يمكن ل(العطسة) أن تنتقل أبعد مما قد يتصور البعض، بحسب ما توصل إليه الباحثون مؤخراً من خلال دراسة أثبتت أن السعال والعطاس ينشران الفيروسات بطريقة أكبر بكثير مما كان يعتقد في الماضي. وبحسب تقرير نشرته صحيفة (ديلي ميل) البريطانية، فإن أنظمة التهوية في المكاتب تلعب دوراً كبيراً في نشر الأمراض. ويقول الدكتور جون بوش، الذي قاد فريق البحث: (عندما تسعل أو تعطس، فإنك ترى قطرات صغيرة، أو أنك تشعر بها عندما يسعل أو يعطس شخص آخر بالقرب منك... إلا أنك لا ترى السحابة الغازية غير المرئية... فسحابة الغاز هذه تعمل على توسيع مدى انتشار القطرات، خاصة الصغيرة منها). ووجد الباحثون أن أصغر القطرات التي تنتج عن السعلة أو العطسة يمكنها التحرك من 5 إلى 200 مرة أبعد من تحركها عندما تكون ضمن مجموعة من الجزيئات غير المترابطة. وقدرة هذه القطرات على البقاء معلقة في الهواء، بواسطة السحابة الغازية، تعني أن أجهزة التهوية قد تكون أكثر عرضة لنقل العدوى. وعلى هذا، فإن المهندسين المعماريين قد يرغبون بإعادة النظر في تصاميم أماكن العمل والمستشفيات وكذلك أنظمة التهوية بالطائرات، للتخفيف من فرص انتشار مسببات الأمراض بين الناس. يذكر أن الدراسة قد تم نشرها مؤخراً تحت عنوان (أحداث الزفير العنيفة: السعال والعطس). ويضيف الدكتور بوش: (أي شخص قد يعتقد أن القطرات الكبيرة تذهب أبعد من القطرات الصغيرة، وأن مدى انتقالها لا يتعدى المترين... ولكن من خلال توضيح ديناميكية السحابة الغازية، تمكنا من التوصل إلى أن القطرات الصغيرة تدور داخل السحابة... ولذا فيمكنها أن تنتقل وتصل إلى مدى أبعد بكثير من القطرات الكبيرة التي عادة ما تسقط). ويعكف الباحثون حالياً على دراسة الأمر باستفاضة حتى يتمكنوا من إيجاد حلول تمنع انتشار الأمراض داخل الأماكن المكيفة.