أصبح التجمع و اللهو مع الخلان و الخليلات في الشوارع بمحاذاة الحرم العلمي، أفضل من الالتحاق بمقاعد الدراسة و الاستفادة من توجيهات و نصائح الأساتذة. طريقة ينتهجها التلاميذ الثانويين بعدما كانت هذه الظاهرة منتشرة بالمتوسطات، ها هي اليوم تنتقل العدوى لطلبة التعليم الثانوي من الجنسين خصوصا طلبة الأقسام النهائية؛ الذين أصبحوا يفضلون الالتقاء بأقرانهم و الاستمتاع بوقتهم على قارعة الطرق حتى يصطدموا برفضهم الدخول إلى مختلف المؤسسات التربوية المتوسطات و الثانويات على التوالي، و ذلك لغياباتهم المتكررة و غير مبررة، ليفاجئوا بعدها أنهم على مشارف أبواب الامتحانات و خوفا من سخط و غضب الأولياء الذين قد يصدر عنهم نتائج و خيمة لصالح هؤلاء أشباه التلاميذ، تبدأ هذه الشريحة في التمثيل و التوسل للغرباء ممن يصادفونهم بطريقهم خصوصا أولئك كبار السن، ليقنعوهم أنه تم طردهم لتأخر بسيط خارج عن نطاقهم مع الإبداع في تمثيليتهم، ليجد هذا الشخص الغريب عن التلميذ نفسه أمام مهمة شاقة مليئة بالكذب اتجاه المساعد التربوي و الأستاذ المبجل. هذا ما أكدته لنا السيدة " ف.ب" صاحبة 48 ربيعا التي وقعت في فخ التلميذة "ل.د"، هذه "لطالبة المتسكعة" التي تمضي معظم أوقاتها مع خلانها في التجوال بين مختلف محلات و أروقة المراكز التجارية– خصوصا أنها تتمدرس بثانوية وسط مدينة سطيف- و الأدهى في الأمر أنها بالطور النهائي؛ أي أنها بصدد اجتياز السد الذي يتركها تنتقل إلى مرحلة جديدة من الحياة الجامعية. تضيف السيدة " ف.ب" قائلة: " لما صادفتني التلميذة تبكي في حالة مروعة، اضطررت للذهاب معها للثانوية و التمثيل على أنني والدتها، خاصة أنها بصدد التحضير لشهادة البكالوريا و أقنعتني أنه لو يدري والدها بالأمر يوقفها عن الدراسة،فأجبرت إخبار أعوان الإدارة أنه لسبب عائلي متعلق بصحة جدتها لم تتمكن من حضور دروسها طيلة هذه الأيام". إلا أنها عبرت لنا هذه السيدة عن ندمها الشديد لقبولها هذا الدور، كونها بهذا الفعل تساهم في تشجيع غياب الحوار بين الأبناء و أوليائهم و أنها متخوفة من أن يحدث مثل هذا الأمر مع أبنائها يوم ما.. فبعد أعمال الشغب التي يقوم بها الطلبة أما مداخل الثانويات، ها هم اليوم يبدعون في التمثيل و يتذللون للغير لأجل قبولهم بمقاعدهم خاصة بعد الغيابات المتكررة و غير المبررة منها..الأمر الذي يتركنا نتساءل إلى متى يدرك تلامذتنا أن الشهادة هي سلاح الولوج إلى عالم الشغل، ما يحتم عليهم مصارحة أوليائهم و التحاور معهم مع الانتباه أكثر لدراستهم؟ سؤال يبقى يطرح نفسه في ظل تهاون و لامبالاة التلاميذ من جهة و انشغال الأولياء عن أبنائهم من جهة أخرى.