كانت صبيحة اليوم قاعة المحاضرات مولود قاسم نايت بلقاسم بالقطب الجامعي الثاني الباز، قبلة للعديد من الدكاترة ، الأساتذة الباحثين و مختلف الجمعيات الناشطة و الفاعلة في محاربة آفة التدخين. المنتدى الدولي الذي جاء تحت الرعاية السامية لوزارة الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات بالتنسيق مع المنظمة العالمية للصحة و الإتحاد العالمي لمحاربة السرطان و الذي أشرفت على تنظيمه جمعية النور لمساعدة المرضى المصابين بالسرطان بالتعاون مع جامعة فرحات عباس بسطيف و الذي حمل شعار " التبغ..والصحة"، شهد مشاركة عدد كبير من المداخلات من مختلف ولايات العالم على غرار فرنسا، سويسرا، الولاياتالمتحدةالأمريكية، تونس، المغرب و عديد الدكاترة من مختلف أرجاء الوطن من بينها عنابة، سطيفوالجزائر العاصمة. آفة التدخين في تصاعد متواصل و سريع خصوصا عند الرجال في مداخلة له، أكد رئيس التحالف المضاد للتبغ الدكتور الفرنسي " إيفز مارتيني" ، أن تعاطي التدخين مرتفع بنسبة كبيرة خصوصا عند فئة الرجال كما أن الاستمرار في الإقبال على هذه الآفة الخطيرة ينجم عنها تبذير في المصاريف و خطورة كبيرة على صحة المدخنين و الغير المدخنين على حد سواء. و من بين الدول الأكثر استيرادا للتبغ – يضيف الدكتور ما رتيني- الصين، إيطاليا، فرنسا، إسبانيا و ألمانيا. في حين، من بين الدول المصدرة لهذه المادة نجد ايرلندا، ألمانيا، و أمريكا.مضيفا أنه للتصدي لعدوى التبغ و استهلاك التدخين، لا بد من مشاركة جماعية لكافة أفراد المجتمع للتخفيض منها و القضاء عليها نهائيا. و في حصيلة قدمتها السيدة حورية حويشات، رئيسة اللجنة الوطنية لمكافحة التبغ في الجزائر، فإن نسبة النساء المدخنات انخفضت من عام 1965 إلى سنة 1987 بنسبة 8 ٪ نظرا لما يسببه لها من أخطار على صحتها و صحة أولادها و كل المحيطين بها على حد سواء. 60 ألف حالة وفاة عالميا من فئة المواطنين الغير المدخنين صرح عميد جامعة فرحات عباس بسطيف، البروفيسور شكيب أرسلان باقي لسطيف نت، أن تقرير المنظمة العالمية للصحة لسنة 2009 فيما يخص نسب الوفيات الناجمة عن التدخين، قدرت ب 5400 ألف حالة وفاة ،إضافة إلى إصابة المدخنين بمختلف الأمراض الخطيرة كسرطان الرئة، مرض السل و الأمراض القلبية. في حين فإن ما يقارب 60 ألف حالة وفاة ناجمة عن التدخين اللاإرادي (أي الفئة الغير المدخنة). و لمكافحة هذه العدوى التي تزحف في صمت بين مختلف شرائح المجتمع - من الجنسين- والتي دقت ناقوس الخطر، كانت الجزائر من بين الدول التي أبدت موافقتها على القانون و المرسوم التنفيذي المنعقد عام 2001 و الذي ينص على محاربة التدخين و منعه في الأماكن العمومية مؤكدة انتمائها إلى المنظمة العالمية للتدخين عام 2006. مشيرا في الأخير أن موضوع التدخين جد حساس و لابد من تضافر جهود الجميع لأجل محاربة هذه العدوى. الجدير بالذكر، أنه في دراسة أجريت على 2072 تلميذ تتراوح أعمارهم بين 11 و 20 سنة عام 2007، استخلص أن 24.2 ٪ هم من فئة المدخنين. في حين، قدر عدد الطلبة الجامعيين المدخنين الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و 30 سنة ب 9٪ ، في دراسة أجريت على 2859 حالة. للإشارة، فإن المنتدى الدولي حول التبغ و الصحة متواصل بجامعة فرحات عباس إلى غاية 30 من الشهر الجاري.