مراصد إعداد: جمال بوزيان تنشئةً للأولاد تربويا واجتماعيا وثقافيا... القيادي الناجح قادر على تكوين جيل البناء الحضاري تتباين الحوارات والنقاشات المتنوعة في الأسرة الواحدة لعدة اعتبارات وتختلف نتائجها منها الإيجابي ومنها السلبي... سألنا أساتذة عن أسباب اختلاف الحوار من أسرة إلى أسرة وأفضل الأساليب التربوية الناجحة من أجل تنشئة كاملة للأولاد ذكورا وإناثا وأهمية الحوار بين الأولياء والأولاد عموما والمحاذير التي يجب الانتباه لها وطلبنا اقتراحات لقطف ثمار النقاشات أثناء الحوارات. // الحوار الأسري.. بوصلة الأمان أ.سعاد عكوشي يعد سوء التواصل في الأسرة هو جوهر المشكلات المجتمعية عندما يهيمن الغموض الصمت الظنون والافتراضات ما يعتقده أحدهم عن الآخر وليس حقيقة الآخر وتنمو مع الوقت تصورات مشوّهة ويغيب الوضوح. ويعد سوء التواصل المفضي إلى اختفاء الحوار الأسري من أكثر المشكلات الاجتماعية التي تواجه الأسر اليوم في مجتمعنا حيث يخلق مشكلات نفسية وأخلاقية للأبناء وتحدث فجوة كبيرة بين الأبناء والآباء فلا يجد الأبناء لغة انسجام داخلها ويغدو كل منهم يعيش في جزيرة منعزلة مما يؤدي إلى كثير من المشكلات التي يتعرضون لها نتيجة الهروب نحو وسائل التواصل الاجتماعي مع أصدقائهم ويجعلهم يعيشون في صمت بسبب غياب الحوار الأسري وتتوارث الأخطاء التربوية ويغفل الوالدين عن خطر المراحل العمرية التي يمر بها الأبناء وتتولد لغة العنف والضغينة لتدفع نحو التفكك الأسري حيث يُعد غياب الحوار السبب الرئيسي لزيادة حالات الطلاق وضياع الأبناء وفشلهم وتعرضهم لكثير من المشكلات النفسية والانحرافات السلوكية والفكرية والأخلاقية.. والأصل في النقاش العائلي ليس تغيير القناعات وتحوله إلى جدال وفرض السلطة ومن ثم إلى مسألة كرامة وإثبات وجود كما هو سائد داخل الأسر بل لفتح باب للفهم وللتفهم وإيجاد مساحة آمنة للخطإ إذ كيف تُعمّق العلاقة وتُزال الطبقات المانعة للتواصل دون تواصل واضح مُحاط بالأمان. وفي كل مجتمع يظهر نوعان من الأسرة أسر سوية وأسر مضطربة الأسر السوية ينتشر بينهم الحوار والتفهم لمشاعر الآخر الاحترام الإنصات الحب الأمان ويصبح أبناؤهم قادة للمجتمع بينما الأسر المضطربة ينتشر بينها الخوف العنف الجسدي واللفظي الاهمال العاطفي القسوة والشكوى الأكبر تكمن بعدم جلوس الأولاد (أبناء وبنات) في جلستهم العائلية بالبيت حيث تجدهم يتهربون لغرفهم أو ينشغلون بأي شيء. أرى أن السبب الأول هو ( الأب أو الأم ) أو كلاهما معا. هناك بعض الوالدين من الآباء والأمهات إذا جلس مع أبنائه تجده يتحدث عن تقصيرهم وعن أخطائهم وعن عثراتهم ويقارن بينهم وبين من يعرف من أبناء الأقارب الناجحين ثم ينهال عليهم شتما ونصحا وتهديدا. إن جوهر المشكلة ليس في سبب الخصام داخل الأسرة المشكلة كيف يتخاصم أفرادها؟ إن الطريقة التي تخاصموا بها قد تزيد من المشكلة مثل: الاتجاه للتجريح والاستهزاء بدل الاحترام أو الصمت والتجاهل بدل الحوار فينسى الأطراف المشكلة وينشغلون بردود الأفعال. عدم الفهم والمشكلة أيضا في عدم الفهم أثناء النقاشات فبعض أنواع التواصل مدمر ويقود العلاقة للتآكل مثل الصراخ الشتائم السخرية تجنب النقاش والانسحاب وإذا وجد التواصل تحول إلى سخرية أو انتقاد جارح يفتقر لتقديم حلول أو ردود وفشل في إكمال الحوار واختيار الانسحاب أو الصمت لاعتقاده أن هذا يحفظ الود. ومن دوافع غياب الحوار اللوم والانتقاد: حيث يقوم كل فرد بانتقاد الآخر للهرب من الملامة فكلما انتشر الانتقاد زاد مجهود الفرد في الهرب من الملامة ذلك أن ثقافة الأسرة تجرّم من يخطئ فيتداول الأفراد الانتقاد والملامة وتتوتر العلاقة بينهما ويختفي الثناء والتقدير. وتبرز لغتان عند الحوار بين أفراد الأسرة: الأولى هي اللغة المتجهة نحو المشكلة والدوران حولها وتتصف بالذهاب للماضي اللوم وسؤال لماذا ؟! وتتسم بالسلبية والاعتقاد أن المشكلة مستمرة وأبدية. أما الثانية هي اللغة المتجهة نحو الحل وتتسم بالتفاؤل والتركيز نحو الحاضر والمستقبل مع وضع الحلول والنظر للمشكلة أنها مؤقتة والاتجاه للمشكلة وليس صاحب المشكلة. باختصار علامات إذا اجتمعَتْ في الأسرة فيجب أن نفعل شيئا: 1- ارتفاع منسوب الجرأة. 2- ضعف الحس الديني. 3- التقليل من شأن الوالدين. 4- المغالاة في حب الذات. 5- ازدراء المجتمع والهوية والعادات.الحميدة. 6- محاكاة الثقافات الأجنبية. 7- المبالغة في الخصوصية. لذلك تسوء العلاقات داخل الأسرة الواحدة: نتيجة: 1- عدم وجود كبير حكيم يقدره الجميع. 2- عدم وجود ثوابت أخلاقية يتفق الجميع عليها. 3- ضعف القناعات داخل النفوس. 4- غلبة أسلوب المقارنات السلبية (الحسد). 5- السلبية في مواجهة السلوك الخاطئ من البعض. 6- عدم وضوح الأمور المالية خاصة. علاج لذلك يأتي الحوار كعلاج لسيادة لغة التعقيد.. وعليه فالعائلات ليست ساحة معركة بل هي جسرٌ يمتد بين القلوب ومدخلٌ رحبٌ لفهم الآخر حيث لا تُقمع الآراء بل تُحترم الاختلافات وتُنسج خيوط التفاهم على مهل يُخطئ المرء دون خوف ويُعبّر عن ذاته بلا قيود إنها مساحة مقدسة تُزيل الحواجز وتدعو للتواصل الآمن. لذلك يأتي الحل من رب الأسرة عند ما يصدر قانونًا توعويًا مفاده: - الخطأ طبيعي في الأسرة كلنا نخطئ لذلك تغافل أحيانا و لا تدقق. - لا تقم بلوم الآخر اقترح فقط. - الثناء علنًا على تصرف جيد رأيته في أحد أفراد الأسرة. والأهم توفر قدوة صالحة في الأسرة أيا كان القدوة أبا أما أخا كبيرا أختا كبيرة ويمتلك شخصية قيادية بلا شك سيكون هو الأنموذج الأمثل الذي يحذو حذوه البقية. وعند ما يبذل الوالدان قصارى جهديهما في تربية أبنائهما وتخصيص وقت للجلوس معهم وغرس المبادئ والقيم في نفوسهم واحتوائهم بلا شك سيكون نتاج هذه الأسرة أبناء صالحين وأسوياء نفسيا. طرق مختصرة وثمة طرق مختصرة لتكون محاورا بناء داخل الأسرة حتى لا تتصاعد مشاعرنا السلبية: 1- القدرة على تملك المشاعر والبعد عن ردات الفعل. 2- لا تعظم أخطاء الآخرين فتقنع نفسك بأن لا جدوى من أي سلوك سليم (كالإصغاء أو المصارحة). 3- لا تكن ردات فعلك آلية مبنية على تراكمات تاريخية أو مواقف وظروف مرت بك. 4- اتفق مع نفسك على قول شيء إيجابي تجاه أحد أفراد الأسرة يوميًا ابدأها بجملة (يعجبني فيك...). 5- اتفق مع نفسك على تنمية مهارة الإنصات بحيث لا تتكلم حتى ينتهي الآخر من حديثه. 6- عند الحوار لا تبحث عن غلبة أو فرض رأي بل لفهم عوالم الآخر بكل ما فيه من تباين واختلاف فهو نافذة على آفاق جديدة وفرصة ثمينة لإثراء معارفه وتجاربه الحياتية. 7- توفر قدوة صالحة في الأسرة أيا كان القدوة أبا أما أخا كبيرا أختا كبيرة ويمتلك شخصية قيادية بلا شك.. سيكون هو الأنموذج الأمثل الذي يحذو حذوه البقية إذ يكون هو المعيار الرئيسي والهدف الذي يأمل البقية أن يكونوا مثله.. ما يجعل أفراد الأسرة يمتلكون قيما ثمينة. تجدر الإشارة إلى أن الحوار يرسخ قيم الأسرة أيضا فلا يتعلم الأطفال والمراهقون هذه القيم بتكرارها لفظيا عليهم ولكن بالمعايشة ورؤية كيف تتخذ الأسرة قراراتها بناء على منظومة القيم الخاصة بها لذلك يجب الحرص على: * تربيتهم على مبدإ الحلول للمشكلة لا التذمر من المشكلة وأن نربيهم على مبدإ ذكر النعم وليس الشكوى مما لا نملكه. ثانيا: الانتقال من نقد الهوية لنقد السلوك دون إهانات والتشجيع أكثر من النقد. * اهتم بتأسيس تواصل ناضج مع الأبناء مثل: - الحوار الهادئ. - الإنصات مع التواصل العيني. - التفاوض والإقناع بالأدلة. - الاحترام بالتركيز على الفكرة وليس الفرد. - اختيار التوقيت المناسب عند البدء في الحديث. - دقة اختيار الألفاظ اللائقة مع الطرف الآخر. إن تلك المهارات هي ذخيرة سيأخذها الأبناء معهم ليحققوا تفوقا اجتماعيا ودوام لمدة الزواج واندماج في العمل وسمعة حسنة يفتخرون بها. كثيرون يتأخرون في تطوير تلك المهارات لأنهم لم يتربوا عليها فتفوتهم فرص ويخسرون علاقات كان يمكن الحفاظ عليها. -بالتفاعل النشط بين الأبناء والأب مثل (اللعب الأنشطة المشتركة المزاح والضحك تبادل القصص والأخبار...) ينعكس إيجابًا على امتلاك الأبناء لمهارات اجتماعية ناجحة عند التواصل مع أقرانهم خارج المنزل. - تعزيز الحوار البنّاء: تشجيع الأبناء على استخدام لغة بنّاءة ومثبتة للتواصل مع بعضهم البعض مثل استخدام أنا رأيت بدلاً من أنت دائما . إنّ النصوص القرآنية أوضحت أن الإسلام يعد الحوار قاعدة مهمة من قواعد دعوة الناس إلى الإيمان بالله وعبادته مما يجعله منهجا ثابتا في كل القضايا التي يكون فيها خلاف بين الناس: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن الآية رقم 125 من سورة النحل. === لغة الحوار.. أقصر الطرق لتعزيز ثقة الأبناء في محيطهم الأسري نورة العبرية* شدد عدد من الآباء على أهمية الحوار المستمر مع الأبناء موضحين أنه ينمي المهارات والقدرات وطرق التخاطب مع الآخرين مؤكدين أن التفاعل الإيجابي اليومي مع الأبناء يمنحهم الثقة ويكسر مشاعر الخوف والقلق لديهم. قالت فاطمة بنت محمد القيوضية: إن التفاعل بين أفراد الأسرة عن طريق الحوار الفعال والبناء يولد الثقة المتبادلة والحديث عن كل ما يتعلق بشؤون الأسرة من أهداف ومقومات وعقبات ووضع الحلول لها يؤدي لخلق الألفة والمحبة والتواصل الإيجابي فكلما كان الحوار مبنيا على الاحترام المتبادل بين الأطراف التي تبدي آراءها وأفكارها فسوف يؤدي إلى إيجاد تفاعل مميز والقدرة على التحاور في أي موضوع مهما كان معقدا أو فيه اختلاف بوجهات النظر. وتضيف: من المهم البدء في تفعيل لغة الحوار منذ مرحلة الطفولة وتعويد الطفل وإشراكه في النقاشات وإبداء رأيه خاصة في الأمور المتعلقة به فيبدأ تدريجيا في اكتساب آداب الحوار ويرسخ فيهم أهمية احترام الرأي الآخر وتقبله إذا كان فيه مصلحة للجميع. حوار مستمر ويقول ماجد اليوسفي: يعد الحوار الأسري بين الأبوين والأبناء أساسيا لعلاقات أسرية متماسكة بعيدة عن التفرق والتقاطع وعدم التعاون لحل المشكلات ويساعد على نشأة الأبناء نشأة سوية صالحة بعيدة عن المشاكل الاجتماعية والأسرية بالإضافة إلى أن الحوار الأسري له أبعاد مستقبلية كبيرة في إبعاد الطفل عن الانحراف الخلقي والسلوكي في البيئة المحيطة به فيستطيع الوالدان معرفة طرق تفكير أطفالهم عن طريق الحوار اليومي الفعال مما يسهم في الكشف عن بوادر السلوك السيئ عند الطفل ويسهل مهمة تقويم ذلك السلوك الخطأ في وقت قريب بدون أي عواقب وخيمة على الطرفين كما يؤدي دورا كبيرا في الجانب النفسي لدى الطفل وتحصيله فتجده يحاور ويناقش ويبدي رأيه ويجد الحلول ويبادر في الكلام ويستمع للغير فهنا استطاع الأبوان تكوين شخصية الطفل وصقلها عن طريق الحوار والمناقشة. وأشارت ليلى بنت حمد المصلحية إلى أن لغة الحوار من أهم أسس بناء الأسرة الداعمة لأبنائها وبها تبنى العقليات الناجحة فنجد أبناء ناجحين ومتميزين في كل المجالات نتيجة غرس الثقة من قبل أهلهم فبعض الأسر تخصص موعدا أسبوعيا لطرح موضوعات للنقاش. بين أفرادها يتم فيها عرض المشكلات وإيجاد الحلول أو مشاركة إنجاز معين وتشجيع صاحبه مضيفة إن طريقة الحوار تساعد على تقبل الطفل للاستماع فمثلا الانتقاد بعناية ورفق ولطف وبشكل مدروس تضيف نوعا من السلاسة في الانتقال إلى المشكلة الأساسية فعند التحدث مع الطفل عن مشكلة ما يجب إخباره بالبداية عن الجانب الصحيح قبل البدء بالأخطاء ثم إعطاؤه فرصة لمعرفة الحل الصحيح للمشكلة. وبيّنت أن انقطاع لغة الحوار له سلبيات عديدة منها تفاقم مشكلات الأبناء والأسرة وعرقلة الوصول إلى حلول سليمة بطرق موضوعية وفعالة كما أن غياب الأذن الصاغية للطفل في محيط الأسرة قد تجعل منه فريسة سهلة لرفاق السوء بهدف التعبير عن ذاته والتنفيس عما بداخله وينتج عنه الوقوع في العديد من المشاكل. وقال منذر الفارسي: هناك العديد من النقاط المهمة للحفاظ على الحوار البناء بين أفراد الأسرة لإيجاد التواصل والانفتاح على أفكار الأبناء مما يعكس حسن التربية والاهتمام الأسري وأساسها الاحترام المتبادل وألا يتعدى شخص على آخر بكلام غير مناسب بحيث تكون النتائج مرضية للجميع ومشجعة لهم لمناقشة قضايا أخرى مشيرا إلى أن الحوار يضفي على العلاقات الأسرية جوا من المحبة والمودة ويعطي الأبناء الراحة في التحدث كما يريدون ووقت ما يشاؤون دون القلق أو الخوف فإن شعر الأبناء باحتواء والديهم والاستماع لهم فإن الحوار يتطور إيجابيا ويبدأ الأبناء بذكر أمور خارج موضوع الحوار لمجرد شعورهم بالراحة فتزداد ثقة الأبناء بوالديهم ويتطور لديهم أسلوب الإقناع والمناقشة الجادة والبحث عن أفضل الطرق لطرح المشاكل الأخرى. انفعالات متزنة وتقول الأستاذة سلمى العمرية استشارية أسرية: إن من أنسب طرق الحوار مع الأبناء هي بناء الثقة المتبادلة مع بينهم ومحاكاة مستوى أعمارهم فلا نحاورهم بلغة أكبر من استيعابهم وإنما نقوم بخفضها إلى مستوى إدراكهم كما علينا أن نحترم أفكارهم ومشاعرهم وأن بدت غير واقعية في بعض الأحيان بالنسبة لنا. ومن المهم الإصغاء الجيد لمشاكلهم فلا نلومهم على أخطائهم لحظة المصارحة حتى لا نخسر صدقهم وصراحتهم معنا في المستقبل بل علينا الانتظار لوقت آخر لنناقشهم الخطأ وبطريقة غير مباشرة مضيفة إن على الأبوين. الابتعاد عن أسلوب إصدار الأحكام بمعنى أن نعالج مشاكل الابن دون أن نغفل بأن كل شخص معرض للخطأ وألا نبالغ في انفعالاتنا وتوجيه الكلام السلبي له حتى لا يمتنع عن نقل مشاكله إلينا بالمستقبل وعوضا عن ذلك نواجه مشاكله بهدوء وبشكل موضوعي حتى يتيح له الاعتراف بالخطأ إضافة إلى التشجيع المستمر وذلك بتعزيز الأبناء عند القيام بالسلوك الإيجابي وأن نقدم لهم الدعم العاطفي بشكل مستمر والابتعاد عن السلبية في الحوار وألا نستخدم كلمات تقلل من ثقتهم بأنفسهم وتدني من معنوياتهم كعبارات أنت لا تفهم هذا تصرّف أحمق أنت لا تعرف شيئا ومحاولة الإجابة على تساؤلات الأبناء أو إشباع الفضول وإعطاء الردود المناسبة لأي شيء مع ما يناسب قدرتهم الاستيعابية. مهم جدا وأشارت العمرية إلى أن الحوار مع الأبناء مهم جدا إذ إنه يساعد على تعميق علاقتنا مع أبنائنا ومعرفة احتياجاتهم وفهم أفكارهم كما يساعدنا على غرس القيم والسلوكيات الصحيحة لديهم وبناء ثقتهم بأنفسهم. ويساعد الحوار الآباء على فهم أبنائهم أكثر ومعرفة الاختلافات الشخصية بين أطفالهم ومعرفة مميزات كل طفل بينهم وعلى المشاكل والصعوبات التي قد يمرون بها. وحول مدى تأثر الأبناء بطريقة الحوار قالت العمرية: يتأثر الأبناء كثيرا بطريقه الحوار إذ عندما يكون الحوار إيجابيا وفعالا مع الأبناء فإن ذلك ينمي قدراتهم في النقاش ويعزز من ثقتهم بأنفسهم والتعبير عن حاجاتهم ورغباتهم المختلفة دون خوف ولكن عندما يكون الحوار مع الأبناء مبنيا على التهديد والوعيد وأساليب العقاب فذلك يؤثر على الاتزان النفسي والانفعالي للأبناء وتنمي فيهم صفات العناد والمشاعر العدوانية وعدم الإنصات لكلام الآخرين كنوع من الاحتجاج السلبي في التعبير عن الذات. إبداع الحلول وأوضحت العمرية أن الأبناء يكتسبون مهارات مهمة من خلال الحوار الفعال مع ذويهم منها توطيد العلاقة بينهما وزيادة الاستقرار الأسري بين أفراد الأسرة الواحدة. ويزيد الثقة بالنفس إذ إن الحوار يعزز ثقة الأبناء بأنفسهم ويؤكد ذواتهم ويشجعهم على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم كما يساعد الحوار الفعال على دعم بناء النمو النفسي للأبناء ويخفف من مشاعره المكبوتة وينمي المبادرة والمنافسة وحب الاكتشاف لدى الأبناء مشيرة إلى أنه يعمل على استثارة العقول وتحفيزها لابتكار وإبداع الحلول في حل المشكلات المختلفة وينمي مهارات التواصل الاجتماعي وآداب الحوار وحسن الاستماع ويدرب الأولاد على تحقيق وتقدير مبدأ القيم الاجتماعية. * المصدر: موقع عُمان