أنواع الأسماك كثيرة و أجودها ما لذ طعمه ،و طاب ريحه ، وتوسط حجمه ، و كان رقيق القشرة ،و لم يكن صلب اللحم ولا يابسا . وأصلح أماكنه ما كان في ماء عذب جار ، و يتغذى بالنباتات لا الأقذار و العفونات ، و كان في نهر جيد الماء في الأماكن الصخرية و الرملية و المياه الجارية العذبة الكثيرة التموج ، و التي لا قذر فيها ، و المكشوفة للشمس و الرياح . و لمعرفة الأسماك الصالحة للاستهلاك من المتعفنة يمكن القول أن الأسماك التالفة تكون مصحوبة برائحة كريهة ، و يتغير لونها و يصبح بنيا ، أما الصالحة ففيها دم أحمر سائل و رائحتها تكون مقبولة ، كما أن السمك الصالح عيناه لامعتان و ظاهرتان إضافة إلى خياشيم حمراء اللون لامعة و نظيفة و ذات رائحة مقبولة . كما و قد ورد ذكر لحم الأسماك في القرآن الكريم ، فقال الله تعالى فيه : ( و هو الذي سخر لكم البحر لتأكلوا منه لحما طريا و تستخرجون منه حلية تلبسونها ) . سورة النحل:14 عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: أحلت لنا ميتتان و دمان : أما الميتتان فالسمك و الجراد : و أما الدمان فالكبد و الطحال . و للسمك قيمة غذائية هامة ،حيث يحتوي على كمية كبيرة من البر وتينات ذات القيمة العالية و الغنية بالأحماض الأمينية الأساسية التي تدخل في تكوين العضلات و الأنسجة . و يحتوي أيضا على نسبة كبيرة من الفوسفور العنصر المغذي للمخ ن لذلك جاء الاعتقاد بأن السمك غذاء المخ ، فنقصه يسبب إجهادا ذهنيا و عدم القدرة على التفكير بالإضافة إلى ما سبق فهو غني بالكالسيوم الذي يحتاج أليه الصغار في بناء أنسجتهم و نمو عضا مهم و صلابتها كما يحتوي على نسبة قليلة من الدهنيلت . إضافة إلى ما تم ذكره فهو يدخل في بعض المستحضرات الصيدلانية حيث يستخلص منه زيت كبد الحوت الغني بفيتامين "A " الهام لسلامة البصر و الجلد و الأغشية المخاطية و نمو الأنسجة و عضلات الأطفال . أما زيته فله عدة فوائد منها: يخفف نسبة الكلسترول الذي يتسبب في تصلب الشرايين ، يعمل على التقليل نسبة الدهون في الدم ، يمنع تجلط الدم الذي يعتبر السبب الرئيسي في حدوث الأزمات القلبية ، ويمنع حدوث الالتهابات الجلدية و التهاب المفاصل .