يحاول الحزب الاشتراكي الإسباني تحقيق انتصار كبير في انتخابات إقليمية تجري في إقليم الباسك في شمال إسبانيا، هي أول امتحان عسير له منذ دخول البلاد رسميا مرحلة الانكماش الاقتصادي.وتظهر استطلاعات أن الحزب الاشتراكي سيحقق مكاسب كبيرة، وأداءه متقارب جدا مع الحزب الوطني الباسكي الذي يحكم الإقليم منذ 1980.وإذا فاز الاشتراكيون أو استطاعوا تشكيل تحالف، فستكون المرة الأولى منذ 1975 -تاريخ العودة إلى الديمقراطية في إسبانيا- التي يحكم فيها إقليم الباسك حزب يؤيد صراحة بقاءه جزءا من إسبانيا.ويعزو مراقبون شعبية الاشتراكيين إلى محاولة رئيس الوزراء لويس رودريغز ثاباتيرو مفاوضة إيتا، وهو مسعى باء بالفشل في النهاية، فقد اتهمت الحكومة بعدم الجدية واستأنفت الحركة الانفصالية عملياتها المسلحة التي قتلت 825 شخصا في أربعة عقود، وكان آخرها تفجير لم يوقع ضحايا، أمام مقر للحزب الاشتراكي الباسكي في مدينة لاسكاو الباسكية. وحسب استطلاعات، يفضل الناخبون حكومة تحالف في برلمان الباسك الذي يعد 75 صوتا، إذا لم يفز أي حزب بأغلبية صريحة.ودعا بيان لمنظمة إيتا أول أمس الناخبين إلى تأييد أحزاب اليسار التي تؤيد استقلال الإقليم، رغم قرار قضائي بمنع اثنين منها بحجة علاقاتها بالتنظيم الانفصالي. وتحدثت إيتا عن "انتخابات إقليمية غير ديمقراطية" تقود إلى "برلمان فاشي" إذا لم تشارك الأحزاب التي تؤيد الاستقلال. وفازت أحزاب ينظر إليها على أنها مرتبطة بإيتا بنحو 15% من الأصوات في انتخابات جرت سابقا في الإقليم.ويحاول الاشتراكيون أيضا البقاء في تحالف حاكم في منطقة حكم ذاتي أخرى هي غاليسيا شمال غرب البلاد، حيث نظم الحزب الشعبي المحافظ، الذي خسر الانتخابات مرتين ضد الاشتراكيين منذ 2004، حملة انتخابية قوية ألقت ظلالا عليها اتهامات فساد واجهها الحزب في مدريد ومناطق أخرى. غير أن فضيحة الفساد أطاحت أيضا بوزير العدل الاشتراكي الذي استقال الاثنين بعد أن تبين أنه انطلق في رحلة صيد مع قاض يقود التحقيق.