عادت الظواهر السلبية عبر الأسواق مع العد التنازلي لاقتراب موسم الحرارة، إذ راح بعض التجار الفوضويين إلى عرض مواد غذائية خطيرة على الصحة العامة وانتشرت عبر الطاولات الفوضوية وكأن بعضهم يتحين ارتفاع درجات الحرارة لأجل عرض السموم على المواطنين والمراهنة بصحتهم في ظل غياب الرقابة، بحيث تنوعت معروضات الطاولات بين الحلويات التقليدية المنزلية وبعض العصائر وغيرها، والغريب في الأمر أن تلك الطاولات مبسوطة تحت أشعة الشمس وتحت درجة حرارة عالية مما قد يراهن ويؤذي الصحة العامة. لكن تلك الأساليب نجدها تتكرر في كل مرة عبر الأسواق من طرف التجار ولا يكلفون أنفسهم حتى بستر تلك السلع تحت مظليات شمسية ويتركونها عرضة للغبار ولأشعة الشمس مما قد يؤثر على المستهلكين، وإن كان البعض منهم قد تيقن خطورة مثل تلك السلوكات وابتعد عن تلك المواد فإن البعض الآخر يقبل على تلك السلع المعروضة تحت الهواء بطريقة عفوية ومن دون أي إدراك للمخاطر المتربصة بصحته. بحيث ومع افتتاح موسم الحر يكثر الإقبال على ممارسة مختلف أنواع التجارة عبر الأسواق فملائمة الطقس واعتداله تساعد على ذلك وتضاعف المترددين على الأسواق، فيذهب التجار إلى تنويع النشاطات التي تتراوح بين بيع مستلزمات البحر والاصطياف وغيرها من السلع وصولا إلى عرض أنواع المأكولات على المتنقلين لاسيما وأن معظم الأسواق تعرف إقبالا كبيرا من طرف الزبائن بغرض التحضير لموسم الاصطياف وكذا افتتاح موسم الأعراس الذي يتطلب الكثير من التحضيرات. ووجد هؤلاء الباعة الفرصة من أجل عرض كل شيء وأي شيء للمواطنين الذين يدفعهم الشعور بالجوع إلى اقتناء ما يسد رمقهم، وتنتشر الظاهرة في الأسواق الشعبية الأكثر إقبالا على غرار ساحة الشهداء وسوق بن عمر وسوق باب الرحبة بالبليدة بحيث تفنن الباعة في عرض صينيات مملوءة بالمأكولات المحضرة بالبيت وجعلوها كمصدر استرزاق لهم، بحيث وأثناء الاقتراب من البعض منهم أكدوا أنها مواد طازجة وليست قديمة ودافعوا عن أنفسهم وضمنوا صحية تلك السلع التي تباع في لمح البصر، فيما راح بعض المواطنين إلى الابتعاد عنهم بسبب تخوفهم الدائم من أخطار المواد المعروضة تحت أشعة الشمس والتي لا تخضع إلى شروط ومقاييس العرض الصحية. السيدة عائشة قالت إنها بالفعل لاحظت عودة ظهور طاولات بيع المأكولات والحلويات المنزلية وأنواع العصائر عبر الأسواق مع بداية موسم الحرارة بما لا يتوافق مع حرارة الطقس وتأثير أشعة الشمس الحارقة على تلك المعروضات، وأضافت أنها ترفض التعامل مع تلك الطاولات التي تؤثر على الصحة العامة وأظهرت تخوفها حتى من محلات الإطعام السريع في فصل الصيف فما بالنا عرض المأكولات عبر الأرصفة. دافع بعض الباعة المتجولين عن تجارتهم ومصدر استرزاقهم وقالوا إنهم يضمنون سلامة ما يبيعون، منهم فريد الذي وجدناه يبيع (البينيي) عبر سوق باب الرحبة بالبليدة الذي قال إن سلعته هي جديدة ويتخلص منها في لمح البصر ليعود إلى البيت ويجلب كمية أخرى فهو يضمن صحية ونظافة ما يبيعه لعدم المراهنة بصحة الزبائن. لكن لا ننفي أن معظم تلك المواد تهدد الصحة العامة وكانت مرارا وتكرارا سببا في حدوث تسممات وعواقب صحية خطيرة أودت بحياة الكثيرين في ظل انعدام شروط عرض تلك المواد وتأثير درجة الحرارة عليها، إلى جانب بعض الظروف الأخرى المحيطة بعرضها كانتشار الغبار والنفايات.