شكل قرار غلق أسواق الماشية بولاية الجلفة على خلفية ظهور بؤرة لمرض الحمى القلاعية صدمة حقيقية في أوساط مربي الأغنام خاصة وأن الإجراء طبق فجأة دون سابق انذار أو حملة تحسيسية. واعتبر الموالون أن غلق مساحات التجارة الخاصة بالأغنام بمثابة الحكم عليهم بالإفلاس والقضاء على نشاطهم الذي يعاني هذه السنة من مشاكل الجفاف وتذبذب التمويل بالشعير والأعلاف ما ينذرهم بموسم كارثي. وما يزيد من حدة الأزمة هو تزامن اكتشاف المرض بولاية الجلفة وتطبيق اجراءات احترازية مع قرب موعد عيد الأضحى الذي يعتبر فترة المبيعات الكبرى لمربي الأغنام. ويقول رئيس الغرفة الفلاحية لولاية الجلفة، "قديد محمد"، في تصريح ل"صوت الجلفة"، أن "أكبر قلق وهاجس بالنسبة للسلطات المعنية بولاية الجلفة هو انتقال العدوى من الأبقار إلى الأغنام وهو الأمر الذي سيشكل كارثة حقيقية في ولاية تحصي أكثر من ثلاثة ملاين رأس غنم وقرابة 70 بالمائة من سكانها يقتاتون من تربية المواشي" معتبرا أن "البؤرة الوحيدة المسجلة بولاية الجلفة تخص تربية الأبقار الذي يبقى نشاطا هامشيا بالجلفة".واعتبر محدثنا أن مجرد الحديث عن غلق الأسواق الأسبوعية ومنع حركة المواشي تسبب في انهيار الأسعار وهو ما سيكون له وقع جد سلبي على غالبية مربي الأغنام الذين يعانون من نقص فادح في السيولة المالية ولا يملكون كرأس مال سوى النعجة والخروف. هذا التأثير الاقتصادي لمسناه صبيحة يوم الاثنين بولاية الجلفة عندما تقر غلق أكبر سوق وطني للماشية حيث عبر الموالون المتوسطون وهم الغالبية عن حيرتهم وهم الذين يعتمدون على الأسواق الأسبوعية لتسويق أغنامهم وبالتالي توفير حصة من السيولة النقدية من أجل اقتناء الأعلاف وباقي مستلزمات نشاطهم وحتى حاجياتهم العائلية. من جهة أخرى، ذكر رئيس الغرفة الفلاحية أن استمرار قرار غلق الأسواق الأسبوعية وإن كان مبررا بسبب انتشار المرض سيكون له أثر كارثي على شعبة اللحوم الحمراء لأن ذلك يعني استحالة توفير مقابل مادي للتكفل الغذائي والصحي بالأغنام وبالتالي حتمية بيع الثروة الحيوانية بأسعار جد منخفضة أو الاستدانة أو الوقوف من دون حيلة أمام نفوقها. محدثنا، "قديد محمد"، أكد من جهة أخرى أن قرار الغلق لم يكن خيارا وإنما ضرورة حتى لا ينتشر المرض وخاصة لا ينتقل إلى الأغنام موضحا أن كل المعنيين بقطاع الفلاحة بولاية الجلفة باشروا حملات تحسيسية حتى يتم إعلام مربي المواشي عن أخطار هذا المرض.