قال الناطق باسم اتحاد التجّار والحرفيين الجزائريين الحاج الطاهر بولنوار إن المستهلك لا يعتبر مستفيدا في طريقة الدعم الحالي للحليب بقدر ما يستفيد المنتجون الأجانب وأطراف أخرى، على غرار المضاربين والمهرّبين، داعيا إلى إعادة النّظر في طريقة الدعم الحالي لمادة الحليب لأن دعم المنتوج المستورد هو تشجيع للمنتج الأجنبي. فسّر بولنوار أمس خلال الندوة التي عقدها بمقرّ اتحاد التجّار بحضور خبراء ومربّين حول موضوع شعبة الحليب بأنه لو تمّ توجيه كلّ الأموال الموجّهة لدعم الحليب إلى المنتجين الجزائريين لحلّ المشكل. وفي هذا الصدد أشار رئيس جمعية المتعدّدة المهن للحليب محمود بن شكور إلى أن مع أزمة 2007-2008 ارتفعت نسبة استيراد حليب البودرة من أجل خلق توازن في هذه المادة بعد أن اندثر نشاط تربية الأبقار إثر ارتفاع سعر حليب البقر مقابل سعر حليب الأكياس. وأكّد بن شكور أن الجزائر كانت مكتفية ذاتيا من حيث مادة الحليب غداة الاستقلال، إلاّ أنه منذ التسعينيات وبارتفاع الإنتاج في الدول الأوروبية من الحليب بملايين الأطنان كان عليها إيجاد أسواق لتصريف منتوجاتها والجزائر من بين تلك الدول التي أصبحت تتلقّى هذه المادة مقابل تجهيزات مجانية. وذكر بن شكور المشكل الرئيسي الذي يعترض تربية الأبقار وإنتاج الحليب في الجزائر الذي ركّزه في نقص الأعلاف والمساحات المخصّصة للرعي على حد قوله، قائلا: (إنه حتى وإن قمنا باستيراد الآلاف من الأبقار فلن يحلّ مشكل الحليب لأن الأبقار الموجودة لا نتمكّن من إطعامها). وفي هذا الإطار، أشار المتحدّث إلى أن الجزائر تنتج قرابة 700 مليون لتر حليب سنويا، أي ما يمثّل 20 بالمائة من الحاجة عامّة فيما يبلغ الطلب العام 3 ملايير لتر ونصف سنويا. من جانبه، أكّد الخبير الزراعي آكلي موسوني أن الجزائر لها 3 احتياجات من الحليب الأوّل يتعلّق بحليب الأطفال ب 35 مليون علبة سنويا، حيث تبلغ القيمة الإجمالية 300 مليون أورو، أمّا حليب الأكياس فتبلغ التكلفة المالية ب 600 مليون أورو، فيما تبلغ تكلفة مشتقّات الحليب من الأجبان والزبادي ما قيمته 150 مليون أورو. وقال آكلي موسوني في حديثه إن الجزائر تعتبر ثاني مستورد للحليب في العالم بعد الصين بمليار و500 مليون دولار سنويا، مشيرا إلى أن بلادنا تملك المقوّمات والإمكانيات للاكتفاء ذاتيا من مادة الحليب شريطة إعادة توجيه المربين إلى التربية الصناعية والاستغلال الأمثل للموارد المائية خاصّة المياه المستعملة، إلى جانب توفير الأعلاف من خلال تكريس مساحات خاصة بها وتوجيه دعم الفلاحين إلى هذه الشعبة.