عندما تكون مائدة المواطن البسيط مربوطة بالبورصة العالمية، فهذا بالتأكيد يثير الضحك والبكاء في آن واحد، فمنذ متى كان المواطن البسيط يهتم بتقلبات السوق العالمية، وكلما زادوه دينارا باليد اليمنى سحبوا منه عشرة دنانير باليسرى، ولا داعي للحديث عن من ليست له وظيفة أصلا. أقول هذا الكلام بمناسبة الارتفاع الرهيب الذي عرفته أسعار الخضر واختفاء بعض المواد الغذائية من السوق مثل مسحوق الحليب. صحيح أن بلادنا تستورد معظم غذاءها من الخارج، وهذا عيب والله، لكن هل هذا يعني أن نبقى في " حجر" الدول الأجنبية نائمين ومستسلمين لها، لماذا لا نعمل على أن نجعل مثلا اقتصادنا يوازي بين العرض والطلب، ونهتم بمشاكل الفلاحين ونقف على سلبيات قطاع الفلاحة، لماذا لا تتم محاسبة المحتكرين والمتلاعبين بالأسعار، على اعتبار أن الحكومة لا تستطيع ضبطها أو ربطها، وكلما تقلبت الأحوال الجوية أو اقترب موسم أو عيد، حلقت الأسعار في السماء، مثل هذه المطالب مشروعة وتحتم على الحكومة أخذها بعين الاعتبار، لأن سيادة أي بلد هي أن يأكل من منتجاته.