من الأمور التي تصيبني بالتشاؤم هي طريقة التخاطب مع الناس التي يعتمدها بعض السياسيين عندنا، ولا أقصد المناورة بالكلام أو اللعب بالألفاظ، ولكن أتحدث عن العبارات التي جعلت دكتور مثل عمار غول يستخدم ألفاظا وعبارات لا توحي بأنه دخل المدرسة إطلاقا، ولا تبعث بشيء، سوى برسائل سلبية تشوه صورته لدى الرأي العام، أما عندما أسمع تصريحات سعداني فأشعر وكأني أشاهد مسلسلا تاريخيا، لأنه يتصرف وكأنه في معركة حامية الوطيس، بين الكفار والمسلمين، وأن عليه أن يقطع رقاب أعدائه، ويرفع علم العهدة الرابعة فوق أرضهم، ويفعل مثل شيوخ القبائل في الحروب عندما يرسمون ملامح العنف والقسوة على وجوههم، وكاد أن يشعلها نارا تظل أربعين سنة بين مؤسستي الرئاسة والجيش. "سعداني" لا يعرف بأن "بوتفليقة" اليوم في أوج ضعفه، وليس في يديه أوراق يلعب بها، إلا ورقة تأييد المؤسسة العسكرية له، وإذا فقدها فلن يبقى شيء تحت سيطرته، وقد تأكد ذلك عندما خرج عن صمته وقال له أصمت، فهجومك لمؤسسة الجيش ليس مجاله الانتخابات. غول وسعداني وغيرهما، اجتمعوا على شي واحد هو تدني مستوى الخطاب السياسي، وعلى زيادة توزيع الصحف، ورفع نسبة المشاهدة، رغم أن لا القارئ ولا المشاهد فهم من تهريجهم شيئا.