في ذلك المكان المُسمى كذبا بالبيت، حيث لا كهرباء ولا غاز ولا حتى بوابة، لا زال البُؤس يرفرف بأجنحته الحقيرة فوق عائلة "ختالة" التي تطرقت لها صوت الجلفة في مواضيع سابقة، وما زال الجوع ينخر في اجساد الأطفال بسبب تخلي وحش آدمي اسمه والدهم عنهم، خمسة اشهر مذ تطرقنا لحالة هذه العائلة، لا شيء تغير في حالهم، وباستثناء تلك المساعدات التي قدمها أهل الخير في حينها والتي توقفت بعد مدة، حتى علمنا أن العائلة لا زالت تعاني الجوع، وقد غيرت مقر إقامتها من ختالة حيث أخرجهم صاحب المزرعة من المنزل وقادهم القدر إلى منزل متهالك في أقصى حي "دمد" بمدينة مسعد . في سفح ذلك الجبل عند أقصى نقطة في حي "دمد" تسكن هذه العائلة حاليا، يتجرع أطفالها مرارة تخلي والدهم عنهم بعد أن طلق والدتهم، حيث أخد اولاده وبناته الكبار وترك الاولاد الصغار، الأم وبغصة كبيرة، بعد أن سألناها عن مصير قضيتها التي رفعتها على والد اطفالها، قالت أنه متواجد حاليا مُرتحلا بأنعامه في ولاية "سعيدة" متهربا من العدالة، متخليا عن اولاده تاركا اياهم بين أنياب الجوع. واقع مؤلم ومناظر أكثر ايلام لعائلة تُفطر ليلة ولا تجد ما تسد به رمقها لأيام طوال، حتى أننا وجدنا كل افراد العائلة وقد أصبحوا في حالة من النحافة، منذ آخر مرة زرناهم فيها بسبب قلة الأكل، العائلة تلقت مساعدة بسيطة من مجموعة مبادرة "بصمة امل"، ولكن يبقى الأمر أكبر من مجرد مساعدة غذائية تنهي بعد أسبوع أو اسبوعين. صوت الجلفة/ هريمك محمد مواضيع سابقة عن العائلة الجوع والبرد ينخر أفراد إحدى العائلات ب "ختالة" ببلدية مسعد حالة العائلة المعوزة: بعد الجوع والبرد ثم المرض... الانسانية تنتحر على أسوار "ختالة"