أخذت أشكال التنمية بولاية المسيلة أبعادا جديدة شملت أكثر من مجال، والزائر اليوم إلى عاصمة الحضنة سيُذهل للوجه العصري للمدينة التي أصبحت في السنوات الأخيرة ورشة مفتوحة لإنجاز مختلف المشاريع الإنمائية والمرافق الحيوية، التي تصب ضمن اهتمام الدولة وسعيها إلى توفير كل الإمكانيات لسد حاجيات المسيليين وتسهيل معيشتهم اليومية وفق ما تقتضيه الحياة العصرية، وفي هذا الصدد رصد المخطط الخماسي (2010-2014) غلافا ماليا قدره 225 مليار دينار لتغطية البرامج التنموية بالولاية، حيث ستشمل حوالي 1432 عملية، أي ما يعادل 180 عملية في كل بلدية سنويا، وسيحظى قطاع السكن بالحصة الأكبر ضمن هذا البرنامج، وبالنسبة لقطاع الفلاحة وبما أن الولاية تعتبر رعوية و فلاحية فإنها تحاول التميز بالتركيز على غرس أشجار الزيتون بشكل موسع وسريع وتربية الأغنام حيث احتلت المرتبة الثالثة على المستوى الوطني بعد كل من الجلفة والبيض وتراهن اليوم لأن تصبح عاصمة لمادتي الزيتون واللحوم الحمراء، وعلى صعيد آخر فقد تحولت ولاية المسيلة بحق إلى قطب هام لإنتاج مواد البناء، فيما يتوفر قطاع السياحة على عدة خيارات سياحية ناتجة عن تنوع الطبيعة والتراث المحلي للمنطقة أيضا. الرهان على إنجاز 2000 مسكن جديد كشف السيد شرقي بلقاسم مدير السكن بالنيابة مكلف بتسيير مهام مديرية السكن والتجهيزات العمومية بولاية المسيلة عن مجموعة من المشاريع المرتبطة بقطاع التعليم العالي والتربية ومختلف الهياكل الإدارية التي سوف تنجز بداية من السنة الجارية، فضلا عن المشاريع السكنية وأفاد في السياق أنه يوجد حاليا 18383وحدة سكنية في طور الإنجاز، وبالنسبة للمخطط الخماسي 2010-2014 تمت برمجة إحصاء 2000 مسكن لإنجازه، وكانت الولاية قد أنجزت خلال الخماسيين الماضيين 51313 مسكن، منها 23328 مسكن ريفي و4800 مسكن اجتماعي تساهمي وأكثر من 23 ألف سكن اجتماعي إيجاري وقد استلم منها 930,30 مسكن. وأكد السيد شرقي أن السكن الريفي بالمسيلة ناجح و يشهد إقبالا كبيرا وبه تميزت المدينة عن غيرها من المدن، مشيرا إلى أن 70 بالمائة من سكان المسيلة يقطنون في الريف. وقال المتحدث أن البرامج السكنية حققت نجاحا ملموسا، حيث عرف في بداية السداسي 2004 نسبة شغل السكن 2,7 بالمائة وفي نهاية 2009 بلغت 6 بالمائة وهو مؤشر جيد على تطور القطاع في الولاية. وعلى صعيد آخر، سيشهد قطاع التعليم العالي إنجاز قاعة استماع ورئاسة القطب الجامعي وقاعة متعددة الرياضات، وفي هذا الصدد كشف السيد شرقي عن دراسة حديثة لإنجاز قطب جامعي جديد يضم ما سلف ذكره، بالإضافة إلى دعم القطاع ب8000 مقعد بيداغوجي وإنجاز إقامتين جامعيتين بسعة 4000 سرير. أما قطاع التربية سيعرف إنجاز ثانويتين بأولاد عدي لقبالة وعين فارس ويجري حاليا إنجاز 3 ثانويات بكل من سيدي عامر، سيدي عيسى وعين الحجل، أما المتوسطات فيجري حاليا إنجاز 5 متوسطات ومتوسطتان سوف ينطلق في إنجازها السنة الحالية. وبخصوص المجمعات المدرسية يضمن البرنامج الجاري إنجاز 8 مجمعات مدرسية بكل من محمد بوضياف، 2 ببن السرور و2 ببوسعادة و2 بالمسيلة وواحد بسيدي عيسى، أما البرنامج المسطر سنة 2010 فيضم 4 مجمعات مدرسية، منها 3 في طور الإنجاز بكل من مقرة، بوسعادة، والمسيلة وواحد في طور الإنجاز بسيدي عيسى. والحديث عن التربية يجرنا إلى الحديث عن المطاعم المدرسية، حيث يضم البرنامج الجاري 31 مطعما مدرسيا عبر الولاية، كما يضم برنامج 2010 ،9 مطاعم في طور الإنجاز. وفيما يتعلق بالهياكل الإدارية فالبرنامج الجاري حافل بالمشاريع منها 3 محاكم بالمسيلة، بوسعادة وحمام الضلعة، ملحقة محكمة ببن السرور، 3 مؤسسات عقابية، أربع مراكز جوارية للضرائب، مركز ثقافي إسلامي مدرسة قرآنية، مقر مديرية المجاهدين، 7 مقرات أمن دوائر، وحدة جمهورية للأمن، مركز التكوين والتحضير للأمن الوطني وغيرها من المشاريع. 6.4 ملايير د.ج لتنمية قطاع الفلاحة كشف السيد معاشي لعلى مدير المصالح الفلاحية بولاية المسيلة ل''المساء'' عن تخصيص 4,6 ملايير دينار لدعم قطاع الفلاحة بولاية المسيلة برسم المخطط الخماسي 2010-2014 ويتوقف استهلاك الغلاف المالي على مدى تجسيد الفلاحين للعديد من المشاريع في إطار التنمية الفلاحية بمختلف شعبها كالحليب وغرس الأشجار المثمرة وإنتاج الحبوب والبطاطس وغيرها يعد هاما ويفي باحتياجات القطاع خلال الفترة المذكورة. وأوضح السيد معاشي بخصوص ترقية الإنتاج في بعض الشعب، أن القطاع يتطلع من خلال استغلال جزء من هذا التمويل إلى توسيع المساحات المزروعة من 300 هكتار حاليا إلى ما لا يقل عن 5 آلاف هكتار في غضون ,2014 وبفضل هذا التمويل سيتم العمل على ترقية أشجار الزيتون بتوسيع المساحات من 500,7 هكتار إلى 11 ألف هكتار في آفاق العام ,2014 كما سيؤثر ذلك إيجابا على الإنتاج الذي يرتقب في حال تنفيذ إستراتيجية القطاع بالشكل الفعال أن يرتفع من 60 ألف قنطار حاليا إلى ما لا يقل عن 1 مليون قنطار في آفاق عام .2014 وتمتاز الولاية بمنتوج المشمش حيث يتربع على مساحة 8000 هكتار بمنتوج قدره 45 ألف طن سنويا وبذلك فهي تحتل المرتبة الأولى في مادة المشمش وحسب السيد معاشي، فإن عائق الموارد المائية بحكم أن الولاية تقع في منطقة شبه جافة دفع بالمعنيين إلى توجيه التنمية الفلاحية إلى غرس الأشجار لمقاومة الجفاف مثل أشجار الزيتون، حيث وصلت المساحة المغروسة حاليا إلى 5 ألاف هكتار قابلة للتوسيع السريع، مع العلم أن هذا الصنف فضلا عن مقاومته للجفاف فهو كذلك صالح لمكافحة التصحر، والأكثر من ذلك فإن منتوج الزيتون مطلوب في السوق الوطنية بكثرة وكشف عن تسجيل 21 ألف قنطار خلال الموسم الماضي، وفي هذا الصدد قال المسؤول أن الولاية تركز على غرس أشجار الزيتون ولذلك فهي تدعم ثلاث معاصر لمرافقة المستثمرين في مجال الزيتون، وأضاف أن الأبواب مفتوحة لدعم أكبر عدد من المعاصر. وبالنسبة لشعبة الحليب فقد أشار المتحدث إلى أن استعمال التمويل سيكون جزئيا في مجال ترقية إنتاج الحليب الذي يرتقب أن يرتفع في آفاق 2014 إلى ما لا يقل عن 60 مليون لتر ورفع عدد رؤوس الأبقار الحلوب من 17 ألف إلى 26 ألف بقرة، إضافة إلى توسيع دائرة مجمعات الحليب التي لا تتعدى حاليا 10 مجمعات إلى ما لا يقل عن 20 مجمعا مع آفاق نهاية الخماسي. وحاليا بلغ منتوج الحليب 38 مليون لتر سنويا منها 6 ملايين لتر يتم جمعها وتحويلها، وأفاد أن هذه الشعبة أخذت حصة الأسد في مجال دعم الدولة نظرا لأهميتها، وسيعرف دعما في ترميم الإسطبلات ودعم سعر الأعلاف وتوفير تجهيزات عملية الحلب والتخزين، وفي هذا الإطار أكد المتحدث أن الولاية تطمح إلى تطوير هذه الشعبة لما لها من أهمية في الوجبة الغذائية للمواطن الجزائري. ولأن الولاية سهبية فهي تمتاز بتربية الاغنام ورائدة في إنتاج اللحوم الحمراء التي حظيت باهتمام الدولة عن طريق القيام بحملات التلقيح السنوي المجاني وتشمل العملية التلقيح ضد الحمى المالطية ومرض الجذري وهذا من أجل حماية هذه الثروة الحيوانية الهائلة التي من خلالها تعطي منتوج سنوي قدره 200 ألف قنطار، أما بخصوص اللحوم البيضاء وبالتحديد مادة الدجاج فقد بلغ منتوجها في الموسم الماضي 90 ألف قنطار، أي ما يعادل حوالي استهلاك 5 ملايين دجاجة وبالنسبة لمادة البيض فقد بلغ المنتوج 45 مليون وحدة بمعدل كل دجاجة تنتج 220 بيضة في السنة. وأوضح المصدر بأن هناك مساعي لجعل الولاية تختص في إنتاج المشمش من خلال رفع المساحات من 8 ألاف هكتار إلى 12 ألف هكتار في آفاق 2014 والرفع بالتالي من إنتاج هذه الفاكهة من 45 ألف طن إلى 60 ألف طن سنويا، إلى جانب تفعيل إنتاج الجزر بهذه الولاية التي تعتبر الأولى على المستوى الوطني في إنتاج هذا النوع من الخضروات، حيث تسجل سنويا أكثر من 80 ألف طن، أما مادة البطاطا وبالنظر إلى طابعها الإستراتيجي فينتظر أن ترتفع المساحات المخصص لها إلى ما لا يقل عن 800 هكتار ويرتقب أن يبلغ الإنتاج في آفاق العام 2014 أزيد من 500 ألف قنطار. دعم المرافق السياحية بمنشآت جديدة كشف السيد خيراني سعد مدير السياحة بولاية المسيلة أن المنشآت الفندقية بعاصمة الحضنة ستتدعم قريبا بست مؤسسات جديدة تضم في مجموعها 380 سريرا وتتوزع الفنادق الجديدة على عاصمة الولاية (3 مؤسسات) وعين الحجل ومطرفة وبوسعادة، التي ستسمح باستحداث 112 منصب عمل دائم. وقال السيد خيراني أن السياحة في المسيلة انتعشت وأصبحت ذات بديناميكية قبل سنوات، وأفاد أن الأمر جاء بفضل تجسيد مجموعة من المشاريع التي تصب ضمن الرفع من قيمة القطاع، حيث تم إنشاء مركز وطني للفندقة لتكوين تقنيين في الفندقة والطبخ والاستقبال، وتم لأول مرة تأسيس مركز للإعلام والتوجيه السياحي ببوسعادة وهو الأول على المستوى الوطني في انتظار تعميمه على المستوى الوطني. ويسير هذا القطاع استثمارا بحوالي 260 مليون دينار مخصصة للمشاريع الفندقية ومنشآت الخدمات حسبما أفاد من جهته مركز الإعلام السياحي. يذكر أن ولاية المسيلة تتوفر على ثلاث مناطق للتوسع السياحي بكل من المسيلة وبوسعادة والمعاضيد حيث توجد بها قلعة بني حماد. وأفادت مصالح مديرية السياحة أن الفنادق الستة المرتقب فتحها قريبا من شأنها أن ترفع من قدرات الإيواء بهذه الولاية إلى ما يقارب 200,1 سرير وذلك على مستوى الفنادق ودور الشباب. مليار دج لدعم قطاع الثقافة رصد المخطط الخماسي الجاري ما قيمته مليار د.ج لدعم قطاع الثقافة بولاية المسيلة حسبما ذكره مدير الثقافة السيد حاج ميهوب سيدي موسى محمد، وأضاف أن هذا الغلاف المالي سيخصص لترقية هيكلية للقطاع وممارسة بعض الفنون على غرار المسرح والموسيقى اللذان سيتدعمان على التوالي بمسرح للهواء الطلق اختيرت أرضيته على مستوى المشتلة البلدية للمسيلة سابقا. وأوضح المتحدث أن الجانب الموسيقي سيتدعم بمعهد للموسيقى اختيرت لاحتضانه مدينة بوسعادة رغبة من مسيري القطاع في توزيع المنشآت الثقافية على كبريات مدن الولاية. وسيخصص هذا المبلغ إضافة إلى معهد الموسيقى ومسرح الهواء الطلق لتمويل 9 مشاريع كانت مبرمجة منذ أزيد من سنتين وتنتظر التمويل من بينها 5 هيكلية و4 خاصة بالدراسات وحماية المواقع الأثرية، ويرتقب أن يساهم هذا الغلاف المالي في توسيع متحف الحضنة بعاصمة الولاية الذي سيتم إعادة النظر فيه نظرا لضيقه ولوقوعه وسط وحدات سكنية خاصة. ودعما لدور المتحف الوطني ''دينيه'' فإنه يرتقب أن يتم تمويل إنجاز متحف جديد بمدينة بوسعادة كون الحالي لا يتسع للجمهور الواسع الذي يقبل عليه خلال جميع فصول السنة كونه المنشأة الثقافية الوحيدة التي تتوفر عليها مدينة بوسعادة ذات الظ160 ألف ساكن، إضافة إلى أن نشاطه ذو طابع وطني لذا فهو يعتبر مقصد الفنانين من داخل وخارج الوطن. وفيما يتعلق بالدراسات فإن المليار دج سوف يخصص جزء منه (لم يحدد بعد) لتمويل الدراسات الأربعة لحماية وتثمين المواقع الأثرية بكل من ''كدية الثعلوب'' ببلدية المطارفة التي تحتوي على آثار رومانية إضافة إلى قلعة بني حماد المصنفة تراثا عالميا عام 1982 من قبل اليونيسكو والتي بنيت عام 1007 للميلاد من قبل حماد بن بلكين بن زيري بن مناد الصنهاجي وتحتاج حاليا إلى المزيد من الحماية من الإندثار. وقال المتحدث إنه من بين أهداف دراسات الحماية والتثمين هو معرفة محيط المواقع الأثرية وحمايتها من زحف العمران، إضافة إلى تثمينها من خلال جعلها موقعا ومخبرا للدراسات الأثرية والتاريخية. وكان قطاع الثقافة بولاية المسيلة قد جسد خلال العام 2009 مشاريع عديدة من بينها مكتبتين نصف حضريتان و4 أخرى ريفية وتهيئة قاعة سينما الحضنة وتحويلها مستقبلا إلى مسرح وتجهيز 21 مركزا ثقافيا وتجهيز واقتناء الكتب لفائدة 6 مكتبات نصف حضرية. قطب لإنتاج مواد البناء تحولت ولاية المسيلة إلى قطب لإنتاج مواد البناء حيث يوجد بها 5 مصانع لإنتاج الآجر بطاقة إنتاج تقدر ب210 ألف طن سنويا ومصنع للإسمنت بحمام الضلعة بطاقة إنتاج تقدر ب405 مليون طن سنويا، مصنع حديد البناء الذي يدخل مرحلة الإنتاج قريبا بطاقة 650 ألف طن سنويا من حديد البناء، إنتاج الرمل المستخرج من المقالع والذي يقدر ب100 ألف طن سنويا، إنتاج المرامل الذي يصل إلى 500 ألف متر مكعب سنويا، إنتاج الحصى200 ألف طن سنويا، مؤسسة ألقال لتحويل الألمنيوم بسعة إنتاج تقدر ب5500 طن سنويا ومؤسسة لإنتاج المواد المعدنية للبناء بطاقة إنتاج تقدر ب1500 متر مربع لكل 8 ساعات، بالإضافة إلى وحدتين لإنتاج الجبس بطاقة إنتاج إجمالية 64 ألف طن سنويا و30 وحدة لإنتاج البلاط بكل أنواعه بسعة إجمالية تقدر ب 18 ألف متر مربع يوميا، وهذا ما يجعل من الولاية قطبا صناعيا بامتياز. مبعوثة ''المساء'' إلى المسيلة: دليلة مالك