استقبل الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، مساء أول من أمس، الكاتب العام للإليزيه كلود غيان الذي قابل أيضاً الوزير الأول أحمد اويحيى. ويُعتقد أن لقاءات المسؤول الفرنسي تناولت سبل تطبيع العلاقات الجزائرية - الفرنسية خصوصاً بعد مبادرة الرئيس الجزائري بالمشاركة في قمة نيس الفرنسية - الافريقية واجتماعه بالرئيس نيكولا ساركوزي قبل أيام. وتخفي ثاني زيارة لأمين عام الإليزيه للجزائر في غضون شهور قليلة رغبة فرنسية في الإسراع ب «تصحيح» الوضع في علاقات البلدين. وتتطلع باريس إلى الحصول على حصص في المخطط الخماسي الجديد في الجزائر بقيمة 285 بليون دولار بقدر تطلعها الى الحصول على تقارب سياسي. ويقول مراقبون في الجزائر إن الرئيس الفرنسي لا يملك على ما يبدو جديداً غير آرائه «البراغماتية» السابقة التي تدعو إلى علاقات تحكمها المصالح الإقتصادية بعيداً من «صداع الرأس» الذي يصنعه «جيل الثورة» نظراً إلى التاريخ المتوتر الناتج من حقبة الاستعمار الفرنسي للجزائر. وأبلغت الجزائر أمس الفرنسيين ب «إمكان» تحقيق زيارة مرتقبة للرئيس الجزائري بوتفليقة لباريس في غضون أسابيع. ورجّح مصدر أن يكون بوتفليقة نقل إلى غيان «شروطاً جزائرية» لتطبيع العلاقات بينها ضرورة «المعالجة الشاملة للملفات الخلافية وليس فقط تقديم القضايا الإقتصادية على حساب السياسية»، بما في ذلك تصحيح الصورة في شأن الرعايا الجزائريين في فرنسا وجلب استثمارات مباشرة ودعم فرنسا مطالب الجزائر أمام الإتحاد الأوروبي، وأخذ موقف «معتدل» من قضية الصحراء الغربية، وكذلك تسهيل تنقل الأشخاص بين ضفتي المتوسط. وتأجلت زيارة بوتفليقة لباريس ثلاث مرات خلال العام الماضي بسبب ظهور خلافات من حين إلى آخر قبيل كل استعداد للقيام بالزيارة.