حل المجاهد مصطفى بودينة رئيس الجمعية الوطنية للمحكوم عليهم بالإعدام، صباح أمس الأربعاء، ضيفا على متربصي المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني بمسعد، حيث ألقى محاضرة امام عشرات المتربصين الذين غص بهم مدرج المعهد، حيث ذكر الكثير من الأحداث التاريخية والمواقف، وصولا إلى ثورة الفاتح من نوفمبر التي سُجن فيها سنة 1958 في سجن "فورت مانتليك" بفرنسا، وحكم فيه عليها بالإعدام مرتين. وقد كان في استقبال المجاهد مصطفى بودينة إطارات المعهد، والمدير الولائي للتكوين المهني بالجلفة السيد "بوزار محمد"، حيث ألقى المجاهد محاضرة دامت ثلاث ساعات، أسهب فيها في سرد تاريخ الجزائر القديم والحديث معرجا على كثير من الأحدث والوقائع. بودينة الذي تحدث عن رفقائه في السجن، تحدث أيضا عن قصص بعينها وعن زملائه الذين نفذ فيهم حكم الاعدام، وعن تضحيات المجاهدين، ومن السرد التاريخي إلى تشريح للواقع الحالي، حيث بدى الرجل حاملا لهموم الوطن، عندما عرج على انخفاض أسعار البترول الذي قال أنه مؤامرة على الدول المنتجة للبترول، ومتحدثاً عن الجزائر وعن وجودها في حزام النار مثلما سماه، داعيا الشباب إلى اليقظة والحذر للحفاظ على مكتسبات الوطن. بودينة بدا أيضا متحسرا على مصير "الحراڨة" الذين قال أنه التقى ببعض الناجين منهم، حيث قال أنه لا يعقل أن يرمي شباب في عمر العشرين أنفسهم للموت في عرض البحر في الوقت الذي حكمت فيه فرنسا عليه وعلى كثير من زملائه بالإعدام وعمر الكثير منهم لم يتجاوز 18 سنة، رسائل كثيرة وجهها "بودينة" لجيل الاستقلال من متربصي المعهد ومن الحاضرين، ليختتم حديثه بنصائح قدمها لمتربصي المعهد للبناء والتشييد وللحفاظ على ما سماه الاستقرار الذي تنعم به الجزائر والذي يجب على شباب اليوم تأدية رسالتهم على الحفاظ على الجزائر بعد أن أدى الشهداء والمجاهدون واجبهم في نيل الاستقلال. ويعد مصطفى بودينة من اشهر المجاهدين الذين حكمت عليهم السلطات الاستعمارية بالإعدام، وقد قضى الرجل الذي حكم عليه بالإعدام مرتين، ثمانية أشهر في سجن في مدينة "سانت إتيان" سنة 1958، قبل ان يحول إلى سجن "فورت مانتليك"، الذي ظل قابعا فيه ينتظر حكما بإعدامه إلى غاية سنة 1962. ويذكر أن للمجاهد مصطفى بودينة، إصدار باللغة الفرنسية بعنوان "ناج من المقصلة"، عن منشورات الشركة الوطنية للنشر والاشهار، حيث يقع الكتاب في 160 صفحة، ويحتوي على 10 فصول مصحوبة بقوائم لأسماء المجاهدين الذين قضوا حتفهم بواسطة المقصلة في سجن سركاجي بالجزائر، وقائمة بأسماء المحكوم عليهم بالإعدام والذين تم قتلهم من سنة 1954 إلى سنة 1962 في السجن المدني لمدينة وهران، وقائمة تحتوي على أسماء الذين نفذ فيهم الحكم بالإعدام في السجن العسكري في القصبة في قسنطينة، أما القائمة الأخيرة فتحتوي على أسماء المحكوم عليهم بالإعدام في ليون، و أسماء الفدائيين في سجن "لا سنتي" في باريس، وأخرى في سجن "ديجون".