لقي، أمس الاثنين، سائق سيارة حتفه بعد أن جرفته السيول الناتجة عن امتلاء الوديان المتقاطعة مع المقطع الجنوبي للطريق الوطني رقم 01 بالقرب من منطقة "مقيطع الوسط" بولاية الجلفة. وأدت الأمطار الموسمية الغزيرة التي تساقطت بولاية الجلفة خاصة بالمناطق الجنوبية إلى محاصرة الوديان لعدة مستعملي طريق حيث سجلت مصالح الحماية المدنية تحطم خمسة سيارات جرفتها الوديان بكل من مناطق "عين الرومية وعامرة والهيوهي ودلدول في حين تم إنقاذ ستة أشخاص حاصرتهم المياه وتم انتشال جثة ضحية أخرى جرفته المياه في سيارته. أما قرية الهيوهي التابعة لبلدية تعظميت بولاية الجلفة فقد تعرضت لكارثة حقيقية بسبب تهاطل الأمطار وفيضان الوادي المار بها ما تسبب في انهيارات كلية وجزئية لعشرات البيوت أغلبهم شيد بالقرب من الوادي في حين لم تسجل أية خسائر بشرية بذات القرية قابلتها خسائر بالعشرات من رؤوس الماشية والماعز. وكان سكان الهيوهي طيلة يوم أمس الثلاثاء يتخبطون لوحدهم من أجل إزالة آثار الكارثة خاصة وأن قرابة خمسون بيتا خربتها عن آخرها المياه في حين حوصر عشرات السكان بالمياه والأشجار التي اقتلعها سير الوادي بالإضافة إلى كميات الوحل المعتبرة التي غزت البيوت وأدخلتهم في عزلة. ويقول أحد الضحايا في تصريح ل"صوت الجلفة": "كانت الساعة تشير إلى التاسعة ونصف ليلا وكانت الأمطار تتهاطل بغزارة غير مسبوقة وفجأة شعرنا بالمياه تقتلع مدخل البيت فحاولنا صدها لكننا لم نتمكن فقررنا الاستعانة بسلم للصعود إلى سطح المنزل والهروب إلى المنزل المجاور، كانت لحظة مفزعة لي ولعائلتي". أما ضحية آخر يقع بيته بالقرب من الوادي فوقف عاجزا أمام مظهر انهيار منزله تماما وسقوط سقف المستودع فوق شاحنته فوجد نفسه في ظرف لحظات من دون مأوى ومحروم من مصدر رزقه الوحيد. وقد تميزت السلطات المحلية بغياب تام عن منطقة الكارثة حيث لم يتنقل ولا مسؤول إلى قرية الهيوهي إلى غاية مساء اليوم الثلاثاء وترك السكان لوحدهم يحاولون محو آثار الليلة السوداء وذلك بالرغم من تعطل كل الشبكات وتوقف تمويل السكان بالغاز الطبيعي والكهرباء والماء الصالح للشرب. وعبر سكان الهيوهي عن امتعاضهم الكبير من هذا التصرف من طرف مسؤولي الولاية حيث لم يتنقل إلى عين المكان لا ممثل عن الولاية ولا عن سونلغاز أو الحماية المدنية باستثناء فريق تابع لمديرية الأشغال العمومية كلف بمهمة فتح الطرقات رغم أن الضحايا كانوا في حاجة ماسة إلى مياه صالحة للشرب وقارورات غاز وحل ظرفي لانعدام التيار الكهربائي بالإضافة إلى آلات وعمال لإخراج الأوحال وتحرير السكنات والطرقات من بقايا الفيضان.