اختتم سهرة أمس الجمعة بالزاوية البلقايدية الهبرية بوهران الملتقى السابع عشر لسلسلة الدروس المحمدية الذي تناول هذه السنة محور "التصوف, جوهر الدين ومقام الإحسان". وعرفت الليلة الأخيرة من الملتقى تقديم محاضرة لعميد جامع الجزائر الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني بعنوان "من أجل حياة روحية أساسها الإحسان وقوامها التسامح والمحبة والسلام". وأكد الشيخ القاسمي الحسني في محاضرته أن التصوف هو "علم وعمل وترقية وعبادة وسلوك وتزكية للنفس". وأوضح في هذا الخصوص أن تزكية النفس البشرية هي "من أهم شعب الرسالة المحمدية" وأن "لا فلاح للنفوس البشرية بدون تزكية". وأشار إلى أن "التزكية تحقق المقاصد بفضل التربية الصوفية وتجعل مصلحة الأمة فوق كل إعتبار", لافتا إلى أن "مدرسة التصوف الإسلامي مصدرها القرآن وعمادها العلم والمعرفة". وحضر السهرة الختامية للملتقى, الذي تنظمه الزاوية البلقايدية الهبرية سنويا بمقرها الكائن ببلدة سيدي معروف (شرق وهران), بمناسبة شهر رمضان الفضيل, والي وهران سمير شيباني والسلطات المحلية والشيخ سيدي محمد نور الدين بلقايد شيخ ذات الزاوية وجمع من العلماء والمشايخ. كما تخللتها مداخلة للدكتور أحمد معزوز حول الشيخ الراحل سيدي محمد عبد اللطيف بلقايد. للتذكير فقد شارك في هذه الطبعة, التي اشرف على افتتاحها وزير الشؤون الدينية والأوقاف, يوسف بلمهدي, ودامت تسعة أيام, كوكبة من العلماء والفقهاء من الجزائر والعالم الإسلامي على غرار مصر ولبنان وتركيا والأردن والسودان حيث نشطوا محاضرات ارتبطت مواضيعها بالمحور الرئيسي للملتقى. وتناولت هذه المحاضرات "الشريعة والحقيقة" و"التأصيل الفرعي لعلم التصوف" و"العلم والمعرفة عند السادة الصوفية" و"المدرسة الشاذلية ودورها في خدمة التصوف" و"ساداتنا أهل البيت في عيون مشايخ التربية والسلوك" و"الشيخ سيدي عبد القادر الجيلاني الحسني". وتضمن البرنامج أيضا محاضرات أخرى موسومة ب "دور السادة الصوفية في خدمة الفقه وعلومه ضمن المذاهب الأربعة" و"أثر التزكية الصوفية في تربية الوجدان وبناء الإنسان" و"الطرق الصوفية في الجزائر" و"أمهات كتب السادة الصوفية " و"التأصيل الشرعي لعلم التصوف" و"من أجل حياة روحية أساسها الإحسان وقوامها التسامح والمحبة والسلام" وغيرها.