ظاهرة ارتفاع نسبة الغياب وتخليهم عن الفصول الدراسية، من المشكلات التربوية التي تؤرق العديد من المجتمعات على مستوى العالم، وتشكل هدراً في المنظومة التعليمية، منذرة بعواقب وخيمة على المجتمع والأسرة، وعلى المتغيبين عن المدرسة. لذا سعت البرازيل إلى استغلال التكنولوجيا الحديثة في إيجاد حلول للقضاء على تلك الظاهرة، من خلال تقنية حديثة للتعرف والتتبع اللاسلكي عن بُعد، تعرف باسم (رفيد)، لتحديد الهوية بترددات موجات الراديو، تتميز بالدقة والمرونة. بدأت البرازيل وتحديداً في مدينة فيتوريا دي كونكيستا بولاية باهيا شمال شرقي البلاد، في دمج شرائح إلكترونية دقيقة (Microchips) بالزي المدرسي للطلبة، لتتبعهم وتحديد مواقعهم وإبلاغ أولياء أمورهم في حال تغيبهم عن الفصول الدراسية أو وصولهم في وقت متأخر. وقد تم تجهيز المباني المدرسية بأجهزة استشعار، للمساعدة على تفعيل هذه التقنية والتعرف على وقت دخول الطلبة للمبنى المدرسي والفصول المدرسية. بدأ المشروع بما يقارب 20 ألف طالب وطالبة من 25 مدرسة من إجمالي 213 مدرسة عامة من مدارس مدينة فيتوريا دي كونكيستا البرازيلية، ويستخدم حالياً جميع طلبة المدارس العامة بالمدينة والبالغ عددهم 43 ألفاً، هذه الرقاقة المدمجة بقميص الزي المدرسي، وقد استثمرت حكومة المدينة مبلغ 670 ألف دولار في تصميم وتصنيع وإنتاج واختبار عمل هذه الرقائق بالزي. وتعد مدينة فيتوريا دي كونكيستا، أول مدينة في البرازيل، وربما في العالم، تستخدم هذا النظام التقني في الزي المدرسي لتتبع الطلبة. وتسعى العديد من المدن البرازيلية للحصول على معلومات عن كيفية عمل هذا النظام. وهذه الرقائق تسمح لجهاز الكمبيوتر بالتعرف على وقت دخول الأطفال المدرسة، ويقوم بإرسال رسائل نصية للهواتف الجوالة لأولياء أمور الطلبة، كما ينبههم برسالة أخرى بعد 20 دقيقة من بداية الحصة الدراسية، في حالة عدم وصول ابنهم للفصل المدرسي، لأن كثيراً من أولياء الأمور يحضرون أطفالهم إلى المدرسة، لكنهم لا يعرفون إن كانوا قد دخلوا بالفعل الفصول أم لا، فهم غالباً ما يتركونهم على عجالة، للذهاب إلى أعمالهم في الوقت المحدد. والرقائق أو الشرائح الميكروية (الدقيقة) المستخدمة في الزي المدرسي، تماثل تلك المستخدمة في تعقب الحيوانات الأليفة في كثير من الدول، وهي موضوعة تحت ذراعي المعطف المدرسي، أو على أحد الأكمام. ولديها نظام للأمن يجعل من المستحيل العبث بها. كما أن الزي المدرسي يمكن غسله وكيه، دون الإضرار بهذه الرقائق، ما يضمن عدم عبث الأطفال بها أو تعطيلها، للحد من ظاهرة هروب الطلبة من المدارس التي تؤرق أولياء الأمور والهيئات التعليمية.