تسكن عائلة علواني منذ 7 سنوات كوخا سقفه من "الترنيت" يأوي 4 عائلات يشكلون في مجموعهم 19 فردا، رغم أن أباها قدم روحه فداء لهذا الوطن ولم يتوان زوجها عن مشاركة إخوانه المجاهدين في تحريره من الأعداء.. كل هذا لم يشفع لها في الحصول على سكن محترم يقيها وأبناءها حر الصيف وقر الشتاء.. إنها معاناة خالتي شريفة علوني، عجوز في السبعينيات، في ذلك الكوخ الذي يفتقد لأدنى شروط الحياة الكريمة. معاناة عائلة علواني بدأت عام 1992 عندما هربت من مزغنة بالمدية من ويلات الإرهاب إلى بلدية المرسى (جنبر) أملاً في الأمن والاستقرار، ولأنها لا تملك شيئا آنذاك بنت كوخا صغيرا في حي فوضوي يضم الآن حوالي 35 عائلة. هذا الكوخ لا تقتصر سلبياته على كون سقفه من "الترنيت" أو جدرانه غير ملبسة أو غرفة صغيرة لا تسع عائلة من 5 أفراد، فما بالك ب 4 عائلات من 19 فردا، فالأدهى أن المياه القذرة تحيط به من كل جانب، مما يجعل المكان لا يطاق من الروائح الكريهة التي تلازم أنوفهم ليل نهار حتى أصابت عددا منهم بالحساسية، زادت حدتها الرطوبة. وما يؤرق خالتي شريفة، إبنتها ذهبية (ضحية إرهاب) التي قتلت أيادي الغدر زوجها ويتمت أبناءها الأربعة، فهي تقاسمها وأبناءها ذلك الكوخ. ولم تستفد إلى حد الساعة من مسكن، رغم أن اسمها أدرج ضمن قائمة السكنات الاجتماعية ببلدية المرسى العام الفارط، إلا أنها تفاجأت بتلاعبات أسقطت حقها في ذلك السكن. وإلى جانب إبنتها ذهبية، يقطن معها ابناها الشابان العازبان وإبن ثالث متزوج وأب لخمسة أطفال، والرابع مع طفليه وزوجته. خالتي شريفة تناشد السلطات المعنية من الإستفادة من سكن لائق، وهي التي تؤكد أنها لم تستفد أبدا من أي عقار أو قطعة أرض رغم أنها ابنة شهيد وزوجة مجاهد.. "أتراهم يوفونني حقي قبل أن أفارق الحياة؟".