عبر المنتخب الجزائري نظيره المصري، ووقع رسميا حلم التأهل إلى المونديال، خلال مباراة السد التي جمعتهما في ملعب نادي المريخ بالسودان وانتهت منذ قليل بفوز الخضر بهدف ثوري من عنتر يحي، ليحقق بذلك أحلام الملايين من عشاقه الذين ناصروه بكل كيانهم طيلة مرحلة التصفيات و انتقل الآلاف منهم و راءه أينما حل، مناصرين و ثابتين على الوفاء، رغم دمهم الذي دفعوه في سبيله على أرض الأشقاء. وافتك المنتخب الجزائري تأشيرة التأهل إلى المونديال، بعد انتفاضه و انتصاره الحاسم أمام منتخب مصري حنطه لعب الخضر الرجولي منذ الدقائق الأولى للمباراة، ليثبت بذلك أنه الأحق، رغم الحملات الإعلامية المركزة التي قادتها ضده وضد الجزائر دكاكين الفتنة المصرية طيلة مشوار التصفيات البطولي. انتزع الخضر بشجاعة فائقة بطاقة التأهل إلى كأس العالم 2010 بعد فوزهم المدوي على منتخب مصر بهدف من ذهب أحرزه عنتر يحيى في الدقيقة الأربعين، دفن به غرور الفراعنة إلى الأبد. انطلقت المباراة بسرعة ومضى الربع ساعة الأول دون أن يتجرأ أحد الفريقين على الدخول في الهجوم الصريح، لكن أول لقطة خطيرة كانت لصالح الخضر في د 14 لما نفذ زياني مخالفة على الجهة وكانت أول فرصة خطيرة في المباراة كاد خلالها مغني أن يفتتح التسجيل. وبعد ست دقائق كرة مرفوعة كاد غزال أن يزور شباك الحضري. وفي الدقيقة د22، رد المنتخب المصري بهجمة خطيرة بعد فتحة من معوض انتهت إلى ركنية، ليضيع بوتريكة كرة جيدة في الدقيقة د.30 أخطر فرصة للمصريين كانت في الدقيقة د33 لما قذف المحمدي بقوة، لكن شاوشي تمكن من تحويل مسار الكرة. يعد هذه اللقطة، رفع الخضر من درجة الضغط، وتمكنوا في الدقيقة د40 من إحراز هدف جميل عن طريق عنتر يحيى بقذفة قوية هزت شباك المصريين للمرة الرابعة أمام الخضر في التصفيات. الشوط الثاني عرف تراجع المنتخب الجزائري إلى مناطقه وهو ما سمح للمصريين بالتقدم وممارسة ضغط كبير على الحارس شاوشي. وجاءت أول فرصة في الشوط الثاني لصالح الخضر، وبعد فتحة من الجهة اليمني، غزال برأسية كاد أن يضيف الهدف الثاني. وبعد دقيقة واحدة، تمكن زيدان من تهديد مرمى شاوشي الذي تمكن من تحويل الكرة إلى ركنية لم تأت بنتيجة. وفي الدقيقة السبعين انفلت بلحاج وانطلق نحو المرمى، لكنه عرقل في الأمتار الأخيرة. اللحظات الاخيرة كانت كلها لصالح المنتخب المصري، لكن الدفاع الجزائري نجح في كسر كل الهجمات المصرية إلى أن أطلق الحكم السيشيلي ايدي مايي صافرته معلنا على تأهل الخضر إلى كأس العالم. وانطلقت أجواء احتفال استثائية في كل ربوع الجزائر، مباشرة بعد نهاية المباراة، حيث نزلت حشود عارمة من الجزائريين إلى الشوراع للتعبير عن مشاعر الفرحة بالإنتصار الكبير الذي حققه منتخبهم الوطني، و سط أهازيج المناصرين و أبواق السيارات و الألعاب النارية التي حولت ليل الجزائر إلى نهار. و على شاكلتهم نزل الجزائريون في المهجر إلى الشوراع في أوربا و عبر كل أنحاء العالم مطلقين العنان للبهجة، و هاتفين بحياة الوطن و اللاعبين و شيخ المدريبن رابح سعدان.