أعتقد أن أحوال الأحزاب "الإسلامية" لا تسر حبيبا ولا عدوا لأن "الصندوق" لم يقف إلى جانبها في الانتخابات التشريعية والمحلية، فخرجت منهزمة كما خرج الخضر في مباراة البوسنة بملعب 5 جويلية، رغم أن هناك اختلاف بين الاثنين، لأن ظروف فوز الأحزاب الإسلامية كانت مهيئة في ملعب الربيع العربي، أما مباراة الخضر فكان ملعب 5 جويلية لا يصلح لممارسة الرياضة. لكن أريد أن اطرح بعض الأسئلة: هل فقد الجزائريون ثقتهم في قدرة الأحزاب الإسلامية على ممارسة السياسة؟ هل لأنه لا يوجد فيهم ذوي الكفاءة والخبرة والنزاهة؟ هل الأحزاب الإسلامية دفعت ثمن أخطاء "الفيس" في التسعينيات؟ وهل ذلك يعجل بنهاية الأحزاب الإسلامية في الجزائر؟ رغم أن السلامين تحالفوا ليشكلوا قوة "تخلع" الأحزاب الأخرى، إلا أن حزب "لويزة حنون" كان أقوى منهم بكثير، ورغم أنهم لم يستعملوا هذه المرة الشعارات الدينية في محاولة منهم لإقناع الجزائريين بأنهم "عاقلين مش نتاع مشاكل" لدرجة أن أحدهم قال بأنه لا يحمل لواء الدولة الإسلامية في إشارة منه إلى الترحيب بدولة مدنية. كما إني أرى بأن الجزائريين وجهوا عدة رسائل إلى قادة الأحزاب الإسلامية خلال هذه الانتخابات تحمل عبارات مثل "أنتم لا تصلحون لممارسة السياسة، لا تفكروا في دولة إسلامية، أتركوا الدين ومارسوا السياسة كأحزاب لها مرجعية دينية، نحن لا نبحث عن الإسلام لأنه كالدم يجري في عروقنا، لكننا نبحث عن سياسة رشيدة تأخذ بأيدينا إلى مصاف الدول المتحضرة، نحن نرفض توظيف الدين في السياسة، لأن عظمة الإسلام في القلوب وليس في أشخاص يمارسون السياسة". أعتقد أيضا أن بعض الأحزاب الإسلامية التي قتلها الغرور انكشفت عارية أمام الرأي العام و هي وحدها من يتحمل الهزيمة. وقد أثبتت الأيام أنها كانت تلعب أدوارا خيالية وكان كل ما يهمها هو تحقيق مصالحها. على سبيل المثال، حركة مجتمع السلم "حمس" مهندسة المسيرات، لم تتحرك منها شعرة واحدة عندما أسيئ للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في الفيلم الذي لقي ردود فعل غاضبة في كل الدول العربية والإسلامية وخرج الجميع في مسيرات حاشدة ينددون بذلك، فهل لأن الفيلم لا يمس مصالح "حمس" مثلا؟