فشلت المسيرة التي دعت إليها التنسيقية الوطنية من اجل التغيير والديمقراطية، جناح الأحزاب، للمرة الرابعة على التوالي في حشد المواطنين ورائها، بمواقعها الثلاثة التي اختارتها لتنظيم مسيرتها، اليوم السبت، بكل من بلديات حسين داي والمدنية وعين البنيان، مع تفاوت التحركات من موقع إلى أخر. ببلدية حسين داي كانت المسيرة التي دعت إليها التنسيقية، لا حدث يذكر، حيث تزعم رئيس الشرفي للرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان، علي يحي عبد النور، التجمع و كان في مقدمة الشباب والأنصار الذين لبوا نداء المسيرة ، وهم مناضلين من حزب التجمع من اجل الثقافة و الديمقراطية، بالإضافة إلى بعض الأحزاب المجهرية الأخرى، ك" الأمدياس " والمنخرطين في الرابطة، والمثير للانتباه أن قوات الأمن قد تجنبت صد أية من المتظاهرين، بل قامت باستقبالهم و فتح المجال لوصولهم إلى مكان التجمع. وتعمد عناصر الأمن، عدم التشويش على مسيرة حسين داي، عندما قدرت أن مؤطريها لم ينزعوا للاستعمال العنف، خاصة، علي يحي عبد النور، واستعمل بعض عناصر الأمن عبارات مثل " تفضلوا" في مخاطبتهم للانتصار الذين قدموا من اجل مساندة علي يحي عبد النور . كما قامت عناصر الأمن، أيضا بصد الشباب الرافضين للمسيرة، وأنصار رئيس الجمهورية، وقامت بتفريقهم بهدوء، كما نزعت إحدى صور رئيس الجمهورية التي كان يحملها أنصار الرئيس وطوتها، داعية أصحابها لمغادرة المكان بهدوء وحكمة لم نشهدها من قبل. وفضل بعض الرافضين للمسيرة، التوجه إلى المتظاهرين و محاولة إقناعهم انه لا توجد أية جدوى من السير وراء الأحزاب والتنظيمات، لأنها لا تبحث سوى عن مصالحها الضيقة والانتخابات المحلية والتشريعية المقبلة. ووصل الحد ببعض المواطنين الرافضين للمسيرة إلى حد تقديم ورقة نقدية من صنف 200دج إلى احد الشباب المتظاهرين، داعيا إلى التراجع عن المسيرات بعد أن قال له " لقد دفعوا لك 200دج من اجل المشاركة في المسيرة و انأ أقدم لك 200دج من اجل التراجع عنها ". وبعين البنيان، حضر قرابة 20 شخصا منذ الصباح، يتقدمهم كل من النائب عن الأرسيدي نور الدين ايت حودة، والناطق باسم حركة العروش سابقا بلعيد عبريك، و تجمعوا بالقرب من المسجد الكبير، وتمكنت قوات الأمن في حدود منتصف النهار من تفريق المتظاهرين. ولم يشارك في تجمع التنسيقية بالمدنية سوى العشرات الذين تمت محاصرتهم من طرف أكثر من 50 شخص مؤيدين للرئيس بوتفليقة، حاملين أمام مناضلي الأرسيدي صورا لبوتفليقة، ورموا المتظاهرين بالمفرقعات النارية، وحاول مؤيدي الرئيس منع سعيد سعدي من الوصول إلى مكان تجمع مناضليه، وضربوه بالبيض، وهو ما أدى برئيس الأرسيدي إلى الهروب بسيارته وتحت حماية قوات الأمن و حراسه الشخصيين.