توصل باحثون أميركيون إلى تفسير لارتباط انتشار الإنفلونزا بفصل الشتاء. وقال باحثون بالمعاهد القومية للصحة إن الفيروس المسبب للمرض يغطي نفسه بمادة دهنية تجعله أشد صلابة ويحميه من انخفاض درجات الحرارة. وأوضح الباحثون أن هذا الغطاء الدهني الأشبه بالزبد يذوب في مجرى الجهاز التنفسي فيسمح للفيروس بنقل العدوى للخلايا. وقال جوشوا زيمربيرج من المعهد القومي لصحة الطفل والتنمية البشرية الذي قاد فريق البحث "مثل قطعة شيكولاتة في فمك يذوب الغطاء الواقي للفيروس بمجرد دخوله في مجرى الجهاز التنفسي". وتابع "يتمكن الفيروس في هذه الحالة السائلة فقط من دخول خلية وإصابتها بالعدوى". وبذل الباحثون جهودا استمرت فترات طويلة للوقوف على سبب كثرة انتشار الإنفلونزا وغيرها من الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي خلال الشتاء عن غيره من الفصول. ولم تقدم أي من التفسيرات الشائعة مثل مكوث الناس بمنازلهم فترات أطول شتاء وقوة أشعة الشمس صيفا تفسيرا شاملا للظاهرة. وقال دوني ألكسندر مدير المعهد إن التقرير الجديد الذي سينشر في دورية (نيتشر كيميكال بيولوجي) قد يؤدي إلى الوصول لسبل جديدة في الوقاية والعلاج من الإنفلونزا. وأضاف أن نتائج الدراسة تفتح مجالات جديدة للبحث لمقاومة موجات الإنفلوانزا الشتوية. وتابع "بعدما عرفنا كيف تحمي فيروسات الإنفلونزا نفسها لكي تنتقل من شخص لآخر يمكننا أن نعمل على إيجاد سبل للدخول في تلك الآلية الحمائية". وقد تساعد نتائج البحث العلماء أيضا في إيجاد سبل جديدة للقضاء على المرض، فخلال درجات الحرارة المنخفضة يمكن أن يقاوم الغلاف الدهني القوي بعض المواد المطهرة فيجعل من الصعب إزالة الفيروس عن اليد أو الأسطح. وتنتشر الإنفلونزا وغيرها من الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي على هيئة قطرات صغيرة عن طريق السعال والعطس والكلام ويمكنها أن تستقر على الأسطح الخارجية وتلتصق بالأصابع