يبدو أن نظام الانقلابيين في مصر بزعامة السيسي الذي جعل الجهاز القضائي طوعا له لن يهنأ له بال حتى يُعدم مئات الإخوان وغيرهم، ففي أضخم وأسرع حكم بالإعدام في مصر قضت محكمة (جنايات المنيا)، وسط مصر، أمس الاثنين بإحالة أوراق 529 متّهم من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي على المفتي تمهيدا لإعدامهم وبراءة 16 آخرين من التهم المنسوبة إليهم، على أن يكون النطق بالحكم النّهائي للمحكمة في 28 من شهر أفريل القادم في اتهامهم بالهجوم على أقسام شرطة. قال طارق فوده نقيب المحامين بالمنيا إن (جلسة النطق بالحكم عقدت دون حضور متّهمين أو محامين عنهم). والإحالة على المفتي في القانون المصري تعني الحكم بالإعدام وقرار المفتي يكون استشاريا قد لا يأخذ به القاضي ويقضي في النّهاية بتنفيذ الحكم بالإعدام حتى لو رفض المفتي، غير أن هذا الحكم أولي وقابل للطعن. وتعدّ القضية هي الأكبر لرافضي السلطة الحالية في مصر، حيث بلغ عدد المتهمين 1228 مقّسمين على دعوتين (الأولى تضم 545 متهما والباقون في جلسة أخرى تنظر غدا) والأضخم من عدد أحكام الإعدام والأسرع في اتّخاذ القرار، حيث لم تستمرّ المحاكمة سوى 20 دقيقة فقط هي عمر الجلسة الأولى السبت الماضي، بما يعني أن كلّ دقيقة كان يقابلها 26 حكما بالإعدام. كما تعدّ هذه القضية هي الأولى التي تصدر فيها أحكام بالإعدام ضد أنصار مرسي منذ الإطاحة به في 3 جويلية الماضي. وال 545 (بينهم 397 هاربين) متّهمون باقتحام أقسام شرطة في مدينتي سمالوط ومطاي بمحافظة المنيا، خلال أحداث عنف شهدتها المحافظة عقب فض اعتصامي مؤيّدي مرسي في ميداني (رابعة) و(النهضة) في 14 أوت الماضي. وقال محام في اللّجنة القانونية لجماعة الإخوان المسلمين، طلب عدم ذكر اسمه لدواعي أمنية، (إن الحكم باطل ومنعدم لفقد القاضي صلاحياته لنظر الدعوى بعد أن طلب المحامون ردّه في جلسة المحكمة وتقديم دعوى الردّ في المدة القانونية)، وأضاف: (كما أقيمت دعوى مخاصمة ضد القاضي، ممّا يترتّب عليه فور طلب ردّه أن تغل يده عن اتخاذ أي إجراء عن نظر الدعوى)، مضيفا أن (ما بدر هو لغو لا يعوّل عليه)، حسب ما أشار وكالة الأنباء (الأناضول). وتعليقا على الحكم، قال مصدر في التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب المؤيّد ل (مرسي) بالمنيا إن (الحكم الصادر صادم وغير متوقّع في ظلّ إجراءات غير قانونية)، وأضاف: (الشارع بالمنيا سيشتعل، خاصّة وأن المتّهمين المحكوم عليهم ليسوا جميعا من الإخوان المسلمين، ومنهم من شارك في مظاهرات الإطاحة بمرسي نفسه). وفي القضية ذاتها تنظر محكمة جنايات المنيا اليوم الثلاثاء محاكمة 683 (بينهم 610 هاربين) متّهما من عناصر الإخوان، بينهم المرشد العام للجماعة محمد بديع (المحبوس احتياطيا على ذمّة قضايا أخرى) وسعد الكتاتني الرئيس السابق لمجلس الشعب القيادي في حزب الحرّية والعدالة في أحداث العنف التي شهدتها أيضا مدينتا مغاغة والعدوة بمحافظة المنيا. ومنذ الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي تتّهم السلطات المصرية عددا من قيادات جماعة الإخوان المسلمين ومؤيّدي الرئيس المعزول بالتحريض على العنف والإرهاب، فيما تؤكّد الجماعة أن نهجها سلمي، وتتّهم في المقابل قوات الأمن المصرية بقتل المتظاهرين الرّافضين لعزل مرسي.