تظاهر آلاف الإسبان مساء الأحد في بنبلونة عاصمة منطقة نافارا، شمالي إسبانيا، لإحياء (العيد الوطني الباسكي)، داعين إلى استقلال إقليم الباسك، شمالي البلاد. أعلن المتظاهرون أن (الاستقلال هو البديل الحقيقي والوحيد للمستقبل)، وهو القادر على الاستجابة لرغبات واحتياجات مواطني الباسك، حسب مراسل (الأناضول). وحمل الكثير من الحاضرين أعلام كتالونيا (إقليم بإسبانيا)، والذي سينظّم استفتاء في نوفمبر المقبل لتقرير مصيره بين البقاء أو الاستقلال عن إسبانيا. ويتمتّع إقليم كتالونيا، الذي يبلغ عدد سكّانه 7.5 مليون نسمة، بأوسع تدابير للحكم الذاتي بين أقاليم إسبانيا، ويأتي ترتيبه السابع من بين 17 إقليما تتمتّع بحكم ذاتي في إسبانيا وتبلغ مساحته 32.1 ألف كلم ويضمّ 946 بلدية موزّعة على أربع مقاطعات هي برشلونة وجرندة ولاردة وطرغونة. ووافق البرلمان المحلّي على استفتاء الاستقلال للإقليم الذي يقع شمال شرقي إسبانيا بأغلبية 60% من النواب ومن المتوقّع إجراؤه في 25 نوفمبرالمقبل، فيما تعهّدت الحكومة الإسبانية بإعاقة إجراء هذا الاستفتاء. من جهته، قال رئيس الإقليم الباسكي أنيغو أوركويو، من الحزب القومي الباسكي، الحاصل على 5 مقاعد في مجلس النواب الإسباني (إحدى غرفتي البرلمان) من أصل 350 عضو، إن (على إسبانيا أن تفهم أنها لم تكن دولة واحدة). وأضاف أوركويو خلال مداخلته بالتظاهرة أنه سوف يعرض خلال الأشهر المقبلة على حكومة مدريد خطّة سياسية من أجل الحوار والتفاوض والاتّفاق والتصديق لوضع علاقة جديدة مع إسبانيا، والتي يمكن أن تفهم على أنها نموذج كونفديرالي على أساس احترام الحقوق التاريخية للشعب الباسكي. وفي السياق ذاته، دعت منظّمة (إيتا) الانفصالية الباسكية في بيان لها الأحزاب القومية الباسكية إلى (تشكيل تحالف شعبي واسع من أجل إعطاء إقليم الباسك دولة واحدة وبصوت واحد أمام العالم). وسعت منظّمة (إيتا) منذ نهاية الخمسينيات من القرن الماضي إلى انفصال إقليم الباسك عن إسبانيا وتأسيس دولة مستقلة اشتراكية. وأعلنت المنظّمة في 2011 عن هدنة دائمة مع السلطات الإسبانية تقوم بموجبها بوقف كافّة أعمال العنف والاغتيالات والتفجيرات واللّجوء إلى الحوار السياسي. وإقليم الباسك هو منطقة تقع في شمال إسبانيا وتتمتّع بالحكم الذاتي، إلاّ أن هناك مطالبات عديدة بانفصاله عن إسبانيا وعاصمته هي مدينة فيتوريا غاستايز. وتعتبر المنطقة بشكل عامّ منطقة تاريخية يقطنها شعب الباسك ويتحدّثون لغتهم الخاصّة بهم التي تعرف بالباسكية، فيما تبلغ مساحته حوالي 20 ألف كلم وعدد سكّانه يزيد عن المليونين.