فتيجة عبد الرحمن الجزائري أول سيدة جزائرية، التقيتها عبر الشبكة العنكبوتية، وأقيم معها حواراً، رغم محاولاتي العديدة، كي أجد سيدة جزائرية، أقيم معها حواراً، من اجل تنويع حواراتي، وعدم حصرها في عدة دول عربية فقط، وهي سيدة تتميز بالثقافة والوعي وسعة الاطلاع، وهي كاتبة وشاعرة، ولديها شهادة دبلوم بالإعلام الآلي، وهي عاشقة للحرف، والكتابة، تؤمن بان الأرض هي العرض، ويؤلمها جداً ما يجري في الساحات العربية من أحداث دموية مؤلمة. - الرجاء التعريف بشخصيتك للقاريء، جنسيتك، ومكان إقامتك، وطبيعة عملك والعمر والحالة الاجتماعية والمستوى التعليمي وهواياتك المفضلة، وطبيعة نشاطاتك ان وجدت، وأي معلومات شخصية أخرى ترغبي بإضافتها للقاريء ؟؟؟ فتيحة عبد الرحمن، سيدة جزائرية، مقيمة في الجزائر، أحمل الجنسية الجزائرية، كاتبة وشاعرة، متزوجة، حاصلة على دبلوم في الإعلام الآلي، اشتغلت موظفة في وزارة التربية والتعليم، لسنوات قبل أن أتفرغ لتربية الأولاد، من هواياتي, الرسم والأشغال اليدوية، أعشق رفقة الحرف حد التوحد فيه. صريحة جداً، من اجل قول كلمة الحق مهما كلفها الثمن غالياً. -ما هي الأفكار، والقيم، والمبادئ، التي تحملينها، وتؤمني، بها وتدافعي عنها؟؟ وهل شخصيتك قوية وجريئة وصريحة ومنفتحة اجتماعياً ومتفائلة؟؟؟ ككل عربي، يؤلمه ما يجري في الساحة العربية من أحداث مؤسفة، أحمل عبء وطن بأكمله، وأدافع عن أرضٍ تصرخ منا تحت أقدامنا، تستغيث بربها، فاحت بالموت حتى فاضت به وبعقولنا، أومن أنّ الأرض، هي العِرض، وأننا بلا تراب، أشبه نفقد انتماءنا وهويتنا، لستُ أنا من أقيِّم شخصيتي، ولكنني أتمناها أن تكون فعلاً، لا قولاً، أتمناها أن تصرخ كلمة الحق، ولو فقدت بعدها كل الأصدقاء، والجرأة والصراحة التي لا تلامس طرف الوقاحة، هي سيف في وجه الظلم والتفتح، الذي لا يتعدَّى الخط الأحمر، حتماً سيفتح عوالم جديدة، أما التفاؤل، ففي القلب حلم أرسمه مع كل صبح، بلون جديد على أمل. - هل أنت مع حرية المرأة، اجتماعياً، واستقلالها اقتصادياً، وسياسياً؟؟؟ نحن غيَّبنا القضية الفلسطينية، بفِعلِ فاعل، وانشغلنا بهوامش، جعلناها جوهراً، فيما المحور الأساسي في خريطتنا العربية، هو قدسٌ بمسجده وكنيسته. الشيء إن زاد عن حده تفجر ضده، والحرية في يقيني هي مساحة لكل إنسان، ليس للمرأة فقط، مساحة تبدأ من منبتها جسداً فكراً، تمد يدها، حتى إذا ما لمس طرفها حدود غيرها، انتهت حريتها، لتبدأ حرية الآخر، عندها ستسير الحياة، بنُظُمٍ لا تحيد عن خطها المستقيم، أما الاستقلال الاقتصادي، فصار ضرورة لابد منها، في زمن المتطلبات، ومع امرأة تسعى لتحقيق حلمها، بات من الضروري جداً، أن تستقل اقتصادياً، شرط أن يكون الهدف بناء فكرة، وتحقيق ذات. السياسة في نظري، لا تدخل عالمها إلا من كانت له الكفاءة والقدرة، على المواجهة والحرب، سواء كان رجلاً أم امرأة. - هل أنت مع الديمقراطية، وحرية التعبير، واحترام الرأي، والرأي الآخر، والتعددية السياسية، وحرية الأديان، وسياسة التسامح في المجتمع، ؟؟؟ الديمقراطية، أكبر كذبة اخترعها الغرب، ونحن بسذاجة، نصدق كل اختراعاتهم، بل ونتهافت، نقتني منتجاتهم دون أن نفكر، في أخذ مقاساتها، إنها ترسخ في أذهاننا أن الغرب يخيط البذلة على المقاس المتعارف عليه، وأنّ الأرقام، في طرف القطعة، لا تكذب، هكذا بدأت سرقتهم عقولنا، فبتنا نفتح الأحضان لكل ما يصدر إلينا، حتى نسينا صناعتنا وخيرات وطننا، فشُلت أيدينا وأصبحنا أمة القيل والقال، وكثرة السؤال، وباتتْ أعيادنا شعارات نحملها، وساعات نبيت فيها للعراء، نطالب بحرية رأي، في حين، أننا هنا في هذه المساحة على الشبكة العنكبوتية، لا نسمح للآخر بالتعبير عن رأيه، فإما يحمل أفكارنا، وإما صنفناه من الأعداء، فعندما نفتح أحضاننا لكل الديانات كما كان في سيرة نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وعندما نكف شرنا عن الآخرين، وعندما نمد يد السلام، ونقبل الآخر بكل اختلافاته الفكرية والدينية، وحتى المذهبية، يومها حتماً سيحل سلام تتوق إليه الروح والقلب، لا شيء على الأرض أجمل من التسامح والسلام، وقبول الآخر، بكل ما فيه، لأنّ ما فينا أبشع مما في غيرنا. - ما هي علاقتك بالقراءة والكتابة، ؟؟؟ ولمن قرأت من الكتاب والأدباء، وهل لديك مؤلفات ومنشورة او مطبوعة الرجاء ذكرها؟؟؟ ما هي بداياتك بالكتابة، هل بدأت الكتابة فوراً أم كنت تكتبي عن كل شيءْ؟؟؟ وهل أنت عاشقة للكتابة بشكل عام؟؟؟ عندما أقول أنني رفيقة حرف، فهذا لديه من الدلالة ما يكفي، فالرفيق هو الملازم لنا في الأفراح والأحزان، حرفي هو الصديق، الذي ما خذلني يوماً، كلما ناديته جاء مسرعاً دون قيد ولا شرط، لا يمن عليَ باللحظات، مهما طال بي السهر معه، ولا يعاتبني، إن أنا غمسته في محبرة القلب، وكتبت به صرختي، وهمسي، وكم تساءلت في حضرته حتى قلت: واسألني لمن أكتبْ؟؟ لمن حرفي؟؟ لمن شجني؟؟ لمن أنات آهاتي؟؟ وأنسى دائماً، أنسى بأن الحرف في ديني صلاة الذاتِ للذاتِ. المراة الجزائرية مثل كل النساء، تختلف طموحات كل واحدة منهن عن الأخرى، فمنهن من ترى أقصى طموحها بيتاً وسيارة، ومنها من ترى أنّ الطموح لا ينتهي، كلما حققت خطوة، تعطشت لأن تخطو بعدها ميلاً، أتمنى أن اكتب قصيدة العمر التي لم أكتبها بعد. لي من المؤلفات تحت الطبع ديوان شعر، (رُدَ حُلُمي)، (صِرتَ من عينيَ كُحليِ)، شعر (همس الفتوح)، (ومضات شعرية)، (تأملات فنجان)، خواطر، (رسائل مهربة)، خواطر أكتب في عدة منتديات ومواقع الكترونية، ليست لي علاقة بالقراءة، في حين أنّ علاقتي بالكتابة، علاقة وطيدة جداً، فأوراقي تلازمني أينما كنت، حتى في المطبخ، وكم من حرف ولدَ هناك، وكم من قصيدة دندنتها، وأنا أعارك يوماً مشحوناً بالمشاغل، كنت طفلة لم ألتحق بعد بالمدرسة النظامية، حين كنت أبكي بحرارة، كي أصحبهم للمدرسة القرآنية، وما كان من والدي (رحمه الله) إلا أن يحملني بنفسه ويودِعَني عند شيخنا، راجياً منه أن يعتنيَ بي، وهناك كنت مع كل مخرج حرف أردده، تنساب في روحي مشاعر، لا وصف لها، وعند عودتنا إلى البيت، الجميع كان يكرر ما حفظه ذاك اليوم، إلا أنا، فقد كنت أقف أمام والدي، وأبدأ في سرد قصة كلماتها مزيج بين عربية فصحى ولهجة عامية، وتوالت الأيام، حتى صرت حكاية السهرات، ومثل الحكاوي، كنت كل يوم ابتكر أسلوباً أجمل، حتى دخلت المدرسة، ثم في الإعدادي، حيث تفجرت أول قصيدة لي على مقعد الدراسة. وهذه قصيدة من اشعاري: طِلُها حَبا تهادى فوق حقل ومروج هي زخات يقين لم يكن رَسم صُور كان ينساب بتيه يغسلُ وجه َالحجر صوتُها اصداء حق ليس حلما قد عبَر أيها السائل أيني أنا في وجه القمر أنا من أعلام قدسٍ لم تمت بل لا تزل هي في التاريخ دينٌ يصرخُ أين المفر أين من كانوا رجالي هذا صوتي قد حضر اين أبنائي وأيني ؟ أنا حق لا صور ... - ما هي الموضوعات التي تتطرقي لها بكتاباتك بشكل عام ؟؟؟ وهل للسياسة والمرأة مجال في كتاباتك ؟؟؟؟ نصوصي متنوعة، بين مواضيع اجتماعية، وسياسية، ورومانسية، رغم أني لا أختار ما أكتب، فإن الحرف ينساب لحظة يقين، كعقدٍ تناثرت حباته اللؤلؤ، وكأي قارئ، كثيراً ما يدهشني النص بعد قراءته، وأتساءل: من أين لي بهذا؟؟ فأسمع صرخة الروح الواثق:كلها بالصدق كانت أحرفي. - هل تعتقدي بوجود كتابات نسائية وأخرى ذكورية، وهل هناك فرق بينهما؟؟؟من هم في رأيك أهم الكاتبات والشاعرات والأديبات الجزائريات؟؟ لا فرق عندي بين امرأة ورجل، إلا بالفعل، التقوى، فكل الأشياء في مُعَرفي هي إنسان، والكتابة، مثل كل فعل، وعملية آلية، تنطلق من عقل ومشاعر، سواء كان الإدراك حاضراً، أم ناب عنه اللاوعي، وفي نظري، كل حرف أقرأه تهتز له ذراتي فتنطق بعد: الله الله...قصيداً هو حرف تنحني له الروح طوعاً، أما وقد سألتني من هي أهم كاتبة جزائرية، فلا أصنف إحداهن الأهم، لأنّ الأرض بطبيعتها ولادة، وكل فصل لها موسماً يزخر بخيراته، ولو أنّ الفصل توقف مساره، لما أشرقتْ شمس على موسم يليه، هكذا هي الحياة، وهكذا هو الكاتب في سماء الحرف، نجماً يتلألأ بالتواضع، وحتى وإن أضاء نجم في وجهة أخرى، يبقى النجم المُشع بالصدق، له وقع في ذاكرة القلب، لا تبرحه أبدا...وأجبتك بصدق أنني لست قارئة جيدة، فكيف لي أن أصنف الأجدر منهن او منهم. - كيف تصفي لنا وضع المرأة الجزائرية من الناحية الثقافية، والتعليمية، والتوعوية، بشكل عام ؟؟وكيف تصفي لنا نظرة الرجل الجزائري لها، وتعامله معها، وهل أنت راضية عن ذلك أم لا ؟؟؟ لامست بسؤالك وتراً حساساً جداً، ولست أدري كيف لي أن أهرب منه، سأتحدث عني حتى تكون الصورة شخصية دون مساس غيري، إلى وقت قريب جداً، كنت اسرق اللحظات، لأكتب، وككل مجتمعاتنا العربية التي تعيش في كنف الأسرة الواحدة، كان من الصعب جداً، أن أجهر ما أكتب، ولن أذكر الأسباب، وسأكتفي بالاعتراف أنها صرخة قطرة، فاض بها الكأس، وقررت أن أرافق حرفي لسهرة قرار، ورحت أصوغ منه ومعه عبارات الشوق، ما امتد حلمي في القلب، وحِكتُ منه ثوب الانتظار، فكان في رسائلي التي بدأت كتابتها طفلة، ونسجت منه رداء الأماني، فكان قصصاً، بعضها واقعاً عشته ورسمت به لبلابة بزهر وريحان، تظللني، كلما لفحتني شمس الحنين... وعزمتُ به أن أحيا رغم كل الظروف، فكان أنفاسي وثقباً أراه كل يوم يتسع ويكبر . الرجل الشرقي وليس فقط الجزائري، دائماً يصفق للمبدعة الأخرى، وأما زوجته، فيتمنى منها ألا تفتح الشباكَ أبداً طبعاً إلا من رحم ربي، راضية على ماحققته من خطوات، سواء على صعيد أسرتي، فالحمد لله، أولادي في الجامعة، وهذا بفضل دعاء جدتهم، ودعاء والديَ (رحمهم الله). هذا على صعيد هوايتي، فقد خطوت خطوات كانت حلماً، ولا يزال الحلم مستمراً على أمل. - هل أنت مع ظاهرة الصداقة، والحب، والزواج، عبر صفحات، التواصل الاجتماعي؟؟؟وهل تعتقدي أن الشبكة العنكبوتية نعمة أو نقمة على الإنسان؟؟؟ الشبكة العنكبوتية مثلها مثل كل النِعَم التي أكرمنا الله بها، اللهم اجعلنا ممن يستغِل النِعمَ في الخير، والزواج الناجح، لا نعرفه إلا بعد عِشرة، مثله مثل الشراكة، والصداقة، لا نستطيع الحكم على نجاح أي علاقة، إلا بعد تجربة، يبقى النت وسيلة تعارف مثله مثل الخاطبة، والمقهى، والحمام، وحتى الجامعة، فهل يا ترى كل الزيجات هناك كانت ناجحة؟؟؟ وحظ الإنسان إذا توفق في الاختيار، يبتسم له في كل زمان ومكان...وأما الحب، فهو أعظم من كل كلمة قد تُكتَبُ أو تقال، وما نسمع عنه ونراه ليسَ إلا . - كبف تنظري للقضية الفلسطينية ومعاناة شعبنا الفلسطيني من ظلم الاحتلال الصهيوني، وخاصة معاناة المرأة الفلسطينية؟؟؟ نحن غيَّبنا القضية الفلسطينية، بفِعلِ فاعل، وانشغلنا بهوامش، جعلناها جوهراً، فيما المحور الأساسي في خريطتنا العربية، هو قدسٌ بمسجده وكنيسته. يعاني المواطن الفلسطيني شتى أنواع الاضطهاد، والمرأة والطفل، ما هما إلا جزء من صورة كل يوم تضمحل في ذاكرتنا، حتى باتت خارطتها غزة وضفة غربية للأسف...وكُلنا مسؤول عن معاناة هذا الشعب، والكتابة عن فلسطين، هي أضعف الإيمان - ما هي أحلامك وطموحاتك التي تتمنى تحقيقها وكذلك ما هي أحلام وطموحات المرأة الجزائرية بشكل عام التي تتمنى ان تحققها لنفسها؟؟؟ أحلم بعالم فيه حُب لا يزول، خالٍ من الغدرِ والخيانة والشجون، أحلم بعالم ما يكون للكِذبِ معنى، غير المعاني السِمحة، أحلم أن تِكون طموحاتي أن أكتب بالصدق ما امتدت أنفاسي، وأن يخرج حرفي للنور، فتكون له بصمته المميزة. المرأة الجزائرية مثل كل النساء، تختلف طموحات كل واحدة منهن عن الأخرى، فمنهن من ترى أقصى طموحها بيتاً وسيارة، ومنها من ترى أنّ الطموح لا ينتهي، كلما حققت خطوة، تعطشت لأن تخطو بعدها ميلاً، أتمنى أن اكتب قصيدة العمر التي لم أكتبها بعد.