ناشد سكان منطقة محسن ببلدية برج الطهر جنوب شرق ولاية جيجل السلطات الولائية التدخل لوضع حد لمعاناتهم مع العزلة التي ضربت أطنابها في عمق المحاسنية وجعلت من أيامهم حكايات لا تنسى على حد وصفهم، والذين اعتبروا العيش بهذه القرية التي هجرها غالبية السكان إبان الأزمة الأمنية كالعيش بين جدران جهنم فلا ماء ولا طرقات تنسيهم معاناتهم اليومية، فالطريق الذي يربطهم بالطريق الولائي المؤدي إلى بلدية الجمعة بني حبيبي أصبح غير صالح للسير ولو بالجرارات الفلاحية من كثرة الحفر مما جعلهم في الكثير من الأحيان يستعملون الوسائل البدائية في التنقل كالأحمرة من أجل التموين بالمواد الغذائية التي ينقلونها على مسافات طويلة ويضطرون أحيانا إلى نقلها على رؤوس النسوة أو بالنقالات اليدوية· وضعية محسن أقلقت المواطنين وجعلتهم يتحركون يمينا وشمالا قصد إسماع صوتهم لمختلف السلطات بولاية جيجل في الكثير من المناسبات من أجل التخفيف عنهم من عبئ المعانات اليومية التي يتلقونها في منطقة تفتقر لأبسط ضروريات الحياة· من جهة أخرى، أبدى المواطنون تخوفهم من أن تتفاقم الوضعية خلال فصل الشتاء لاسيما والطريق سالفة الذكر غالبا ما تسوء وضعيتها في هذا الفصل بتحولها إلى مجار مائية وأوحال يصعب تجاوزها أو المرور من خلالها، واعتبر السكان الوعود الانتخابية التي كثيرا ما تجعلهم ينامون في العسل مجرد وعود ألفوها وسمعوها في التجمعات، ويبقى الواقع وحده شاهدا على الخماسيات المتعاقبة في حياة المحاسنية·