في حي سعيفي بمسعد، تسكن عائلة قاسم في ذلك الكوخ حيث يرفرف الفقر بأجنحته الحقيرة على أفراد عائلة تتكون من اثني عشر فردا أغلبهم أطفالا صغاراً، مأساة كبيرة زادها اختفاء الابن معاناة في ظل ظروف قاهرة تعيشها العائلة مع تهالك هذا الكوخ ومع الغرفة الوحيدة التي يسكنها أفراد العائلة التي لم يشفع لها فقرها ولا معاناتها من نيل سكن اجتماعي لتعيش بكرامة وتنعم بطعم المواطنة، بعيدا عن قانون الغاب ووعود الزيف والكذب. العائلة التي اختفى ابنها "قاسم سمير" التلميذ في السنة رابعة متوسط، تُرجح مغادرة ابنها وهروبه من الضغط الذي يعيشه بسبب ظروف عائلته مع الفقر وأزمة السكن، حالة يعايشها كل من يزور العائلة، حيث ترتسم ملامح الفقر والبؤس في وجوه اخوته الصغار الذين يطالبون بعودة اخيهم، أما والده ومثلما قيل لنا فهو من تاريخ اختفاء ابنه منذ اسبوع، يخرج صباحا للتوجه الى مدينة الجلفة للبحث عن ابنه ولا يعود إلا في ساعات متأخرة، حيث قيل له أنه تم مشاهدته هناك، كما تعيش أمه هي الأخرى حسب عم وخال التلميذ في حالة نفسية مزرية. ونحن في نهاية كتابة هذا الموضوع وصلنا خبر عن اتصال سمير بعائلته، ولعل هذا الخبر المفرح لعائلته لا يلغي بتاتا مسؤولية السلطات المحلية في حل مشكلة السكن لهذه العائلة وارجاع البسمة لأفرادها، التي تتمنى أن تعيش بكرامة، خاصة والسلطات مقبلة على توزيع مئات السكنات، أمنية يتمناها كل سكان مدينة مسعد وكل جيران العائلة الذين تحدثوا عن الأخلاق العالية للطفل سمير ومواظبته على صلاته في المسجد، لكن الظروف الصعبة كانت اكبر من أن يتحملها سنه الصغير وتجربته مع معناة عائلته الصعبة.