لأنني لم أتابع برنامج زيارة وزير الثقافة لولاية الجلفة فقد رجعت إلى بعض الثقات الذين رافقوا واستمعوا إلى تلك الأحاديث المذاعة وأمام ما نهى إلي لا يستطيع المرء أن يكتم شعوره بالحيرة والدهشة حين يقارن بين رمزية المكان و دلالة الزيارة ، كما تمنيت أن تكون الزيارة ثقافية بامتياز لكنها ألت لمآل برتوكولي إداري أقتصر على التدشين و الفتح والمعاينة ثم الاستماع في فضاء رسمي لسماع الانشغالات… الاستقطاب لهذه الزيارة التي انتظرناها طويلا وكثيرا لم تكن ثقافية بالمرة ولا أخفى أن المسألة في جذورها وثيقة بقيمة المواطن العادي في المجتمع في جانبي الفكر و الإبداع. وموصولة أيضا بمعايير التقدم الحضاري لولاية عرفت بتاريخها الإنساني الزاخر و تقاليدها الشريفة. وهو ما يختزله السؤال التالي: هل الكفاءة والأشخاص المشرفين على قطاع الثقافة بالجلفة يكفيان وحدهما لفتح الأبواب وتوفير الفرص للنوابغ والمبدعين، الإجابة لا أعرف. و قولي لهم لو كنتم فقط تقرؤون التاريخ لتغير مجرى التاريخ تماما…؟ لأنه لي عليكم ريب كبير في كفاءتكم ، لأن لهثكم للمناصب أنساكم ذاك الوعي المسبوق بحس الإدراك مما آداكم لإهمال برعونة ساذجة على الوقوف عند مناقب الرجال و تراثهم الزاهي و الحافل و هنا أذكر في كراريس التاريخ أن الجلفة باتساعها كانت قطبا عامرا أسهبت المراجع التاريخية في ذكره في المقابل أسهب المشرفون على قطاع الثقافة في لحده. كنت دائما أتوجس من تعبير " النقد البناء " لأنه كان يمثل رفضا مبطنا للنقد ، و بالتالي ما عاد لدىّ تحفظ على استخدام مصطلح " عندما تسند الأمور لمن يجهل جوهرها " ينالان من الهيبة للمنطقة و يقلل من قيمة أهلها مما قد ينطبق عليه المثل القائل بأن كل ما زاد عن حده انقلب إلى ضده ، لكن السؤال الذي أصبح من المهم أن نفكر فيه ما ذا بعد رغم أن الثروة الثقافية في الجلفة تعتبر عمودا فقريا هاما لكنه يدار بلا روح و من دون أهلية قد تكون الملاحظة مهمة وهى تسلط الضوء على جانب مسكوت عليه لكني لا أعرف إن كان هذا التحليل أسهم في إيضاح الموضوع أم أنه زاده تعقيدا.