يتوقع بولاية المسيلة تحقيق محصول إجمالي من الرمان في إطار الموسم الفلاحي الحالي بما لا يقل عن 90 ألف قنطار حسب مديرية المصالح الفلاحية· وأضاف ذات المصدر أن الزيادة المرتقبة ستكون ب 15 ألف قنطار مقارنة بالموسم الماضي وذلك بفضل دخول بعض البساتين مرحلة الإنتاج من مجموع مساحة إجمالية مخصصة لهذه الفاكهة تتربع على 4 آلاف هكتار· وتتمركز أشجار الرمان أساسا عبر 23 بلدية بجنوب الولاية حيث الظروف المناخية الملائمة لهذا النوع من الفاكهة التي تتطلب أشجارها كميات معتبرة من الماء· واستنادا للمصالح الفلاحية فإن عددا كبيرا من الفلاحين يقومون بغرس أشجار الرمان حول بساتينهم لإنتاج فاكهتها من جهة وبالنظر إلى طابعها الجمالي المتمثل في زهورها الحمراء الكبيرة، إلى جانب استعمالها كمصدات فعالة للرياح· وبخلاف باقي الفواكه الأخرى من بينها المشمش فإن الرمان بالإمكان تخزينه لمدة طويلة قد تستغرق شهرا دون أن يتلف، كما أن إنتاج الرمان يأخذ منحى تصاعديا بولاية الحضنة حيث من المرتقب أن تتوسع المساحة المخصصة لإنتاج هذا النوع من الفاكهة ب2.000 هكتار في غضون السنتين المقبلتين حسب توقعات ذات المصالح· وإذا كان المنتجون المحليون يحققون أرباحا جراء تسويق فاكهة الرمان التي بدأت تنافس المشمش فإن المستهلكين مرتاحون لأسعار الكيلوغرام الواحد من الرمان والتي تتراوح بين 35 و36 دج حسب الحجم بل أقل من ذلك إذا فضل المشتري التوجه مباشرة إلى المنتجين في بساتينهم المتواجدة بجنوب الولاية· ومن المنتظر أن تتطور شجرة الرمان من شجرة هامشية إلى أساسية حسب ما يؤكده بعض منتجي الرمان ببلدية سيدي عامر على سبيل الذكر وهي منطقة جنوبية غربية من ولاية المسيلة تشتهر منذ القديم بإنتاج الرمان، فالفلاحون وبالنظر إلى عديد العوامل من بينها الإنتاج المستمر لشجرة الرمان وعائدها المالي الهام أصبحوا يكثفون غراستها لتنتقل من شجرة على هامش البستان كسياج إلى شجرة بقلب البستان، ومن بين هؤلاء حسب ما أوضح ذات المصدر من تخلى عن أشجار مثمرة أخرى على غرار المشمش ليركز على الرمان· من جهة أخرى وحسب معطيات ميدانية مستقاة من عديد أسواق الخضر والفواكه على غرار بانيو ببلدية المعاريف وأولاد دراج والكدية بعاصمة الولاية والهامل وامجدل ومناعة فإن موسم جني الرمان وتسويقه يسمح بفتح مناصب شغل مؤقتة لفائدة المئات من الشباب البطالين كيد عاملة في نقل وبيع هذه الفاكهة بالتجزئة وبالجملة· وحسب هؤلاء فإن فترة بيع الرمان تعتبر طويلة إذ تتعدى الشهرين من تاريخ الجني، حيث ثبت بأنها فاكهة لا تتلف بسرعة مما شجع التجار على الإقبال عليها عكس المشمش الذي لا تتعدى فترة صلاحيته بعد الجني الأسبوع على أكثر تقدير· ويطالب بعض الفلاحين والمسوقين والتجار بالنظر في إمكانية دعم غراسة الرمان على غرار الزيتون خاصة بعد أن اتضح ميدانيا أن شجرة الرمان ذات قابلية كبيرة للنمو في المناطق السهبية وذلك بتكيفها مع المعطيات المناخية للمنطقة· كما يبدي عديد فلاحي المناطق الشمالية الشرقية والجنوبية للولاية تخوفهم من انتشار بعض الأمراض التي ظهرت مؤخرا وأصبحت تهدد إنتاج هذه الفاكهة من بينها ظاهرة تفتح حبة الرمان وتساقط حبوبها فضلا عن كون جرذان الحقول كثيرا ما تتلف بساتين الرمان·