أكدت الجزائرالولاياتالمتحدةالأمريكية و بعد ساعات فقط من مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن،على أهمية مواصلة مكافحة الإرهاب، في اللقاء الذي جمع وزير الخارجية مراد مدلسي مع كاتبة الدولة الأمريكية هيلاري كلينتون يوم الثلاثاء 3 ماي. وفي حديثهما للصحافيين، أشار الطرفان إلى العلاقات المتميزة القائمة بين البلدين، لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب، حيث قالت هيلاري كلينتون "نحن ممتنون جدا للجزائر لتعاونها في مكافحة الإرهاب والقضايا الأمنية بشكل عام"، ومن جهته أعرب وزير الخارجية مراد مدلسي عن "سعادته" للعلاقات الممتازة التي تجمع البلدين، مضيفا "هذه العلاقات التي هي غاية في الأهمية يجب أن تكون متواصلة ويجب وضع خطط مختلفة في مكافحة الإرهاب، بل أيضا ما يعزز التنمية الشاملة لبلدنا". وكان مدلسي قد زار واشنطن ليومين، اجتمع فيها مع كبار المسؤولين في إدارة أوباما ، منهم دانيال بنجامين منسق مكافحة الإرهاب بكتابة الدولة الأمريكية، ووليام بيرنز مساعد كاتبة الدولة للشؤون الخارجية، كما تضمن جدول أعماله اجتماعا هاما مع جون بريمن المستشار الخاص للرئيس باراك أوباما. واشنطن تشييد بالإصلاحات السياسية المعلنة في الجزائر أكدت واشنطن الاثنين الماضي أنها "تشجع الجهود المستمرة التي تقوم بها الجزائر، والمتعلقة بالإصلاحات لتلبية تطلعات الشعب الجزائري"، وهو التصريح الذي احتواه البيان الذي أصدره مستشار الرئيس أوباما للأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب جون بريمن، بعدما شرح له مراد مدلسي ما جاء في خطاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يوم 15 أفريل الماضي. وكان رئيس الدبلوماسية الجزائرية مراد مدلسي قد أجرى مقابلة أيضا مع مساعد كاتبة الدولة للشؤون الخارجية وليام بيرنز، الذي رحب ب"التزام الجزائر بالنهج الاستباقي في الإصلاحات"، ووصف ذات المتحدث العلاقات بين الجزائروواشنطن على أنها "وثيقة"، داعيا في ذات السياق إلى المزيد في تنويع العلاقات بين البلدين في المجال الاقتصادي لتمهيد الطريق للاستثمار الأمريكي بالجزائر. وعقب لقائه بمنسق مكافحة الإرهاب بكتابة الدولة الأمريكية دانيال بنجامين، هنئ مدلسي التطور الملحوظ في التنسيق بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، غير أنه حذر من تبعات الأزمة الليبية على المنطقة لاسيما في الساحل الإفريقي، مع تنامي "ظاهرة المتاجرة في الأسلحة وتبييض الأموال"، ومن جهته قال دانيال أن التنسيق بين البلدين وصل إلى درجة "النضج". وكان دانيال بنجامين قد أكد في الأسبوع الماضي إلى أن العلاقات بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب "تطورت بشكل كبير، خاصة في العامين الأخيرين"، وقال المتحدث ذاته في محاضرة حول القاعدة والآليات الأميركية الجديدة لمواجهتها نظمت بواشنطن "أنه من أهم الجوانب التي تطورت بين البلدين تلك المتعلقة بتبادل المعلومات والتطور العسكري" كما ذكر بالاجتماع الأول لمجموعة الاتصال بين البلدين الذي انعقد في شهر مارس الماضي في الجزائر العاصمة، وشارك فيه هو شخصيا. الخلافات حول القضية الليبية وبالإضافة إلى قضية مكافحة الإرهاب، هيمنت بشكل كبير قضية الأزمة الليبية على زيارة مدلسي إلى واشنطن، حيث طفت خلافات بين البلدين حول النزاع في ليبيا. فبينما تدعم واشنطن الحركة الاحتجاجية الشعبية، لا تخفي الجزائر دعمها للعقيد الليبي معمر القذافي، وترى أن علاقاتها مع طرابلس قد تتدهور في حالة وصول المعارضة الليبية إلى السلطة، وكانت واشنطن قد بدأت منذ شهرين في شن غارات جوية ضد نظام القذافي، ودعته مرارا إلى ترك منصبه. وقد بدا مدلسي في حديثه حول القضية في واشنطن متوازنا أكثر من وزير الداخلية دحو ولد قابلية، حيث تكلم على ضرورة متابعة "خارطة الطريق" التي اقترحها الاتحاد الإفريقي، والتي تلح على الوقف الفوري لجميع أعمال العنف وإيصال المساعدات الإنسانية وفتح الحوار بين الطرفين. وقد أكد الوزير مدلسي في واشنطن بأن الجزائر تحترم بدقة قراري مجلس الأمن 1970 و 1973، وترفض اتهامات المعارضة الليبية التي تتهمها بدعم العقيد الليبي عسكريا، ملحا على ضرورة وقف أعمال العنف، وفتح الحوار السياسي بين الطرفين، وخلق آلية تشرف على ذلك.