تعتبر ولاية الجلفة ذات الطابع السهبي الرعوي التي تستعد لاستقبال الوزير الأول، عبد المالك سلال، الخميس رائدة على المستوى الوطني في مجال تربية المواشي وإنتاج اللحوم. وبالفعل وحسب الإحصائيات الأخيرة لمديرية المصالح الفلاحية، فإن هذه الولاية السهبية التي يقطنها 1.100.000 ساكن تتوفر على ثروة حيوانية تقارب 03 ملايين رأس من الغنم. واستنادا للقائمين على المصالح الفلاحية فإن إنتاج اللحوم الحمراء المرهون بانتعاش تربية الماشية سجل في السنوات الأخيرة ارتفاعا ملحوظا راجع بفضل دعم الدولة للموالين في كل الظروف من خلال توفير الأعلاف و توسيع مساحات الرعي و غيرها من المساعدات. ولعل ما يؤكد ذلك بالأرقام ارتفاع إنتاج اللحوم الحمراء من 221.200 قنطار سنة 1989 إلى 224.220 قنطار سنة 1999 فيما سجل مؤشر الإنتاج قفزة غير مسبوقة سنة 2011 حيث فاق 337 ألف قنطار من اللحوم. تجربة زراعة الزيتون بالجلفة نموذج للنجاح كما سجل في الآونة الأخيرة بالولاية ازدهار شعبة غراسة أشجار الزيتون. فبعد أن كانت المساحة المغروسة بهذا النوع من الشجيرات لا تتعدى 150 هكتار سنة 2000 ها هي اليوم تسجل غراسة تمتد مساحتها على أزيد من 7.300 هكتار منها 4.300 دخلت خط الإنتاج الفعلي. وما يوحي بنجاح هذه الشعبة الفلاحية التي اتسعت رقعتها من شمال الولاية إلى جنوبها هو الإنتاج المحلي الوفير لزيت الزيتون حيث سجلت المصالح الفلاحية خلال موسم 2012-2013 إنتاج 1.5 مليون لتر من الزيت. وتفيد ذات المصالح بتوفر أربعة معاصر لزيت الزيتون تابعة للخواص تم إنشاؤها في ظل انتعاش غراسة أشجار الزيتون التي ستزيد توسعا برسم الخماسي الجاري تنفيذا لعقود النجاعة الرامية إلى استهداف مساحة تناهز 30 ألف هكتار غراسة مكثفة. وقد فاقت المخصصات المالية الموجهة للولاية في الفترة الممتدة بين 1999 و2009 ضمن ثلاث مخططات خماسية 126.7 مليار دج سمحت بتسجيل مجموع 5.180 عملية تنموية قطاعية وأخرى مدرجة في المخططات البلدية للتنمية وذلك في إطار تجسيد الاستثمارات العمومية وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين. كما استفادت الولاية برسم الخماسي الجاري 2010-2014 من غلاف مالي بقيمة 56 مليار دج ضمن حصص مالية سنوية سمحت بتسجيل 1.868 عملية تنموية في مختلف القطاعات على غرار التعليم والصحة و الأشغال العمومية و الري و التعليم العالي و الفلاحة والغابات. قطاع السكن في مواكبة مسار التنمية و استجابة لمتطلبات السكان لعل ما يبرز للعيان بولاية الجلفة ومن يزورها في هذه الآونة الأخيرة يجد الفرق شاسعا بين ما كانت عليه بالأمس وما أصبحت عليه اليوم بفضل مشاريع سكنية معتبرة عززت النسيج الحضري بأقطاب عمرانية جديدة أصبحت بذلك ترسم معالم حضرية متميزة لكبريات مدن الولاية و حتى بلدياتها الصغيرة. فولاية الجلفة التي كانت في السبعينيات تحصي 15.000 وحدة سكنية ذات طابع اجتماعي إيجاري هي الآن تعد أزيد من 52.000 وحدة سكنية تأتت بفضل البرامج و المشاريع التي سخرتها الدولة عبر مختلف مخططاتها التنموية. ويقدر عدد السكنات الموجودة طور الإنجاز و المدرجة ضمن البرنامج الخماسي 2010-2014 بما يفوق 17.000 وحدة تعرف وتيرة إنجاز معتبرة في الوقت الذي يعول فيه الانطلاق قبل نهاية العام الجاري في إنجاز حصة إضافية بقوام 3.000 وحدة سكنية. وسمحت بدورها مشاريع السكن التي حظيت بها الولاية برسم الخماسي الجاري باستحداث أقطاب حضرية جديدة منها قطبين حضريين بعاصمة الولاية حيث تجري الأشغال بحصة سكنية معتبرة بموقع مخطط شغل الأراضي بحي بحرارة وكذا بموقع حي بربيح الذي يحوي ورشة لإنجاز أزيد من 4.400 وحدة سكنية. وفي إطار التوسعة العمرانية تم فتح قطب حضري بمدينة عين وسارة يشتمل على 2.000 وحدة سكنية وقطبين حضريين بمدينة حاسي بحبح وقطب حضري آخر يشتمل على 1.350 وحدة سكنية بمدينة مسعد. ولأن مشاريع السكن موجهة أساسا لتلبية احتياجات المواطنين لم تغفل الدولة في مشاريعها عن القاطنين بالمناطق الريفية حيث تم في ظرف عشر سنوات إنجاز ما يزيد عن 17 ألف وحدة سكنية ريفية. وقد تدعم تحسين ظروف السكن للمواطنين بإدخال الغاز الطبيعي إليهم والذي وصلت نسبة التغطية إلى 82 بالمائة. عودة قوية للنشاط الصناعي بالولاية بعد ركود دام سنوات مع مطلع سنة 2013 بدأت بوادر عودة النشاط الصناعي بولاية الجلفة تعود من جديد وبقوة بعد سبات دام عدة سنوات. و يتجلى ذلك حسب القائمين على مديرية الصناعة والمؤسسات الصغيرة من خلال إعادة بعث عدة وحدات لمؤسسات إنتاجية وطنية. ومن ضمن هذه الوحدات التي تحصلت مؤخرا على الاعتماد من طرف اللجنة الولائية لتحديد الموقع وترقية الاستثمار وضبط العقار مصنع لإنتاج الإسمنت و وحدة لإنتاج الهياكل المعدنية و أخرى لإنتاج الرافعات و وحدة لإنتاج الخميرة. كما حظيت الولاية بمشروع هام يتصل بإنجاز منطقة صناعية بمدينة عين وسارة (100 كلم شمال الجلفة) بمساحة قدرها 400 هكتار. للإشارة يصل التعداد الإجمالي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة المستحدثة بولاية الجلفة حسب الوضعية الحالية إلى 5.755 مؤسسة يشتغل بها 19.192 عامل من بينهم 10.698 عامل بقطاع البناء والأشغال العمومية الذي يضم لوحده 3.500 مؤسسة صغيرة و متوسطة.