كم تمنيت أن يكون الخبر الذي سرب لي بخصوص الوعكة الصحية التي ألمت بالدكتور المحترم عليوات المسعود أن تكون خفيفة، إذ ذكر لي أنه منع عنه المعاودة، صحيح أن الحالة الصحية تتطلب دعاء وعناية ورعاية إلا أني وجدت الحالة التي ألمت بهذا الصنديد والتي تعتبر عنده بمثابة قطرة في بحر لأنه ببساطة رجل ينتمي لزمن عزة فيه الرجال، إلا أنني وجدت في القطرة قشَّة من أمل تستحق أن أتكلم عن حالة شخص نحترمه كثيرا لمشربه الصافي ونفسيته العالية وشخصيته الملمة. وقد كنت أحد الذين جاوره وحاوره و قاطعه في الكثير لكنه تقاطع بطعم التجاذب. من بين ما حدثني وهو الذي حرم من حق التقاعد لما كان عضوا شريفا في اللجنة المركزية للأفلان أن في جزائر العزة والكرامة أصبحت تطالعنا من حين لأخر ظواهر غريبة وشاذة على شاكلة " نفوق أصحاب المال متسائلا عن حقيقة تلك الظاهرة و التي يبدو أن لها جذورا وإنهم يقومون بشيء له معنى محدد ومن الواجب علينا ان نفهم ماذا يفعلون وماذا يريدون و هل حقيقة لهم أفكار غريبة فقلت له لو رجعنا إلى الوراء ومددنا الخط إلى الخلف سنجد رائد تلك الموجه هو حزب سمي العتيد وضع لهم المنهاج والطريق .. والحقيقة أن هذا الهيكل جعلوا منه ضرعا يحلب و ظهرا يركب .. كان الدكتور عليوات شفاه الله يشعر بالضيق الشديد من " تقديس" أصحاب المال إعلاميا وكان يتعجب ويقول " غريب أمر هذه البلاد، إذا أرادوا النخبة المثقفة قدمني لترئس محافظة الآفلان وإذا أرادوا ترشيح لعضوية نائب فهم يرشحون أصحاب المال " !!الحيرة في هذا اللقاء العابر كانت مضاعفة . لا أستطيع أن أصف الحزن الذي صار جزءا من حياتنا و أعلم أن التاريخ تحركه عجلة الأيام حسب مقتضيات اللحظة، البعض أحيانا يكون بعيد النظر والبعض قصير النظر ولكن تلك هى الحياه : رحلة من الأخطاء نداويها بالتعلم المستمر . الدكتور مسعود عليوات أعرف أنك رجل في زمن عزة فيه الرجال و أقر بأنك من النخبة المثقفة التي عانت على نطاق أوسع مما نتصور حتى صار العبث عندنا بمثابة أقدار مقدرة لكنك تعلم أن من احتل المشهد أفسد كثيرا الذوق العام و تهات العامة بين تفاصيل الأداء و حقيقة الأداء ، و لا أملك و أنا العبد الضعيف إلا الدعاء لمن يملك السر بالدعاء و التعجيل بالشفاء لأننا ببساطة في أمس الحاجة أمثالكم الدرر.