ماحكم الصلاة في المسجد وملابسي متعرقة أو متسخة؟ - اعلم أن الأفضل والأولى في الصلاة حسن الهيئة بنظافة البدن والملبس، وعلى هذا فُسّر قوله تعالى: «يابَنِي ءَادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ»، قال البيضاوي: (ومن السنة أن يأخذ الرجل أحسن هيئة للصلاة)، وقال صلى الله عليه وسلم: “مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ وَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلَمْ يَتَخَطَّ أَعْنَاقَ النَّاسِ ثُمَّ صَلَّى..كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ جُمُعَتِهِ الَّتِي قَبْلَهَا.” رواه أبو داود. وقد أمر صلى الله عليه وسلم آكل الثوم باعتزال المسجد لما يجلبه من أذًى للناس، ولما يجب من تنزيه المساجد عن كريه الرائحة، فقال: “مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَلَا يَقْرُبْ مَسَاجِدَنَا يُؤْذِينَا بِرِيحِ الثُّومِ”، رواه مالك في الموطأ، قال الباجي في شرحه للموطأ: (إن المواضع المتخذة للعبادة لها حرمة يجب أن يتنزه بها عن كريه الأرايح بخلاف المتخذة لغير العبادة فإنه لا حرمة لها فلو منع دخول الأسواق برائحة الثوم لكان ممنوعا من أكله جملة لأن الأسواق بمنزلة سائر المواضع)، لكن هذا على سبيل الأكمل والأفضل، وليس شرطا في صحة الصلاة أن يكون الإنسان كامل النظافة بدناً وملبساً، وعلى الإنسان أن يحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن، ولا يجعل من وجود بعض المصلين الذين لا يعتنون بتحسين الهيئة سببا لترك خير كثير هو في أمس الحاجة إليه، وهو فضل الجماعة في المسجد لأن شأنه شأن عظيم، ومن فاته فقد فاته خير كثير، والله أعلم.