اقتربت الحملة الانتخابية من نهايتها والأكيد أن نفس الأساليب الماضية استعملت ولكن هذه المرة بأكثر حدة تماشيا مع زيادة عدد الأحزاب المشاركة في التشريعيات التي يراهن عليها البعض كسد منيع ضد ربيع جزائري محتمل. و البداية مع حرب الملصقات و تشويه جدران مختلف الشوارع المشوهة أصلا والتي طالت الحجر والشجر ولم تستثنى فيها مؤسسة عامة أو خاصة أو منزل أو ملعب أو حتى مجرد جدران يكاد يتداعى على ساكنيه فالملصقات طالت أيضا مقابر الشهداء في مشهد مقرف لم تبلغه الحملات من قبل والنتيجة واضحة جدا فليس لهؤلاء حرمة أو رمزية عند بعض الأحزاب التي تجرأت على كل شيء حتى المكان الذي يأوي رفات الشهداء الذين ضحوا من اجل أن نعيش ونحيا بحرية. وبالإضافة إلى هذا التنافس المحموم بين مختلف التشكيلات لم تختلف اغلب التجمعات من الخطب الرنانة والشعارات الجوفاء ولغة الخشب ومن الوعود الكبيرة التي رسمت للحاضرين مدينة أفلاطون الفاضلة، فلامس بعض المترشحين معاناة الحاضرين من البطالة وأزمة السكن والارتفاع الفاحش في مختلف المواد الاستهلاكية ليقولوا لهم أن لديهم الحلول لكل المشاكل المطروحة، حتى أن بعض مترشحي إحدى القوائم الحرة وعدوا الحاضرين في احد التجمعات في حال فوزهم بتطبيق برنامجهم في القضاء على البطالة وتوفير السكن للمواطن وما إلى ذلك من الوعود التي تتغنى بها التشكيلات السياسية في برامجها رغم أن القائمة الحرة حتى ولو فازت بكل مقاعد الولاية الأربعة عشر فلن تتحصل بكل تأكيد على الأغلبية التي تتيح لها المشاركة في الحكومة وبالتالي تطبيق ولو جزء من تعهداتها التي لم تستطع الدولة بمختلف برامجها القضاء عليها بسبب استشراء الفساد والرشوة. إذا فالوعود كثيرة وكبيرة جدا ولكن كانت هناك استثناءات قليلة خاطب فيها بعض المترشحين الحاضرين بلغة الواقع والصراحة وبدون وعود كبيرة وبدون كذب وتلفيق متجاوزين فيها الحديث والوعود المتكررة عن البطالة وأزمة السكن إلى الحديث عن التربية في ولاية الجلفة وعن الأسباب التي جعلت ولايتنا تتذيل الترتيب في مختلف المسابقات وعن الحلول المقترحة بالإضافة إلى ما يعانيه مرضى السرطان في ولاية الجلفة كإحدى اكبر ولاية تعاني من هذا المرض الخبيث وعن الأسباب التي أدت إلى هذا من التدهور البيئي إلى العجز الحاصل في مختلف بلديات الولاية في مختلف المجالات و عن انتشار استهلاك المخدرات والخمور وعن أزمة أخلاق يعاني منها المجتمع والحقيقة كل الحقيقة أن الانتخابات التشريعية القادمة لن تكون الطريق نحو التغيير الحقيقي المنشود طالما بقي المجتمع المدني أسير لبعض الذهنيات و بعض المتاجرين به والمطبلين باسمه وطالما بقيت النخبة المثقفة في شبه عزلة وضعتها لنفسها تاركة الساحة لكل من هب ودب أن يتكلم باسم المجتمع المدني و بعض الأحزاب حتى أضحت الجمعيات والمنظمات والأحزاب مكانا مشبوه في نظر الكثير فالعيب هو في من ترك الساحة لغير أهلها وإلى أن يعود للمجتمع المدني هيبته ومصداقيته و يغتسل من دنس بعض الأوباش وبعض المتسلقين ف: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)