يوجد بعض الأشياء تسقط منك، لكن ليس بالضرورة أن تسمع أصواتهم كي تدرك أنهم سقطوا منك ؛ كون أنه هناك أنواع من السقوط لا يعادله شيء في الدنيا إلا مرارة الموت ، فالبعض يسقط من العين والبعض يسقط من القلب والبعض الآخر يسقط من الذاكرة. أما الذي يسقط من العين؛ يسقط بعد مراحل عديدة و متعددة منها الصدمة، الدهشة، الاستنكار ومحاولات فاشلة لتبرير اختياره هذا النوع من السقوط !! أما سقوط القلب فإنه يلي مراحل من الحب، الحلم الجميل، الندم ومحاولات فاشلة لإحياء مشاعر ماتت!! أما سقوط الذاكرة فإنه يبدأ بعد مراحل من التذكر ،الحنين وبعد معارك مريرة مع النسيان ناتجة عن الرغبة في التمسك بأطياف أحداث انتهت .. وغالبا ما يكون سقوط الذاكرة هو آخر مراحل السقوط!! وليس بالضرورة أن الذي يسقط من عينيك يسقط من قلبك. أو أن الذي يسقط من قلبك يسقط من ذاكرتك. فلكل سقوط أسبابه التي قد لا تتأثر أو تؤثر في النوع الآخر من السقوط ؛ فالبعض يسقط من قلبك لكنه يظل محتفظا بمساحاته النقية في عينيك فيتحول إحساسك إلى إحساس متضخم باحترامه، فتعامله بتقدير امتنانا لقدرته السامية في الاحتفاظ بصورته الملونة في عينيك برغم امتساح الصورة من قلبك. ولأن الذاكرة كالطريق تلتقط معظم الوجوه التي تلتقي بها والتي قد لا يعني لك أمرها شيئا فإن، سقوط الذاكرة هو أرحم أنواع السقوط لأنه آخر مراحل سقوطهم منك ..!! فالذي يسقط من الذاكرة لا يبقى في القلب ولا يبقى في العين....