض الواقع، واصطدم المواطن بأزمات متعددة منها ندرة الحليب والخبز إلى جانب السلع من خضر وفواكه مما عكر نوعا ما أجواء العيد وأجبر جل المواطنين على الانطلاق في رحلة ومشقة البحث عن بعض الضروريات.