حين تنشر الأخبار عن أحداث مشعر مني ، وتصبح مثارا للتحليل والتعليق دون أن نجد لتلك الأخبار المفجعة و الصادمة و المشوهة إجابات شافية كافية فتأكد أن صدى التأويلات و الإشاعات يصبح أكبر و أوسع و مؤلم لقد أدهشتني تلك الصور و أدهشني ما نقلته وسائل الإعلام عن حالات الوفاة والمصابين و هي في تزايد مستمر، والمستشفيات تشهد حالة من التكدس، فيما يجري نقل الجثث من موقع الحادث. وأنه جاري حصر الأعداد الخاصة بكل جنسية. رحم الله الجميع و ألهم ذويهم الصبر و السلوان .و أسفي و حصرتا على القائمين على شؤون المسلمين ..؟ المعروف أن الحج محدد به الوقوف بعرفه بيوم اى لا يصح قبلها بيوم او بعدها بيوم هذا هو عامل الزمان أما عامل المكان فهل سأل يوما أنه يسمح بكل هذه الأعداد الهائلة ؟ قد يقول قائل منكم الحج ركن إسلامي مهم يتسابق الجميع على أداء هذه الفريضة . وهنا يتجلي لك حج القرعة والحج السياحي وحج العاملين و حج المقيمين ، كلهم يأتوك من بقاع العالم .فهل كان هناك تنظيم وتحديد لهذه الأعداد أم أن الموضوع يتعلق بالمكاسب المالية للشركات السياحة وسماسرة الوكالات ليس عليها اى رقابه في أعدادها والمهم هو تحصيل المال ؟ دون أن نسأل هل هناك ضوابط لمن يعطى التأشيرات هنا وهناك بعيدا عن الرشاوى والمجاملات وحتى لا تذهب وتعود جثه هامدة ؟ الغريب لم نسمعه من خبراء مختصين بل سمعناه ما قاله الشيخ صالح بن محمد خطيب الحرم المكي خلال خطبة صلاة الجمعة ، أن "الحادث نجم عن مخالفة التعليمات أو توجيهات القائمين على تنظيم الحج" ، ثم يقم بتبرير الكلام له " إلا أن الحادث قضاء وقدر؛ حيث اختار الله بعض من ضيوف الرحمن لنيل الشهادة، وبعضهم كان قدره الإصابة"، ليضيف " إن المملكة العربية السعودية تبذل الجهد من أجل خدمة ضيوف الرحمن، وحادث تدافع الحجاج في مشعر مِنى لا يقلل من قيمة الجهد المبذول ممن نظم ورافق الحجاج ، لكنه لم يذكر عدد المقتولين و لم يحدد الأسباب …؟ ! الشاهد عندنا الحج يفضح المسؤولين و السؤال الكبير و المحير لما هذه الصورة الكالحة على الإسلام والمسلمين التي تبقي بمثابة سدا مانعا يحجب الأنظار عنه… و للأمانة العالم من غير المسلمين مضطرون للنظر إلى أصحابه قبل النظر إليه فالمشهد الأول والأخير الذي وقعت أعينهم عليه " القتل". إن العالم أبدا لن يكون جنة على الأرض بالترويع و نشر صور القتل…وستظل الجنة معبرها الدنيا التي هي امتحان….هذا شأنها وهذه حكمتها ، اما عن الإسلام لا خوف عليه.. فهو متين من رب متين ، وقد كتب الله له أن يكسب من أعداءه أضعاف الأضعاف ما يخسره من غباء أتباعه وأنصاره ..اللهم إنا نسألك أن تجعل أعيادنا سرورا وشعائرنا فرحا وحاضرنا ومستقبلنا أمنا وأمانا وسلاما ونورا.. كل عام والجميع بخير.