تبعد قرية جرف الباردة عن ولاية بشار حوالي 110 كلم وهي تابعة إقليميا لبلدية مشرع هواري بومدين هته القرية التي تعاني مشاكل بالجملة.حيث يشهد الطريق الرابط بين القرية و مقر بلدية مشرع هواري بومدين حالة مزرية نتيجة الحفر والبرك المائية خاصة أثناء هطول الأمطار - فمستعملو الطريق يجدون أنفسهم مضطرين للسير ببطء و مؤشر السرعة لا يتجاوز العشرين كيلو مترا في الساعة خاصة أن الطريق المؤدية لها ما فتئت تزعج سائقي السيارات لحفرها الكثيرة والمحرجة – وبعد دخولك سترى مشهدا مؤلما لا يخلو من الأسى مليء بمعاناة يحملها سكان قرية جرف الباردة على أكتافهم ليلى نهار حالة مزرية يعيشونها رغم ما تملكه تلك المنطقة الفلاحية من موقع إستراتيجي سياحي جدير بالإعتناء لما أصبحت تعود به السياحة من أرباح وعائدات على قاطنيها – علاوة على إستغلال الأراضي وإستثمارها وتجهيز الفلاحين بالعتاد الفلاحي لتشجيع السكن و الإستقرار هناك إلا أن ما يعكسه الوضع السائد في القرية من فاقة قاتلة و وحش الحرمان من أبسط الأشياء باتا يخيمان على سماء جرف الباردة مما أدى إلا عزلة شبه تامة لقاطنيها ناهيك عن الإقصاء والتهميش الذي يعيشون سكانها على واقعيهما – رغم الوعود المقدمة والتي راحت أدراج الرياح وراحت تحدوا سبات " أهل الكهف " ... هدا في الوقت الذي تحتاج فيه هاته القرية إلى مشاريع خاصة ومستعجلة لإستدراك الوضع تبقى المشاريع محتشمة جدا مع غياب التهيئة الإقليمية التي نادى بها دعاة المناسبات خاصة أيام الإنتخابات - فقد أكلت الرمال الزاحفة محاسن جرف الباردة الغائبة رغم إستفادة القرية من مشروع إزالة الرمال والتقليص من حجم الأزمة الذي ثم وئده في مهده وكانت نهايته في بدايته ولم يعطي نتائج إيجابية مما أدى بتدخل الرجل الأول في ولاية بشار فور تسلمه زمام الأمور بالولاية فقد ثم توقيف رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية مشرع هواري بومدين وإيداعه رهن الحبس المؤقت- إثر شكاوي كثيرة كانت موجهة ضد هدا الأخير وجاء التلاعب بحيثيات مشروع التصدي لزحف الرمال كالقطرة التي أفاضت الكأس – ولا تزال القرية تعيش بعدا شبه كلي عن التنمية المحلية والريفية – أجبرت الكثير من سكان القرية للنزوح نحو المدن بحثا عن أماكن توفر لهم حقهم وتضمن لهم عيشا كريما بين الناس ليس إلا .... إطلالة مناسباتية للهيئات المعنية والجهات الوصية وتوصيات و وعود في مهب الريح تكاد تكون قرية جرف الباردة بعيدة حتى على أبسط الأحداث الجارية وسط الولاية التي ينتمون إليها – ناهيك عن قلة الخدمات الإجتماعية فهم ينتظرون كل يوم قدوم قارورات غاز البوتان والمواد المستهلكة زيادة على الخضر والخبز من البلديات المجاورة – أما إدا سألت عن المراكز التربوية والثقافية والرياضية فيأتي السؤال غريبا وكأنهم لا يسمعون بها فقد حرموا الأطفال من كل أنواع الترفيه والتسلية خاصة المسابح فهم يضطرون للغطس في بعض الأودية أيام الصيف الحار نظرا لطبيعة الصحراء و مكانها الجغرافي تلك الأودية التي تشكل خطرا عليهم مع غياب مجحف من طرف الجهات المسئولة