ينطلق مدراء الحملة اليوم بعرض برامج مرشحيهم الستة، كما ونوعا بتفصيل دقيق للشعب الجزائري بمختلف شرائحه وأطيافه، في حين تبقى المعارضة في غليان مستمر لاقتناعها التام بالتزوير الذي طالما أكدته في مناسبات عدة، والتي قامت أول أمس بحشد جميع أطرافها بقاعة حرشة تنديدا بالعهدة الرابعة للرئيس، مطالبين المرشحين بالانسحاب من استحقاقات أفريل المقبل.دخل المرشحون الستة سباق الرئاسيات وكلهم عزم على الظفر بكرسي الرئاسة، حيث يستهل مدراء حملتهم شرح البرامج الخاصة بهم كل على حدا، ويعد تاريخ ال13 أفريل المقبل نهاية الحملة، كما أن كل مرشح سيحاول شرح برنامجه والذي سيختلف عن برنامج نظيره من حيث التوجه والوعود التي يقدمها للمواطنين قصد جلب أكبر قدر ممكن من الأصوات لصالحه، وتتقاطع وعود المرشحين في نقاط عدة اشتركوا فيها والمتعلقة أساسا بالمشاريع التنموية على اختلاف اختصاصاتها، إضافة إلى إصلاحات سياسية قد تتعلق بالجوانب القانونية أو إعادة هيكلة مؤسسات الدولة، وكذا إصلاحات اقتصادية واجتماعية، ويعد تكريس حرية التعبير و الرأي و الديمقراطية أهمها. بوتفليقة: تقديم عقد جديد من التنمية والتقدم تضمن برنامج المرشح للرئاسيات والمنتهية عهدته بداية من اليوم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة جملة من المقترحات المؤسسة لعقد جديد من التنمية و التقدم، والذي حمل شعار "معا من أجل جزائر الغد التي تضمن مستقبلا أفضل للجميع"، ويسعى الرئيس من خلال برنامجه لرئاسيات17 أفريل 2014 إلى ترقية الهوية الوطنية بكل مكوناتها والتي تتجسد في العربية الأمازيغية والإسلام، إضافة إلى رفض الاستغلال السياسيوي لأي منها.وقال بوتفليقة إنه في حال توليه الرئاسة للمرة الرابعة فإنه فسيواصل مسيرته لتعزيز استقلالية العدالة و محاربة كل ظواهر الفساد و تبييض الأموال وتمويل الإرهاب، موضحا من خلال برنامجه أنه ينوي الاستمرار في احترافية و تحديث الجيش الوطني الشعبي و تزويده بالوسائل الكفيلة بمساعدته على أداء مهمته الجمهورية للدفاع عن السيادة الوطنية.وعلى الصعيد السياسي أكد بوتفليقة أن الرهان يبقى بالنسبة إليه يتجسد في السعي للتوصل إلى أكبر قدر من التوافق والمشاركة، بهدف توسيع الإجماع الوطني حول التكفل بالتحديات المطروحة لاسيما من خلال تعديل الدستور، وكذا تنظيم حوار مكثف حتى تحتل المعارضة مكانة تجعلها في منأى عن كل محاولات التهميش، كما كشف برنامج الرئيس عن الخدمات العمومية الناجعة والتي ستقدم للمواطنين، والتي ستمكن من محاربة البيروقراطية بكل أشكالها.كما يعكف الرئيس على اتخاذ جملة من الإجراءات والتي كشف عنها برنامجه الرئاسي، والمتمثلة في التعجيل بتجسيد القانون العضوي المتعلق بالإعلام، والفصل في المشاكل التي يعاني منها قطاع التربية عن طريق تحسين أداء المنظومة التربوية بكل أطوارها في كنف الوفاء لسياسة دمقرطة التعليم و ضمان تكافؤ الفرص، أما عن التعليم العالي فإنه سيتم تكييفه والتكوين المهني على نحو يستجيب لسوق العمل، هذا ويعنى برنامج الرئيس بكل جوانب التنمية على غرار قطاع الفلاحة والقطاع الاقتصادي والصحي، وكذا مراعاة مطالب الشباب والبت فيها في حينها، كما تعهد الرئيس بالوقوف في وجه الإرهاب و الاتجار بالمخدرات وغيرهما من أشكال الجريمة المنظمة و التغيرات المناخية ونزع السلاح و حوار الحضارات. وكان الرئيس قد قدم خلال سنوات مضت برنامجا ثريا يهدف إلى تعزيز الاستقرار وترسيخ ديمقراطية مطمأنة، إضافة إلى تثمين الرصيد البشري بشكل أمثل، وكذا بناء اقتصاد ناشئ في إطار مقاربة تنموية مستدامة وتعزيز روابط التضامن الوطني. بلعيد: إحداث إصلاحات جذرية يؤكد رئيس جبهة المستقبل والمرشح لرئاسيات أفريل 2014 من خلال برنامجه على ضرورة إجراء إصلاحات جذرية في المنظومة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويندرج الإصلاح الذي طرحه بلعيد في فتح نقاش عام حول مشروع تعديل الدستور الذي يطمح الأخير إلى إشراك كل فئات المجتمع فيه، والذي سيتم عرضه على ندوة وطنية تضم ذوي الاختصاص قبل أن يعرض على الاستفتاء الشعبي. كما يظهر جليا في الإصلاحات التي يعد بها ذات المسؤول اقتراح إعادة النظر في مهام المجلس الدستوري لا سيما فيما يخص تركيبته وعلاقته بالمؤسسات الدستورية الأخرى منها رئاسة الجمهورية .ويرى رئيس جبهة المستقبل والتي اختارت شعارها في الحملة الانتخابية لموعد 17 أفريل "المستقبل الآن" أن العدالة الحقيقية هي أساس الحكم و يتعين أن تكون في متناول المتقاضين دون عوائق بيروقراطية أو تعقيدات إجرائية بحيث يحظى فيها القاضي بثقة المتقاضين، وحمل برنامج بلعيد الثناء لمؤسسة الدفاع الوطني والتي قال إنها ستحظى بالعناية التي يتطلبها تعزيز قدرات الجيش الوطني الشعبي واحترافيته وعصرنته.ويعمد ذات المترشح الى الارتقاء بكل القطاعات خاصة الحيوية منها على غرار قطاع التربية والتعليم العالي، وكذا المؤسسات الصحية والعمومية ، مؤكدا أنه سيعمل على محاربة البيروقراطية وتقديم خدمات عمومية، كما يعد المترشحين لانتخابات 17 أفريل أيضا بإنشاء هيئة وطنية أو مرصد وطني يهتم بقضايا الشباب و يعد المرأة بنفس المكانة و الاهتمام الذين يحظى بهما الرجل دون تمييز و لا مفاضلة. بن فليس: تحديد العهدات الرئاسية يحمل برنامج المرشح الحر علي بن فليس طموحا كبيرا، والذي سيبدأ بتجسيده بداية من ولاية معسكر بشعار "نعم من أجل مجتمع الحريات" إلى "إقامة عدالة مستقلة وفعالة "، وتتمثل الإجراءات في تسهيل الوصول إلى العدالة وتحسين نوعية الخدمة العمومية، وكذا مراجعة آليات الحصول على المساعدة القضائية، كما يتضمن البرنامج الذي خصص جزءا هاما للعدالة جملة من الإجراءات لتعزيز حماية القاضي، إضافة إلى مراجعة طرق الالتحاق بالوظيفة القضائية والأحكام القانونية المنظمة للمجلس الأعلى للقضاء والقانون الأساسي لسلك القضاء.ويقترح البرنامج مراجعة التقسيم والخريطة القضائية وإنشاء محاكم جوارية ومحاكم متخصصة، إلى جانب نزع الصبغة القضائية عن بعض أنماط النزاعات واستحداث طرق بديلة لحلها، وكذا اقتراحات لتأسيس طرق بديلة لتسوية النزاعات و تقليص آجال البت في القضايا، وسيقوم بن فليس بشرح مختلف مراحل الحملة التي سيقوم بها مقترحه فيما يخص تعديل القانون الخاص بمحاربة الفساد.وعلى الصعيد السياسي يقترح برنامج بن فليس إعادة العمل بالتدبير الدستوري القاضي بتحديد العهدات الرئاسية واختيار رئيس الحكومة من الأغلبية البرلماني، وكذا إعادة النظر في صلاحيات مجلس الأمة في مجال التشريع ، إضافة إلى إدراج مقترح بإنشاء وكالة وطنية لتقييم عمل الدولة ووضع إجراءات جديدة لمكافحة إدخال المال في الممارسة السياسية وتزويد الوزارات بخلايا الاستشراف واليقظة الإستراتجية .أما المجال الأمني والدفاع الوطني يقترح نفس البرنامج تقليص مدة الخدمة الوطنية لسنة واحدة ومواصلة المجهودات في إطار مكافحة الإرهاب واستكمال احترافية الجيش الوطني الشعبي. حنون: تشييد الجمهورية الثانية يحمل برنامج الحملة الانتخابية لرئيسة حزب العمال المترشحة لرئاسيات 17 أفريل المقبل لويزة حنون، والذي ستكون عنابة أول محطة به، حول موضوع تشييد صرح الجمهورية الثانية، بحسب ما أكده رمضان يوسف تعزيبت أحد قياديي الحزب، هذا ويأتي اختيار مدينة عنابة لإعطاء إشارة انطلاق الحملة الانتخابية للأمينة العامة لحزب العمال رمزيا للدلالة على الانتصار الذي حققته الدولة الجزائرية من خلال إعادة تأميم مركب سيدار الذي يعتبر مفخرة الصناعة التعدينية.وتعد المترشحة لانتخابات 17 أفريل المقبل منتخبيها المحتملين بقوانين "مساوية" بين جميع المواطنين الذين لهم "نفس الحقوق و الواجبات، يضيف تعزيبت قبل أن يتطرق للمحتوى الاقتصادي لبرنامج حنون، حيث يتعلق الأمر في هذا الإطار بالتأكيد على الاقتراحات و المواقف التي تدافع عنها المسؤولة الأولى عن حزب العمال مثل دسترة قاعدة 51/49 المرتبطة بالأفضلية الوطنية و تعليق أو إلغاء الاتفاقيات المبرمة بين الجزائر و أطراف أخرى و التي "يتفق الجميع حول كونها لا تخدم الجزائر" يقول تعزيبت الذي خص بالذكر "إلغاء" الاتفاقيات المبرمة مع الاتحاد الأوروبي و المنظمة العالمية للتجارة و المنطقة العربية الحرة للتبادل. تواتي: إشراك الجزائريين في وضع ميثاق للعمل الوطني وتعمل الجبهة الوطنية الجزائرية التي رشحت موسى تواتي لتمثيلها في رئاسيات 17 أفريل 2014 إلى إشراك الجزائريين في وضع ميثاق للعمل الوطني يكون مرجعية لرسم سياسة مؤسساتية أو تنموية، كما سيركز المترشح تواتي الذي سيجوب 41 ولاية من الوطن بغرض شرح البرنامج الانتخابي لحزبه تحت شعار "الجزائر لكل الجزائريين" على الدعوة إلى حوار وطني دون إقصاء أحد و إشراك الجميع في وضع ميثاق للعمل الوطني يحدد السقف المشترك ويشكل مرجعية لرسم سياسة مؤسساتية أو تنموية. وعلى مستوى المؤسسات فإن الجبهة تفضل إقامة نظام برلماني "يجسد ممارسة الشعب للسيادة عن طريق منتخبيه ويعيد الاعتبار للهيئات المنتخبة وللمراقبة الشعبية على الثروات الوطنية.وبخصوص الشق الاقتصادي للبرنامج الانتخابي للجبهة فإنه يهدف إلى بناء اقتصاد اجتماعي يساهم في تقليص الهوة المعيشية بين الجزائريين ويضمن للمواطن الحد الأدنى للعيش بكرامة، وبغرض إعادة الاعتبار لمبادئ ومثل ثورة نوفمبر المجيدة أعتبر البرنامج ذاته بأنه يجيب التركيز أولا على استرجاع ثقة المواطن الجزائري "بتطهير المجتمع من مظاهر الانحراف والفساد إضافة إلى اتخاذ إجراءات لتغيير الوضع على كافة المستويات".كما تشمل التغييرات التي يطمح حزب الجبهة الوطنية الجزائرية القيام بها احترام حقوق بناء أسرة والتعليم والعمل والحماية الاجتماعية والرعاية الصحية وحرية التعبير، ولشرح حيثيات هذا البرنامج الانتخابي الذي يسعى المترشح تواتي إلى تجسيده على أرض الواقع في حالة اعتلاءه كرسي المرادية فإن الجبهة قد سطرت 41 خرجة جوارية و تجمعا ابتداء من يوم الأحد المقبل قصد استمالة أصوات المواطنين يوم 17 أفريل القادم. رباعين: إنشاء مرصد وطني للإستراتيجية الاقتصادية يهدف البرنامج الانتخابي الذي سيخوض به المترشح ورئيس حزب عهد 54علي فوزي رباعين غمار الحملة الانتخابية لرئاسيات 17 أفريل المقبل إلى إجراء إصلاحات ترتكز بالأساس على الجانب الاقتصادي بغية تحقيق التنمية وتعزيز مكانة الجزائر جهويا و إفريقيا، وقد اختار رباعين ولاية بسكرة للانطلاق في حملته لانتخابية فإنه سيرافع بالدرجة الأولى، في برنامجه الانتخابي من أجل تجسيد الإصلاحات الاقتصادية لتكريس قواعد الشفافية والمصداقية والسلاسة في العلاقات بين مختلف الفاعلين الاقتصاديين.و لتحقيق هذه المساعي يقترح مترشح حزب عهد 54 إنشاء مرصد وطني "للإستراتيجية الاقتصادية والاستشراف"، إضافة الى إعادة تأهيل بنك الجزائر من حيث مهامه الأصلية ومنحه استقلالية في تولي صلاحياته مع استحداث مؤسسات مالية ذات مصداقية، كما يدعو رباعين التشكيلة السياسية إلى إعادة النظر في قانون الاستثمار و تشجيع المنافسة الوطنية والدولية على مستوى جميع القطاعات الاقتصادية لاسيما منها المتعلقة بالبنوك و التأمين و النقل والبناء .أما فيما يخص بالجانب السياسي يؤكد رئيس حزب عهد 54 على ضرورة العمل على إبقاء السلطة "السامية للدولة" مع إدخال صلاحيات لمؤسساتها منها اعتماد نظام رئاسي ينتخب خلاله رئيس جمهورية لعهدة تدوم خمسة سنوات بدون تحديد و إلغاء تعيين الرئيس لثلث مجلس الأمة.و يبرز مرشح الحزب في نص مشروعه الرئاسي أهمية تطبيق لا مركزية السلطة الاقتصادية و الاجتماعية لتمكين المواطنين من ممارسة السلطة عن طريق ممثليهم المنتخبين وإعادة التقسيم الإداري الذي سيسمح برفع من عدد ولايات وبلديات الوطن.