يعد الاستعداد للدخول الاجتماعي والمدرسي من القضايا الهامة التي تتصدر سنويا أجندة المواطن البسيط، ضمن إستراتيجية مسطرة من طرف العائلة الجزائرية التي وجدت نفسها أمام ممر مسدود في ظل غلاء المعيشة ونقص الخيارات فيما يخص الجودة والنوعية والتي لبست حلة صينية دون منازع اكتست السوق الجزائرية وقضت على المنتوج الوطني. لا يفصلنا عن الدخول المدرسي سوى بضعة أيام نجد وجهة المواطن الجزائري الأسواق منذ بضعة أسابيع وتزايدت هذا الأسبوع بعد الانتهاء من قضاء العطلة، في مواجهة نكسة أخرى بعد رمضان، عيد الفطر والعطلة، توالت المناسبات على أصحاب الدخل المحدود جعلت المواطن البسيط يعيش في حلقة مفرغة في ظل الإرتفاع الفاحش للأسعار وغياب الجودة والنوعية التي باتت عنوان السلع المعروضة في الأسواق والمحلات. السلع الصينية تغرق الأسواق دون منازع اكتست الأسواق الجزائرية في السنوات الأخيرة بالمنتوجات الصينية التي أخذت حصة الأسد في العرض والطلب في ظل غياب خيار آخر أمام الزبون الذي وجد نفسه مجبرا على اقتنائها، فالحديث عن الملابس ينطبق عن باقي المنتوجات خاصة الأدوات المدرسية ونحن لا يفصلنا سوى أيام عن الدخول المدرسي، وما يترجم أن المنتوجات الصينية أصبحت سيدة الموقف هي دليل ذلك أنه أينما تولي وجهك تجد السلع الصينية التي باتت تزين واجهات المحلات والأسواق على اختلاف أنواعها خاصة الأدوات المدرسية التي تضاف إلى قائمة التجارة الموسمية، وهذا يدل على غياب المنتوج الوطني المحلي عن الصورة الذي بقي مقتصرا على بعض الأشياء المجهرية التي لا تكاد تظهر سوى في المناسبات. سلع مغشوشة ونوعية رديئة منتوجات أغرقت السوق الجزائرية صناعة صينية محضة دخلت في السنوات الأخيرة بقوة وهي في تزايد مستمر، في ظل غياب الجودة والنوعية التي انقضى عهدها، منذ سنوات بعد غزوة المنتوج الصيني الذي قضى على المنتوج المحلي مهما كان نوعه وسدّ المنافذ أمام الجودة والنوعية، سلع مغشوشة ونوعية رديئة كثر الطلب عليها متغاضين عن الضرر الذي قد ينجم عنها مهما كان نوعه وأعظمه الخطر الصحي الذي ينجم عن استعمالها، خاصة بالنسبة للأطفال الذين لا يحسنون استعمال بعض الأشياء فالأقلام مهشمة رديئة النوعية أصبحت سلاحا فتاكا في يد الأطفال الذين يتطلب الأمر الاهتمام أكثر بهم، كما تجبر الأولياء على اقتناء أدوات مدرسية في كل مرة نظرا لهشاشتها ورداءة نوعيتها. أدوات مدرسية غير صحية عنوانها الرداءة.. كثر الحديث عن رداءة السلع الصينية حتى أصبحت خطرا يهدد صحة الأطفال بشكل خاص نظرا للرائحة الكريهة التي تميز منتوجاتها نظرا لصناعتها بمواد مسترجعة مهما كان صنفها، اكتسحت الأسواق الجزائرية من بابها الواسع، دل على غياب أعين الرقابة التي تغض النظر عن أشياء تضر البشرية وتفتك بالأطفال، خاصة إذا تعلق الأمر بالأدوات المدرسية التي لا تفارق أيدي الأطفال طيلة السنة الدراسية وأكبر من ذلك إذا تم صناعتها بمواد مسترجعة مجهولة النوع والمصدر فتلك هي الطامة الكبرى مثال ذلك العجينة المدرسية التي أصبحت رائحتها لا تطاق إذا دخلت محفظة التلميذ تصبح ذات رائحة كريهة تلازمه وإذا استعملها فحدث ولا حرج نظرا لرائحتها الكريهة وألوانها التي تلتصق بأيدي الأطفال تتطلب الغسل المتكرر لها حتى يتم إزالة لونها ورائحتها التي تميل إلى حد كبير إلى رائحة المواد البترولية نتيجة صنعها من المواد المسترجعة التي أصبحت تصبغ المآزر والملابس على حد سواء ناهيك عن المكروبات التي تحملها هذه الأخيرة. الإنتاج المحلي والغربي يسجلان حضورا جد محتشم قضت السلع الصينية على المنتوج المحلي الذي بات مقتصرا على الكراريس والغربي على حد سواء الذي أصبحت تنافسه السلع الصينية بالرداءة والأسعار البخسة، حضور محتشم للسلع المحلية على وإن كانت مقتصرة على الكراريس فقط، من جهة أخرى نجد السلع الأوربية منها العلامة "تيكنو" التي ذاع صيتها مؤخرا لكن الإقبال عليها محدود نظرا لهروب الزبون من السعر على حساب الجودة والنوعية الرديئة التي اتخذها عنوانا له، أين بات يفضل شراء الأدوات الرديئة بمبالغ زهيدة على حساب صحة أبنائه وجيبه حيث يكون مجبرا على إعادة شراء الأدوات في فترة وجيزة نظرا لهشاشتها وقد يتجاوزها الأمر إلى إصابة الأطفال بالحساسية ما يتطلب زيارة الطبيب والتكفل الصحي بهم. بين هذا وذاك لا مجال لإقناع الأولياء بالتخلي عن السلع الصينية، نظرا لتعلق الأمر بالأسعار من جهة وغياب ثقافة تفضيل الجودة والنوعية على جيوبهم من جهة أخرى حتى وإن أدى ذلك إلى وقوعه فيما لا يحمد عقباه.