شن رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومينيك دو فيلبان هجوما شديدا على الرئيس نيكولا ساركوزي الاثنين 21-9-2009 لدى بدء محاكمة دو فيلبان بتهمة التامر لتشويه خصمه السياسي قبل الانتخابات التي جرت في 2007. ويواجه دو فيلبان، في محاكمة وصفت بأنها محاكمة العصر، عقوبة السجن خمس سنوات اذا أدين في القضية التي تضم كل مكونات قصة مغامرات شيقة من الوثائق المزورة الى الاكاذيب والتجسس والعداوة المريرة. وينفي دو فيلبان ارتكاب أي مخالفات وحاول الاثنين قلب الطاولة على ساركوزي الذي كان وزيرا منافسا له في حكومة يمين الوسط التي كان يتزعمها الرئيس السابق جاك شيراك. وقال دو فيلبان لدى وصوله الى قاعة المحكمة برفقة زوجته وأطفاله الثلاثة "انني هنا بقرار من رجل واحد وبسبب هيمنة رجل واحد نيكولا ساركوزي". وأضاف "سأخرج حرا وباسم لا تشوبه شائبة". ولم يخف دو فيلبان الذي ذاع صيته عالميا في 2003 بعدما ألقى كلمة مفعمة بالعواطف في الاممالمتحدة ضد الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق وساركوزي العداوة بينهما عندما كانا يعملان معا بالحكومة. ودو فيلبان متهم "بالتواطؤ في تشويه سمعة واستخدام وثائق مزورة" يعتقد مدعون أنه زرعها في تحقيق بشأن فساد لتشويه سمعة ساركوزي بينما كان الرجلان يسعيان لخلافة شيراك. ويقول دو فيلبان انه ضحية ظلم تفاقم بمشاركة الرئيس في القضية كمدع مدني. وطلب محاموه اليوم من القضاة منع مشاركة ساركوزي في القضية كمدع قائلين ان مشاركته المباشرة في محاكمة تتعارض مع كونه رئيسا للدولة. وظهرت فضيحة "كليرستريم" في 2004 عندما أرسل مجهول الى قاض يحقق في قضية فساد مرتبطة بصفقة أسلحة مع تايوان وثائق تورط عددا من الشخصيات البارزة من بينها ساركوزي في القضية. وتضمنت الوثائق قائمة طويلة بحسابات مصرفية تزعم أنها مفتوحة لدى مؤسسة كليرستريم المالية ومقرها لوكسمبورج مع تلميح الى أنها مرتبطة بتايوان وعصابات اجرامية من بينها المافيا الروسية. غير أنه اتضح سريعا زيف الوثائق وتحول التحقيق الى معرفة من يقف وراء تلك المناورة. وجرى تعريف هوية المبلغ المجهول الذي أرسل القائمة على أنه جان لوي جيرجوران وهو مسؤول تنفيذي سابق بمجموعة (ايايهدياس) الاوروبية تربطه علاقة وثيقة بالمخابرات الفرنسية. ويواجه موظف اخر في المجموعة وهو متعامل سابق ومتخصص في الكمبيوتر يدعى عماد لحود تهمة تزوير قائمة الحسابات المصرفية ويخضع الاثنان للمحاكمة أيضا. ويعتقد مدعون أن دو فيلبان الذي كان وزيرا للخارجية ثم للداخلية في ذلك الحين دفع جيرجوران لارسال الوثائق للقاضي دون الكشف عن هويته رغم أنه كان يعلم أنها مزورة وذلك بهدف الاضرار بمنافسه ساركوزي. غير أن الفضيحة لم تمس ساركوزي الذي فاز في الانتخابات الرئاسية في 2007 وانسحب دو فيلبان من الحياة السياسية وتأهل بعد ذلك للعمل كمحام.