يعتبر منتوج الرمان بالمناطق الفلاحية المتواجدة عبر بلديات مسعد و دلدول و عمورة الواقعة بالجهة الجنوبية لولاية الجلفة موطن فاكهة الرمان و مصدر إنتاجها الوفير ذو جودة عالية وعلامة رائجة. ولا يختلف اثنان من العارفين بواقع الفلاحة عبر هذه الولاية السهبية أن رمان مسعد و دلدول و كذا عمورة الواقعة على سفوح جبل بوكحيل الأشم سمة فريدة من نوعها حيث تنوع و تعدد أصناف هذه الفاكهة. و تشكل بساتين الرمان بذات المناطق مقصدا للتجار في مواسم قطف هذه الفاكهة حيث التهافت على النوعية التي ألفها هؤلاء في كل موسم فلاحي قد تتباين فيه الوفرة وفقا لمؤشر صحة الأشجار المثمرة وعدم تعرضها لمختلف الأمراض المعروفة عند عموم الفلاحين. بلوغ إنتاج أزيد من 117 ألف قنطار من فاكهة الرمان و وفقا لمؤشرات الإنتاج المستقاة من مديرية المصالح الفلاحية بالولاية فقد تم تحقيق مردود فاق 117.700 قنطار من فاكهة الرمان بمختلف أصنافه خلال الموسم الفلاحي الجاري علما أن موعد قطف الرمان يكون مطلع الخريف. و تقدر المساحة المغروسة بأشجار الرمان المثمرة بما يناهز 1239 هكتار منها 60 بالمائة من المساحة الإجمالية تتمركز بالجهة الجنوبية للولاية. و للعلم لا يكمن السر في الإنتاج الوفير لهذه الفاكهة بقدر ما يكمن في النوعية والجودة التي تمتاز بها وتأقلم غراسته مع مناخ المنطقة شبه الجاف و بخاصة في بساتين مسعد. و استنادا لعدد من الفلاحين يعتبر مردود هذه السنة أقل بالمقارنة مع المواسم الفارطة نظرا لتعرض الأشجار لبعض من الأمراض المعروفة و بخاصة ما يصطلح عليه محليا بمرض" البوفرطاطو" وضرر الحشرات "البعوضة" و"العنكوبوتية". رمان مسعد ذو صيت عالمي أكد الأمين العام للغرفة الفلاحية بولاية الجلفة "بلخيري عبد القادر" في حديث ل وأج أن رمان مسعد مسجل عالميا من حيث جودته وسمته المحلية فهو يحمل من الخصوصية ما يجعله فريدا من نوعه من حيث الجودة وتعدد أصنافه في بساتين ألف أصحابها هذا النوع من الغراسة ويتشبثون بها منذ القدم. و أضاف ذات المسؤول -أنه من بين أصناف الرمان المعروفة بالمنطقة "الحمراي" و "سنين لعلوج" و"القارص" وكذا "التونسي" و"الخضراي" كما سجل في الفترة الأخيرة تهافت معتبر لأصحاب المشاتل من عدة ولايات مجاورة للظفر بمقتنى إنتاج فسيلات شجر الرمان. و أكد السيد بلخيري أن الجهة الشمالية للولاية هي الأخرى عرفت بوادر توسع مساحة غراسة أشجار الرمان حيث أن هذه النجاعة تترجمها تمركز حوالي ثلث المساحة الإجمالية المغروسة عبر الولاية ككل مما جعلها نموذجا آخر لترقية هذه الغراسة التي تدخل في شعبة الأشجار المثمرة التي تتوسع يوما بعد يوم بفضل ما يعرفه القطاع الفلاحي بالولاية من حراك كبير على أصعدة مختلفة. كما تفتك المناطق الفلاحية لدائرة مسعد هي الأخرى صنفا تتميز به وطنيا حيث يؤكد هؤلاء الفلاحين بأن هذا النوع بالذات أي "رمان مسعد" الذي يتميز بخاصية ضآلة العظم الموجود في بذرته وكذا قلة جفافه ما يجعله ذو جودة عالية يعرف تهافت تجار الجملة عليه في مواسم القطف . و إلى جانب اكتساح منتوج الرمان لعديد الأسواق المحلية لاسيما بالولايات المجاورة يتوافد عديد أصحاب المشاتل من داخل وخارج الجلفة من أجل اقتناء ما تخلص إليه عملية التقليم بغية غراسة شتلات أشجار الرمان ووضعها في متناول طالبيها من الفلاحين وبخاصة الراغبين منهم في تطوير شعبة الأشجار المثمرة. و حسب الشيخ المصفى وهو أحد الفلاحين ممن يمتلك مساحة كبيرة داخل حقله المتواجد بمدينة مسعد مخصصا إياها لأشجار الرمان قد أكد في حديثه مع واج بأن تسويق المنتوج لا يقتصر على التجار وفقط لهذا الصنف بقدر توافد أبناء المنطقة من اجل اقتنائه والتهادي به للعائلات والأصدقاء كونه فاكهة "محبوبة عند الجميع". و أضاف -ذات الفلاح- الذي بالرغم من هرمه إلا أنه ما زال يزاول مهنته و مساره الفلاحي الذي ورثه أبا عن جد بأن " العناية بأشجار الرمان تتطلب الجدية في كل الظروف فهي أشجار تصاب بعدد من الأمراض التي في غالب الأمر يتم التحكم فيها و مداواتها بطرق متعارف عليها من أجل الحصول على ثمار ذات نوعية لفاكهة الرمان التي ذكرها المولى عز وجل في كتابه الحكيم. للإشارة تتزين العديدة من موائد الأسر الجلفاوية مطلع فصل الخريف بهذه الفاكهة الحلوة المذاق حيث لا تتوان العائلات على اقتنائها وهي التي تكاد تحافظ على أسعارها المعقولة منذ سنوات حيث تترواح ما بين 80 إلى 150 دج للكيلوغرام الواحد عدا بعض الأصناف ذات الجودة العالية التي يصل سعرها أحيانا 250 دج للكيلوغرام الواحد خاصة في بداية دخولها للسوق حسبما أشار إليه كثير من المختصين في العالم الفلاحي وكذا من المستهلكين.