تسعى العائلات بداية حلول كل صائفة إلى إقامة الأعراس و مختلف الحفلات فترى الجميع على قدم و ساق لتحضيرها . و لكن موازاة مع التقدم الرهيب في جميع الأصعدة انعكس بدوره على طابع أعراس اليوم، فأصبحت تختلف تماما عن أعراس الماضي من بداية التحضير إلى غاية يوم العرس.فكيف هي أعراس اليوم بين أصالة التقاليد و العصرنة التي نشهدها في وقتنا الحالي. كل التحضيرات جاهزة في وقت سابق كانت التجهيزات للعرس هي الشيء المميز له، من تجهيزات للبيت و لوازمه، حلويات وملابس إلى غير ذلك، أما الآن فأصبح كل شيء يباع جاهزا حتى أن الصوف التي تعتبر أهم شيء تقوم عائلة العروس بتحضيره من غسل وطرح، أصبحت المهمة سهلة وجاهزة فالسوق اليوم تطرح أجود أنواع الصوف المغسولة وحتى توصل الأمر إلى بيع أفرشة صوف جاهزة. و حسب الآنسة مريم المقبلة على الزواج نهاية الشهر الجاري فالعروس اليوم أصبحت لا تتكبد عناء أي شيء "فالكل على الجاهز" حسب رأيها. Dj بدل الصراوي والطبلة والزرنة كانت أعراس منطقة الهضاب العليا تعلو فيها أصوات الصراوي و الطبلة و الزرنة التي تميز المنطقة ، لكن الآن أصبحت معظم الأعراس تقام ب dj سواء أكان رجلا أم امرأة ، و قد راح البعض إلى استعمال الألعاب النارية التي أضحت تزين أعراس هذه الأيام. دعوات مع عدم حضور الأطفال في و قت سابق كانت معظم الأعراس تقام في البيوت التي تزين و تحضر قبل العرس لكن في الوقت الحالي أصبحت المودة الجارية هي مودة قاعات الأفراح أين أصبح الكل يتنافس على إقامة عرسه في أفخم و أ ضخم صالة عرس متواجدة في المنطقة حتى أن العرس كان لا يقام إلا يومي الخميس و الجمعة عندما يكون الكل في عطلة نهاية الأسبوع و لكن الآن مع ازدحام صالات الأعراس أصبحت هذه الأخيرة تقام في جميع أيام الأسبوع دون استثناء، و الملاحظ كذلك هو إقامة دعوات لحضور الزفاف ، أصبح فيها مؤخرا جملة بدون أطفال حيث غدى الأطفال محرومين من حضور الأعراس. الطواجن بدل الكسكسي و الجدير بالذكر أيضا أن كل شيء على زمننا قد تغير ليس فقط في اللباس أو القاعات فحتى المأكل تغير ، فأصبحت حفلات و أعراس اليوم لا تعترف بالطبق الأصلي و العريق الكسكسي أو كما يسمى بسطيف ب" البربوشة" الذي كانت أعراس سطيف تشتهر به ، فالآن حلت محله أطباق الطواجن كطاجين الزيتون و طاجين الكفتة إلى غيرها من المأكولات الدخيلة على المنطقة و التي أضحت تميز أعراس هذا الزمان كما أنه قد يلجأ البعض إلى الاستعانة بطباخين رجالا كانوا أو نساءا من أجل طهي هذه الأطباق.فكما صرح لنا السيد كمال أن العرس الذي يقام بدون بربوشة عامر السطايفية لا نكهة فيه. هذا و يبقى لكل زمان تقاليده و يبقى الإنسان يتغير مع تغير الزمن، فكلما ظهرت صيحة أو مودة جديدة إلا و ظهر التنافس على الظفر بها متناسين بذلك العادات و التقاليد التي تبقى رمز الأصالة.