ممثّلو المترشّح بوتفليقة يصنعون الحدث عبر الوطن حملة الوعود البرّاقة، ذلك هو العنوان العريض لليوم الأوّل من أشرس حملة انتخابية للرئاسيات في تاريخ الجزائر، حيث تبارى المترشّحون، وممثّلوهم، في إطلاق الوعود، ولم يتردّد بعضهم في رسم صورة ل (جنّة جزائرية) وعدوا الجزائريين بتجسيدها في حال وصولهم إلى السلطة، ويمكن وصف انطلاقة الحملة بالساخنة سياسيا والباردة شعبيا إلى حد ما، مع ظهور قوي لممثّلي المترشّح الحرّ عبد العزيز بوتفليقة الذين صنعوا الحدث عبر مختلف ولايات القطر الوطني. بدا واضحا حرص المترشّحين على دغدغة مشاعر الجزائريين، حيث شكّلت القضايا الاجتماعية والسياسية المطروحة على الساحة الوطنية المحور الاساسي لتدخّلات المترشّحين وممثّليهم لرئاسيات 17 أفريل القادم خلال تنشيطهم لمهرجانات في اليوم الأوّل للحملة الانتخابية الخاصّة بهذا الاستحقاق الوطني. بلعيد: "الأولوية للشباب.. ولونساج ليس حلاّ" شدّد عبد العزيز بلعيد مرشح رئاسيات 17 أفريل على ضرورة الاهتمام بفئة الشباب التي يعول عليها في بناء مستقبل الجزائر، وعرض بلعيد برنامجا يهدف من خلاله إلى التغيير للأفضل حسب قوله، مؤكّدا أن شباب اليوم يحتاج الى الملموس من خلال توفير الامكانيات المادية ووجوب اعطاء فرصة ليثبت وجوده في جميع المجلات. كما أشاد أصغر المرشّحين بفضل ولاية الجلفة التي تبعد عن العاصمة ب 300 كليومتر، التي كانت أوّل محطة افتتح بها حملته الامتخابية أمس في ديوان السنيما الكواكب في عاصمة الولاية باعتبارها أوّل منطقة بدأ فيها مسيرته العملية والمهنية كطبيب، كما عبّرالمرشّح عن امتنانه من الجمع الغفير الذي جاء ليسانده ويؤيده في حملته وفي بلوغ قصر المرادية، مبديا تفاؤله من وقوف ولاية الجلفة بوابة الجنوب في انحاج مهامه، على حد تعبيره. وقال مرشح رئاسيات 17 أفريل خلال كلمته التي ألقاها أن المستقبل هو أمام الشباب الذي يحمل المشعل في بناء البلد الذي يملك نسبة 75 في المائة من هذه الفئة فهي عمود الجزائر، كما بدا بلعيد واثقا ككل مرة من نجاحه في هذا الاسنحقاق ويكون أول رئيس من جيل الاستقلال، على حد تعبيره. كما شدد عبد العزيز بلعيد على ضرورة عمل الشباب بجد وليس الاعتماد على (لونساج) و(لاكناك) الذي اعتبرهما بلعيد يبعثان بالشباب إلى الكسل والتواكل ويعملان على الحد من إمكانياته وبذل محهود مضاعف، وبالمقابل أكد أن (لونساج) شيء إيجابي لكن لابد من متابعة الدولة للمشروع وتوحيه ومساعدة الشباب في تنظيم العملية. ودعا عبد العزيز بلعيد في حملته إلى الابتعاد عن الحلول الترقيعية والتوجه إلى الحلول الحقيقية التي تبدأ من البلدية، وقال إن الجلفة هذه المدينة التي تعرف بكرم أهلها المضياف أن لن تتطور إلا إذا ربطناها بسكك حديدية لتفتح أبواب الاقتصاد في الوطن ككل. وفي آخر قالها بلعيد إن تطور الجزائر مرهون بفتح مجال التحاور مع جميع الجزائري للخروج من الأزمات ونتكاتف يدا واجدة من أجل بناء الجزائر من خلال الاعتماد على فئة الشباب التي هي أمل الوطن. تواتي: "عليكم بالصندوق للتغيير السلمي" في هذا الإطار، تطرق رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية السيّد موسى تواتي من البيض خلال قيامه بنشاط جواري قاده لحي (الفدائيين) إلى القدرة الشرائية لمواطني الولاية في حديثه مع بعض سكان المنطقة. ودعا السيد تواتي بالمناسبة شباب الحي إلى (الاستثمار في مؤسسات اقتصادية أسرية)، مشيرا إلى أن الطابع الفلاحي للمنطقة ونشاط تربية المواشي الذي يميّزها (قد يشكلان وسيلة لمحاربة البطالة والفقر). وأوصى السيد تواتي جامعيي المنطقة ب (خدمة الجزائر بمهاراتهم)، مؤكدا أنه ما انفك يدعو إلى (الاستثمار في الموارد البشرية التي تشكل مصدر ثروة لا ينضب). وفي تطرقه إلى الجانب السياسي لفت السيد تواتي انتباه المواطنين الذين تحدث معهم مطولا إلى ضرورة أن (يتم التغيير الذي يتطلعون له عن طريق الصناديق من أجل بناء دولة الحق والقانون وتحقيق العدالة الاجتماعية لصالح المواطن)، وقال مخاطبا الشباب: (أنتم مستقبل الجزائر ومن واجبكم إحداث تغيير سلمي حتى تصونوا الجزائر من مطامع بعض الأطراف). حنون: "نعم للقطيعة مع النظام.. والاتحاد الأوروبي" تتمحور الحملة الانتخابية للمترشحة لرئاسيات 17 أفريل المقبل عن حزب العمال السيدة لويزة حنون، والتي ستكون ولاية عنابة أول محطاتها حول موضوع تشييد صرح الجمهورية الثانية، حسب ما أعلن عنه رمضان يوسف تعزيبت أحد قياديي الحزب. يأتي اختيار مدينة عنابة لإعطاء إشارة انطلاق الحملة الانتخابية للأمينة العامة لحزب العمال (رمزيا) للدلالة على (الانتصار الذي حققته الدولة الجزائرية من خلال إعادة تأميم مركب سيدار الذي يعتبر مفخرة الصناعة التعدينية). وفيما يتعلق بموضوع الحملة أشار القيادي بالحزب إلى أن هذا الموضوع يشدد على (ضرورة إحداث القطيعة مع نصف قرن من نظام الحزب الواحد والمضي قدما نحو ديمقراطية ترتكز على الحقوق والحريات الفردية والجماعية إلى جانب استقلالية القضاء). وحسب ذات المصدر فإن برنامج المترشحة لويزة حنون يتضمن (شقا سياسيا وآخر مؤسساتيا)، حيث سيتطرق إلى الإصلاحات المنتظرة في هذا الشأن ومنها (إعادة صياغة) للدستور إلى جانب (تعزيز المكتسبات الاجتماعية والاقتصادية للاستقلال ودسترة مكتسبات أخرى). من جهة أخرى، تعد المترشحة لانتخابات أفريل المقبل منتخبيها المحتملين بقوانين (مساوية) بين جميع المواطنين الذين لهم (نفس الحقوق والواجبات)، يضيف السيد تعزيبت قبل أن يتطرق إلى المحتوى الاقتصادي لبرنامج السيدة حنون. ويتعلق الأمر في هذا الإطار بالتاكيد على الاقتراحات والمواقف التي تدافع عنها المسؤولة الأولى عن حزب العمال مثل دسترة قاعدة 51/49 المرتبطة بالأفضلية الوطنية وتعليق أو إلغاء الاتفاقيات المبرمة بين الجزائر وأطراف أخرى، والتي (يتفق الجميع حول كونها لا تخدم الجزائر)، يقول السيد تعزيبت الذي خص بالذكر (إلغاء) الاتفاقيات المبرمة مع الاتحاد الأوروبي والمنظمة العالمية للتجارة والمنطقة العربية الحرة للتبادل. كما يشكل كل من الحق في السكن والتشغيل والتكوين والصحة محاور أساسية ضمن الحملة الانتخابية للسيدة حنون إلى جانب قضية التنمية الاقتصادية، والتي ينبغي أن تكون (منسجمة) و(منصفة) و(عادلة) لجميع مناطق البلاد، يؤكد السيد تعزيبت. رباعين: "سأكرّس استقلالية القضاء ودولة القانون" أما مترشح حزب عهد 54 السيد علي فوزي رباعين فقد أكد خلال تنشيطه لأول مهرجان شعبي له من بسكرة على ضرورة تطبيق لا مركزية السلطات الاقتصادية والاجتماعية وتوسيع صلاحيات المجالس المنتخبة. قال رباعين خلال تجمع شعبي نشطه بقاعة المحاضرات (الأطلس) في بسكرة بمناسبة اليوم الأول من الحملة الانتخابية لهذا الاستحقاق الرئاسي إنه من الضروري تطبيق لا مركزية فعلية للسلطات الاقتصادية والاجتماعية لتشجيع المبادرة الاقتصادية على المستوى المحلي، وأوضح أن هذه المبادرة الاقتصادية من شأنها المساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي (شريطة توجيه المشاريع والاستثمارات وفقا لخطة وطنية تراعي خصوصية كل بلدية). وأبرز السيد رباعين أن نجاح هذه اللاّ مركزية يستوجب إعادة التقسيم الإداري للوطن للرفع من عدد الولايات والبلديات، وهو الأمر الذي سيمكن من التحكم بشكل أدق في تسيير مؤسسات الدولة على مستوى المحلي، ودعا إلى توسيع صلاحيات المجالس المنتخبة لتنفيذ هذه المشاريع مركزا في نفس الوقت على أهمية متابعة مدى تنفيذ هذه المشاريع من طرف جمعيات المجتمع المدني وكذا مؤسسات الرقابة المختصة. وبالمناسبة عرج المترشح رباعين على العديد من القطاعات والاصلاحات التي التزم بتطبيقها إذا ما حالفه الحظ وسانده الشعب الجزائري للوصول إلى السلطة من بينها العدالة التي أكد بخصوصها أن أهم ما يجب تحقيقه هو (استقلالية القضاء وإرساء دولة الحق والقانون وكذا التربية والتعليم وتطوير منظومة الصحة في الوطن). وختم السيد رباعين هذا التجمع الشعبي الذي ميزه حضور متواضع لشباب ولاية بسكرة بالتعبير عن رفضه لمقاطعة الانتخابات قائلا: (أنا لا أدعم ولا أتبع سياسة الكرسي الشاغر لأن الجزائر اليوم تحتاج لكل أبنائها وحان الوقت لطيّ صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة يدمج فيها الشباب). بن فليس: "أعدكم بوقف نهب المال العام" التزم المترشح الحرّ للانتخابات الرئاسية ل 17 أبريل القادم علي بن فليس أمس الأحد بولاية معسكر (بوضع دستور توافقي) بمشاركة جميع الفعاليات السياسية والاقتصادية والمجتمع المدني خلال السنة الأولى من العهدة الرئاسية القادمة في حال انتخابه رئيسا للجمهورية. قال السيد بن فليس خلال تجمع شعبي بالقاعة المتعددة الرياضات لولاية معسكر التي دشن بها حلمته الانتخابية بحضور حوالي 850 مواطن من مناصريه ومسؤولي 25 حزبا سياسيا يسانده (ألتزم بأنه في حال انتخابي رئيسا للجمهورية بوضع دستور توافقي ينبثق عن حوار ونقاش مع جميع الفاعلين السياسيين والاقتصاديين والمجتمع المدني للبلاد). وأضاف بن فليس في هذا السياق أن (مشروع الدستور التوافقي سيعرضه على الشعب للتصويت عليه)، مبرزا أن (مشروع الدستور الذي سيعمل عليه سيرسى برلمان قوي وتمثيلي لعمق الشعب ويجعل منه سيدا قادرا على محاسبة الحكومة وإنشاء لجان التحقيق ومحاسبة الوزراء). كما تعهد نفس المترشح ب (إنشاء حكومة وحدة وطنية مفتوحة للجميع ولا تقصي أحدا تشتغل لمدة مدة 3 سنوات من المهام الأساسية لهذه الحكومة وقف نهب المال العام)، وأضاف أن (الشعب الجزائري اليوم طموح للتغير وبناء دولة عصرية وقوية تكون فيها السيادة للشعب والتنافس في حب الجزائر وخدمة البلاد). ومن جهة أخرى، أكد المرشح علي بن فليس أن (مشروع التجديد الوطني) الذي يحمله يهدف إلى (وضع أسس عدالة مستقلة بتحرير القاضي من جميع الضغوطات باستثناء ما يمليه عليه الضمير والقانون)، مضيفا (أن قضاة الجزائر في مستوى الكفاءة والمهنية لكن السلطة القضائية اليوم في وضع لاتحسد عليه لأن المسار المهني للقاضي في يد السلطة التنفيذية). كما يسعى برنامج التجديد الوطني تحت شعار (معا من أجل مجتمع الحريات) -حسب السيد بن فليس- إلى (خلق تعددية نقابية حقيقية في جميع القطاعات المهنية لأن زمن الأحادية قد ولى) كما قال. من جهة أخرى، أكّد المترشّح بن فليس أن الانتخابات الرئاسية ليوم 17 أفريل القادم (مصيرية) لذلك وجب على (الشعب حماية أصواته ومكافحة التزوير ومقاومته)، مشددا على ضرورة (تجنب المساس بأعراض الناس وشرفهم طيلة مسار الحملة الانتخابية للرئاسيات القادمة)، مبرزا أنه (جامع لكل الجزائريين وليس مفرقا لهم). ع. صلاح الدين / شهرزاد بلقاسمي