شبّه الكثير من الجزائريين الفوز التاريخي الذي حقّقه الخميس الماضي السيّد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على جميع منافسيه في الانتخابات الرئاسية بحصوله على نسبة 81.53 بالمائة مقابل 12.18 بالمائة لصاحب المركز الثاني علي بن فليس بالضربة القاضية التي يوجّهها ملاكمو الفنّ النبيل لمنافسيهم، بإسقاطهم بالضربة القاضية في أولى ثواني المنازلة الأولى. إعداد: كريم مادي بما أن فوز السيّد الرئيس عبد بوتفليقة يحمل أكثر من دلالة، خاصّة في الظرف الرّاهن بخروج بعض الأبواق تنادي دون حياء بضرورة إحداث تغيير في النّظام، متناسيين بل متجاهلين أنه لولا السيّد الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة مهندس الوئام الوطني لما نبست هذه الألسن (الخبيثة) بنت شفة، متنكّرة لجميل الرئيس. وبعيدا عن هؤلاء (الخونة) والمندسّين بيننا سنحاول من خلال هذه النافذة سرد 10 مباريات كروية فاز فيها منتخبنا الوطني أخرجت ملايين الجزائريين إلى الشوارع وحوّلت لياليهم إلى نهار، وفيها احتفل الصغير والكبير، الرجال والنّساء على أنغام (بلادي لَعزيزة على جالك نفديك بروحي ودمي)، ولنبدأ من حيث خاض منتخبنا أوّل مباراة دولية بعد الاستقلال. 6 جانفي 1963: الفوز على بلغاريا أوّل فرحة للجزائريين مع منتخبنا الوطني كانت في السادس من شهر جانفي عام 1963، وهو اليوم الذي واجه فيه منتخبنا الوطني بقيادة المدرّب إسماعيل خباطو المنتخب البلغاري في ملعب 20 أوت بهدفين لواحد. فرغم الطابع الودّي للقاء، إلاّ أن الملايين من الجزائريين خرجوا إلى الشوارع يحتفلون بنشوة الفوز. اللّقاء جرى بملعب 20 أوت أمام جمهور غفير جدّا، وقد جاء سريعا، المنتخب البلغاري كان السبّاق إلى التسجيل في المرحلة الأولى، لكن المرحلة الثانية كانت لمنتخبنا الوطني، حيث فرض أشبال المدرّب خباطو سيطرة كلّية جسّدها لاعب أولمبي العناصر -آنذاك- عبد الغني زيتوني بهدفين سمحا للمنتخب الوطني بإنهاء اللّقاء لمصلحته، وهو أوّل فوز بعد الاستقلال يوقّعه منتخبنا الوطني. 6 سبتمبر 1975: ليلة رمضان التي هزمنا فيها فرنسا سيبقى اللّقاء الذي خاضه منتخبنا الوطني في يوم 6 سبتمبر عام 1975 ليلة أول يوم من رمضان المعظّم من بين أهمّ المباريات التي لا تنسى، كيف لا والمنافس اسمه المنتخب الفرنسي والمنافسة نهائي دورة الألعاب المتوسّطية التي استضافتها بلادنا في تلك السنة. أمام حوالي 80 ألف متفرّج وتحت إشراف المدرّب رشيد مخلوفي، انتظر الجمهور الرياضي الجزائري الثواني الأخيرة من اللّقاء لتعديل النتيجة بفضل الهدف التاريخي الذي وقّعه عمر بتروني بعد أن كان المنتخب الفرنسي متقدّما في النتيجة (2/1). لكن في الوقت الذي كان فيه الحكَم يستعدّ لإنهاء المباراة بفوز المنتخب الفرنسي وإذ ب (عمر بتروني) يعدّل النتيجة وفي الوقت الإضافي، سجّل المنتخب الوطني هدف الفوز بواسطة منفلاتي ليمنح المنتخب الجزائري أوّل وآخر ميدالية ذهبية في الألعاب المتوسّطية، وهو أوّل تتويج للكرة الجزائرية بعد الاستقلال. 30 أكتوبر 1981: الفوز على نيجيريا وبلوغ مونديال الأندلس في ليلة الفاتح من نوفمبر عام 1981 التقى منتخبنا الوطني نظيره النيجيري في ملعب 17 جوان بمدينة قسنطينة في إيّاب الدور التصفوي الأخير لمونديال إسبانيا 82. اللّقاء انتهى بفوز الجزائر (2/1)، افتتح باب التسجيل لخضر بلّومي في الدقيقة السادسة وفي الدقيقة ال 40 عدّل المنتخب النيجري بواسطة إيسماو، وقبل دقائق من صفّارة النّهاية ضاعف ماجر النتيجة، لتمتزج الفرحة بفرحة عيد اندلاع الثورة التاريخية الذي صادف الذكرى ال 27. 16 جوان 1982: الفوز الأسطوري على ألمانيا يوم آخر من الأيّام الحلوة التي أفرحت الجزائريين، 16 جوان 1982، وحين نذكر هذا التاريح تعود بنا الذاكرة إلى أيّام المجد الذهبي لكرتنا، يوم هزمتنا فيه منتخب بلاد (الجرمان) بالأداء والنتيجة (2/1). بعد بلوغ منتخبنا الوطني نهائيات كأس العالم بإسبانيا على حساب المنتخب النيجيري -كما سبق الذكر- أوقعت عملية القرعة منتخبنا الوطني في المجموعة الرّابعة التي ترأستها ألمانيا إضافة إلى المنتخبين النّمساوي والشيلي. دشّن المنتخب الوطني مونديال إسبانيا في ال 16 جوان 1982، ففي تمام الساعة الرّابعة وربع من عصر يوم الأربعاء أعذى الحكَم البيروفي لابو إشارة الانطلاقة بملعب خيخون أمام حوالي 20 ألف متفرّج. فرغم الأسماء الرنّانة التي كانت تزخر بها الآلة الألمانية، إلاّ أن شبّان الجزائر بقيادة ثنائي التدريب رشيد مخلوفي وخالف محيي الدين تمكّنوا من إنهاء الشوط الأوّل دون أهداف، وهي النتيجة التي تمنّى حينها الجمهور الرياضي الجزائري أن تنتهي بها المباراة كونها أشبه بالانتصار. لكن زملاء ماجر في المرحلة الثانية قالوا (يجب أن نفوز)، حيث تمكّن ماجر بطريقة رائعة من فتح باب التسجيل بعد 15 دقيقة من اللّعب، بعدها ب 10 دقائق تمكّن ورومينيغي من تعديل النتيجة، لكن فرحة الألمان لم تدم إلاّ دقيقة واحدة، ففي عزّ هذه الفرحة نجمنا الكبير وأحسن لاعب جزائري لكلّ الأوقات لخضر بلومي تمكّن من هزّ شباك الحارس الألماني شوماخر. وفور انتهاء المباراة راح الملايين من الجزائريين يحتفلون بهذا الفوز العظيم، ويا له من فوز. 6 أكتوبر 1985: الفوز على تونس وبلوغ مونديال "الأزتيك" بعد أن ظلّ المنتخب التونسي الشبح المخيف لمنتخبنا الوطني، وقبل أن توقعهما عملية القرعة في لقاء فاصل لتحديد هوية الصاعد إلى مونديال المكسيك لعام 1986، كان ألحق المنتخب التونسي الكثير من الهزائم التي أسالت أكثر من مرّة دموع الجزائريين، لكن الجيل الذهبي لعشرية الثمانينيات بقيادة بلّومي وماجر وعصاد تمكّن من زلزلة الأرض من تحت أقدام التونسيين في يوم لن ينساه هؤلاء. في ال 6 أكتوبر من عام 1985 استضاف المنتخب التونسي منتخبنا الوطني في ملعب المنزه أمام حوالي 40 ألف متفرّج وتحت قيادة الحكَم البلجيكي شورتر عبث منتخبنا الوطني بنظيره التونسي وهزّ شباكه برباعية لهدفين سجّلها كلّ من ماجر وبلّومي ومنّاد في مناسبتين. فوز مهّد الطريق للمنتخب الجزائري لبلوغ المونديال للمرّة الثانية بعد أن أكّد تفوّقه على المنتخب التونسي في لقاء الإيّاب (3/0)، لكن فرحة الجزائريين بنشوة التأهّل إلى المونديال كانت قد تلاشت بعد أن فرحوا وتغنّوا إثر نهاية مباراة الذهاب بفوز الجزائر كما سبق الذكر بنتيجة لا تقبل أيّ جدل (4/1). 16 مارس 1990: التتويج بكاس أمم إفريقيا 1990 بعد أربع سنوات ونصف السنة من بلوغ منتخبنا الوطني مونديال بلاد (الأزتيك) عام 1986 كان الجزائريون على موعد مع الفوز التاريخي بأوّل وآخر كأس لأمم إفريقيا التي احتضنتها بلادنا في ربيع عام 1990، والتي حسمها -آنذاك- أشبال المرحوم المدرّب عبد الحميد كرمالي لمصلحتهم بتفوّقهم في اللّقاء على نيجيريا بهدف لصفر وقّعه اللاّلعب شريف وجاني. وفور تسلّم رابح ماجر الكأس العالية من رئيس الاتحاد الإفريقي الحالي عيسى حياتو خرج الملايين من الجزائريين إلى الشوارع يحتفلون بهذا التتويج الغالي، ودامت الأفراح أيّاما عديدة. 18 نوفمبر 2006: فوز الجزائر على مصر في أم درمان يبقى تاريح 18 نوفمبر من سنة 2009 من بين أسعد التواريخ التي أفرحت الجزائريين، كيف لا وفي مثل هذا اليوم الأربعاء 18 نوفمبر تمكّن شبّان الجزائر بقيادة عنتر يحيى من هزّ شباك الحارس المصري عصام الحضري بقنبلة قادت منتخبنا من مدينة أم درمان السودانية إلى جنوب إفريقيا، أين ستقام نهائيات كأس العالم المقبلة. وعقب نهاية المباراة خرج الملايين من الجزائريين يحتفلون بالفوز العظيم على مصر وتأهّل (الخضر) لثالث مرّة إلى نهايات كأس العالم بعد دورتي إسبانيا 1982 والمكسيك 1986. 18 جانفي 2010: تأهّل الجزائر إلى الدور الثاني لكأس أمم إفريقيا بأنغولا بما أن تاريخ 18 من كلّ شهر بات مقرونا باقتراح الجزائريين كان الموعد مع يوم 18 جانفي الأخير، يوم تمكّن فيه منتخبنا من بلوغ الدور الثاني لكأس أمم فريفيا لما حقّقه حاليا بأنغولا بتعادلهم سلبيا أمام المنتخب الأنغولي منظّم البطولة، تعادل كان كافيا ليؤهّل (الخضر) إلى الدور الثاني بعد فوز مالي على مالاوي. وكالعادة خرج الملايين من الجزائريين عقب تأهّل منتخبنا إلى الدور الثاني ليفرح بنشوة التأهّل والجميع يتمنّى أن يجتاز زملاء كريم زيّاني مواجهة كوت ديفوار. 24 جانفي 2010: الفوز على فيلة كوت ديفوار بأنغولا فرحة أخرى تستحقّ الوقوف عندها، هو الفوز الذي يمكن وصفه بالتاريخي حين أطاح منتخبنا الوطني بالمنتخب الإيفواري بنتيجة (3/2)، لم يمنع الجزائريين في مختلف أنحاء الوطن وحتى الجالية الجزائرية المقيمة في المهجر من الخروج إلى الشوارع احتفالا بهذا التأهّل. 19 نوفمبر 2013: الجزائر في مونديال "السامبا" آخر فرحة وإن شاء اللّه لن تكون الأخيرة في مسيرة منتخبنا الوطني تلك التي فجّرها (الخضر) في ملعب (مصطفى تشاكر) بتفوّقه التاريخي على المنتخب البوركينابي بهدف يتيم وقّعه اللاّعب مجيد بوفرة في بداية المرحلة الثانية، هدف كان كافيا لشبّان الجزائر لاقتطاع التأشيرة الخامسة والأخيرة إلى القارّة الإفريقية. فوز أخرج الملايين من الجزائريين إلى الشوارع، فرغم رداءة الأحوال الجوية إلاّ أن الجزائريين بمختلف أطيافهم احتفلوا بهذا الفوز كلّ واحد بطريقته الخاصّة، لكن الجميع تغنّى نغمة واحدة (وان تو ثري فيفا لالجيري). فهنيئا لمنتخبنا الوطني بهذا التأهّل الثاني على التوالي إلى المونديال والرّابع في تاريخ الكرة الجزائرية وحظّ موفّق له في مونديال (السامبا). تلكم باختصار أهمّ التواريخ التي أفرحت الجزائريين وأخرجتهم إلى الشوارع وهم يرقصون ويهتفون بحياة المنتخب الوطني وبحياة الجزائر.