انطلق العام الدراسي لموسم 2012-2013 وانشغلت الأسرة الجزائرية بلوازم هذا الدخول، وهي المناسبة التي نظمت لأجلها معارض محلية وأخرى جهوية ب 30 ولاية تشرف عليها الغرف الولائية للتجارة والصناعة وتهدف أساساً إلى وضع بين أيدي أرباب الأسر أدوات مدرسية سليمة وبأسعار معقولة تخدم جميع المداخيل. يشارك في هذه المعارض عدد من ممثلي المكتبات والقرطاسيات ويعرضون خدماتهم في الفترة ما بين 08 و15 سبتمبر الجاري. انطلقت أول أمس عبر 30 ولاية معارض لبيع اللوازم المدرسية بأسعار مناسبة توازياً مع العودة إلى الأقسام في موسم دراسي جديد، وهي المناسبة التي تتطلب من الأسرة الجزائرية إنفاقاً كبيراً بالنظر إلى أسعار اللوازم المدرسية التي أقل ما يمكن وصفها به أنها غالية الأثمان. وفي هذا السياق أكد السيد أحمد خضراوي ممثل غرفة التجارة والصناعة “الساحل” لولاية بومرداس إحدى الولايات المنظمة لمعرض الدخول المدرسي، أن تنظيم مثل هذا المعرض جاء لسد الفراغ بين حلقتي العرض والطلب، ذلك أن العودة للمدارس تتطلب مصاريف مضاعفة من الأسرة الجزائرية التي كثيراً ما تكون ضحية لجشع التجار ممن يستغلون هذه الفرصة لمضاعفة الأسعار “وقد ارتأينا أن ننظم معرضاً يضم متعاملين اقتصاديين يعرضون مختلف اللوازم المدرسية بأسعار معقولة لتخفيف العبء على العائلات سيما من ذوي الدخل المحدود”، وأضاف ذات المصدر يقول أن أكثر من 100 متعامل اقتصادي معنيون بهذه العملية يعرضون القرطاسية المدرسية سواء المحلية أوالمستوردة على مساحة تصل ل176 متر مربع وعلى مدار سبعة أيام كاملة مما سيسمح لأولياء التلاميذ باقتناء اللوازم المدرسية بأسعار مناسبة. “لقد اعتمدنا على إشراك العديد من أصحاب القرطاسيات والمكتبات في هذا المعرض بهدف خلق منافسة شريفة بينهم تكون في الأخير لصالح الأسرة الجزائرية، فالمعروف أن أسعار الأدوات المدرسية ترتفع بداية من الأسبوع الأول للعودة للأقسام ولذلك ارتأينا أن ننظم مثل هذه التظاهرة بالتوازي مع أول يوم للدخول المدرسي حتى نساهم بعض الشيء في استقرار أسعار القرطاسية المدرسية، هذا بالإضافة إلى وضع في يد أرباب الأسر والتلاميذ منتوجات صحية وسليمة وذات نوعية جيدة، مع العلم أن 70 % من المنتوج المعروض هنا جزائري عالي الجودة”. يؤكد محدث “المساء”. وقد طافت “المساء” بأجنحة المعرض الذي ضم 23 خيمة عرضت بها مختلف اللوازم المدرسية من دفاتر وكراسات للرسم والأنشطة المختلفة، والأقلام بأنواعها، الرصاص والجاف وأقلام التلوين وغيرها، فضلاً عن أنواع الملصقات الملونة وغيرها الكثير، كما عرض الكتاب شبه المدرسي للأطوار الابتدائية وكذلك المآزر والمحافظ مختلفة الأحجام. وكان البعض من العارضين يَهِّمون بإنزال صناديق أخرى للوازم المدرسية تحسباً لضغط الطلب بحسب ما أوضحه لنا مهدي لولا المشارك في المعرض مشيراً إلى أنه وبالرغم من حركة البيع الواسعة قبل بدء الدراسة بأيام عدة، إلا أن انتظام التلاميذ في مدارسهم هذا الأسبوع زاد من توافدهم بصحبة أولياء أمورهم على المعرض لشراء مستلزمات الدراسة التي يحددها المعلمون لهم، وقال أن أكثر ما يَسأل عنه الأولياء بداية هي الأسعار ثم يسالون عن جودة المنتوج. “قبيل العودة لمقاعد الدراسة ترى الأولياء مترددين في شراء بعض اللوازم، ولكن مع الإعلان عن انطلاق الموسم الدراسي رسميا يتوافدون حاملين قوائم عدة خاصة بالنسبة لمن لهم أكثر من طفل متمدرس، وهنا كل ما يهمهم هو سعر المنتوج لا غير...نحن هنا في هذا المعرض نعرض مستلزمات تنخفض أسعارها بخمسة إلى 15 ديناراً عن أسعار المكتبات، وأغلبها مستوردة خاصة الأقلام وأقلام التلوين والمحافظ كذلك...لا بد لهذه الأخيرة أن تكون ذات جودة حتى يتمكن التلميذ من استعمالها طوال السنة الدراسية، وكذلك الأمر بالنسبة لأقلام التلوين التي نعرض منها المستورد فقط بأسعار تبدأ من 220 دينارا، ونحن هنا لتقديم النصائح للأولياء حتى يشتروا منتوجات سليمة وذات جودة ولا يضطروا لإعادة الشراء بعد أسابيع فقط من الدخول المدرسي”. من جهته يقول حمزة، وهو مشارك آخر بالمعرض، أن الأولياء أضحوا الآن يعرفون طبيعة المستلزمات الدراسية المعروضة في الأسواق، أي الجيدة منها وغير الجيدة، ونحن كباعة قرطاسية مجبرين على اقتناء النوعين لأن هناك من الأولياء من لا تهمه الجودة بل السعر فقط، فمن أرباب الأسر من يتقدم إلينا حاملًا معه 3 إلى 4 قوائم بحاجيات أطفاله المتمدرسين ونحن نتفهمه لأن الأسعار بالنسبة إليه تحرق جيبه لذلك فإننا نضمن له شراء أدوات بأسعار منخفضة ولكن لا تكون المستلزمات جيدة، وأننا هنا نؤكد أن الباهظ الثمن في الأدوات هو الأجود، لأنه مستورد وحتى في هذا الشأن هناك فرق بين المنتوج الأوروبي والمنتوج الصيني والأكيد أن الأول أجود، والتجربة تؤكد لنا ذلك”. ويتحدث عدنان بائع آخر عن مدى جودة الأدوات المدرسية المعروضة فيشير إلى أن الاختيار يعود للأولياء، وطبعاً فإن المنتوج الأوروبي المستورد هو الأفضل وإلى جانبه المنتوج الوطني الذي يظهر كمنافس حقيقي أوجد لنفسه مكانة كبيرة سواء لدى الباعة أو لدى الأولياء: “هناك من الأولياء من يأتي ويسال عن علامات وطنية بعينها بعد أن نصحه البعض باقتنائها، خاصة ما يتعلق بالكراريس بمختلف أحجامها حيث يظهر هذا المنتوج بجودة كبيرة خاصة من ناحية نوعية الورق وحجم الخطوط، كما أن ضغط الطلب يضطرنا إلى إعادة التزود بالقرطاسية المدرسية كل يومين”. شكاوى من لوازم مدرسية رديئة وفي جولتها بالمعرض دائماً للوقوف على حركة شراء القرطاسية في الأسبوع الأول من العام الدراسي الجديد، لاحظت “المساء” ازدحاماً على أماكن البيع من أولياء وجدوا بالمعرض ضالتهم لشراء الأدوات المدرسية عوض الدوران بين المكتبات والازدحام الذي يخلفه ضيق بعضها، وكان الكثير منهم يحمل قوائم عدة ويدورون بها على أجنحة المعرض، وهي حسبما يؤكد محدثو”المساء” من الأولياء قوائم مبدئية لسلسلة لا تنتهي من الطلبات تستمر طوال العام الدراسي، سواء من جانب المعلمين أو التلاميذ أنفسهم، حيث يطلب هؤلاء منهم أشكالًا معينة من الأدوات، بينما تكون رداءة المنتجات سبباً آخر لتجدد جولات أولياء الأمور على المكتبات، كون الكثير من الأدوات تتلف سريعاً جداً مما يحتم عليهم جلب المزيد منها... عن المعرض حدثنا أحد المواطنين يقول : “مثل هذا المعرض يخلق فرصة للاختيار والمقارنة في الأسعار بما يخدم ميزانية الأسرة الجزائرية، كما أن التجربة على مر سنوات دراسية فارطة قد جعلتنا نميز جيداً النوعية الجيدة من الرديئة فيما يخص الأدوات ومنها أقلام التلوين والكراريس وحتى أقلام الحبر واللوحات والطباشير، لذلك فإني جلت بكل أجنحة المعرض ولمست حقيقة سلعاً ذات جودة، أما الأسعار فإنه يمكن القول أنها أقل بالشيء اليسير عن أسعار المكتبات”. كذلك قالت مواطنة أن المعرض حقيقة يتيح فرصة شراء القرطاسية المدرسية في مكان واحد، إلا أنها لا تعيب على الأسعار أو نوعية السلع المعروضة فحسب وإنما على طلبات المعلمين التي لا تنتهي. فمن خبراتها السابقة في الأعوام الماضية، تؤكد المتحدثة أن بعض المعلمين يطالبون التلميذ بالمزيد من الأدوات خاصة أوراق الرسم والأوراق الملونة والغراء وأقلام التلوين والسيالات في مدة زمنية قصيرة، أولاً لفرط الاستعمال وثانياً لأن غالبية الأدوات التي نشتريها تتلف سريعاً، فأقلام الرصاص تُقصف أسنانها مرات عدة خلال بريها، أو حتى أنها تنكسر كلية، أما البرايات فهي للاستخدام مرة واحدة فقط على الأكثر لأنها تنقسم عند الاستعمال وقس على هذا باقي الأشياء”، وتضيف قائلة: “.. في العام الماضي تعبت من كثرة النفقات التي تضيع على قرطاسية سيئة للغاية، ناهيك عن الوقت الذي يضيع هو الآخر في الذهاب إلى المكتبات وشراء المزيد من القرطاسية، وهذا العام قررت شراء المنتجات الأصلية، فرغم كونها غالية إلا أنها تمكث لفترة طويلة، لكنني بحثت هنا عن الأنواع الجيدة الأصلية وحصلت على القليل منها، وسأستكمل الأدوات الباقية من أماكن أخرى”. وتطالب المتحدثة الجهات المسؤولة وجمعيات حماية المستهلك بالتدخل وإجبار المستوردين على جلب المنتجات الجيدة، بدلا من إغراق السوق بمنتجات رديئة, من جهته يقول مواطن كان رفقة طفليه في الثانية والرابعة ابتدائي أنه يطوف بأجنحة المعرض لشراء القرطاسية الخاصة بالعام الدراسي الجديد، مشيراً إلى أنها كثيرة للغاية رغم ذلك فإن الأمر لا يكون في بداية العام أو الفصل الدراسي الأول فقط، ولكنه يمتد بشكل مستمر طوال العام الدراسي، يقول: “نكرر زيارتنا للمكتبات طوال السنة الدراسية بسبب رداءة الأدوات، وهذا يعني إرهاق متواصل للميزانية وتعب متواصل للأولياء كذلك”.