إنّ بشائر النصر كثيرة، ومكر الله بالمجرمين حاصلٌ، فلنثق بوعد الله، ولننتظر فرجه القريب، ولنكن على يقينٍ من مكره بالماكرين وقرب أخذه للظالمين، مهما بدا أنهم يملكون من أسباب البقاء والتّمكين، وقد قال الله تعالى: {واصبر وما صبرك إلّا باللّه ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيقٍ ممّا يمكرون}. والمهمّ أن نكون نحن أهلاً لنصر الله تعالى، وأن نتّخذ من الأسباب ما بوسعنا، ثم ندع الأمر لربّ العالمين {واللّه غالبٌ على أمره ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون}، وقد أخبرنا الله عن نجاة وفلاح مؤمن آل فرعون الذي قال بعد أن بلّغ دعوته وصدع بالحق: }فستذكرون ما أقول لكم وأفوّض أمري إلى اللّه إنّ اللّه بصيرٌ بالعباد. فوقاه اللّه سيّئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب}. وإذا أصرّ المجترئون على طغيانهم ومكرهم، وحقّقوا في الظاهر بعض مآربهم، فلعلّها أن تكون بداية النهاية، وعساها أن تكون مرحلةً لضعف القوة ونهاية الظلم والغطرسة بإذن الله، وسنن الله ماضيةٌ في الفناء والهلاك على كلّ مستكبرٍ ماكرٍ غشوم، جاحدٍ بآيات الله {ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرنٍ مكّنّاهم في الأرض ما لم نمكّن لكم وأرسلنا السّماء عليهم مدراراً وجعلنا الأنهار تجري من تحتهم فأهلكناهم بذنوبهم وأنشأنا من بعدهم قرناً آخرين}. قل للّذي في الورى أضحى يعادينا احذر فأمرك ربّ العرش يكفينا اللهم أعنّا ولا تعن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر بنا، ولا تمكر علينا، وانصرنا على من بغى علينا، واجعل مكر السّوء يحيق بالماكرين، واجعل دائرة السّوء تدور على الباغين.